أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : جزاء إتيان الزوجة في دبرها مكرهة أو غير ذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما جزاء من يأتي زوجته في دبرها؟ وما جزاء الزوجة المكرهة على ذلك خوفاً من أن يهجرها الزوج أو يخونها؟ وكيف يتوب المسلم منها؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسمة خريف66 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الداعيات الصالحات القانتات، وأن ينفعك وينفع بك، وأن يجعلك معلمة فاضلة تعلمين الناس شرع الله تعالى وتحثينهم على القيم والأخلاق والمبادئ التي توافق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأهلاً ومرحباً بك مرة ثانية، ونحن سعداء حقاً – أختِي نسمة الخريف – باتصالك بالموقع في أي وقت أنت أو غيرك.

أما بخصوص ما ورد برسالتك وهو ما جزاء من يأتي زوجته في دبرها؟

أولاً: هذه المسألة - كما نعلم – من المسائل الشاذة، وهي تدل على شذوذ لدى الرجل إذا كانت هذه رغبته؛ لأن الله الجليل جل جلاله جعل للشهوة مساراً طبيعياً تُقضى فيه، وأما هذه الطريقة فهي مسار منحرف وهي عبارة عن حفرة عميقة في العصيان يقع فيها الرجل من تزيين الشيطان له ونفسه الأمارة بالسوء.

أما بالنسبة لجزائه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ملعون من أتى امرأته في دبرها)، واللعن هو الطرد من رحمة الله، وسماها العلماء: (اللوطية الصغرى)، فالذي يفعل ذلك من الرجال ملعون – عيإذن بالله تعالى – وللمرأة أن تمتنع عن ذلك، فإن أصر فلها أن تلجأ إلى القضاء ليطلقها من زوجها ما دامت.

أما ما جزاء الزوجة المكرهة على ذلك خوفاً من أن يهجرها الزوج أو يخونها؟
الأصل أولاً أن هذا ليس حلاًّ، يعني: كونها تستسلم خوفاً من أن يخونها الزوج، فإذا خانها فحسابه على الله تعالى، وأنا لستُ مطالباً أن أُدخل نفسي النار لينجو الناس من عذاب الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز)، وقبل ذلك يقول الله تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ))[التحريم:6]، فنفسي مقدمة على أهلي وعيالي، والله تبارك وتعالى يقول: (( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا ))[النحل:111].

إذن فإذا كانت الأخت تستطيع أن تمتنع فلتمتنع، وهذا حقها شرعاً، بل الواجب عليها أن تمتنع فعلاً، وينبغي عليها أن تقاوم بكل ما أوتيت من قوة ولا تستسلم بحجة أن زوجها قد ينحرف أو قد يتزوج عليها أو يذهب لغيرها أو قد يتركها...لا تفعل ذلك؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يضيع أهله، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن عفَّ نفسه عن شيء في الحرام ناله في الحلال.

فالواجب على الأخت المسلمة إذا أراد زوجها ذلك وأصر عليه فلتمتنع عنه، وأن تقول له: إن هذا لا يجوز شرعاً، ودعنا نسأل أهل العلم إذا كان هذا جائزاً أو غير جائز.

ولذلك لا يجوز للمرأة أن تقول بأنها مكرهة خوفاً من أن يهجرها زوجها، إن تركها فالله لن يتركها، وإن تخلى عنها فإن الله لن يتخلى عنها؛ لأن الله لا يضيع أهله، ويجب على المرأة المسلمة أن تنصح زوجها بالمعروف وأن تذكره بهدوء ولطف، وأن تبيِّن له عقاب الله لمن يفعل ذلك، وأن هذا الأمر لا يليق به كرجل مسلم يحب الله ورسوله، وتستخدم وسائل الترغيب على قدر ما تستطيع، فإن لم يأت الترغيب بفائدة فلتمتنع عن زوجها مطلقاً، ولتعلم أن أمرها بيد الله، وأن الله لن يتخلى عنها.

ولكنها على قدر استمرائها للمعصية ومحافظتها عليها إرضاءً لزوجها أسخطت ربها، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.. نسأل الله تعالى أن يغفر لكل من يقع في هذا الذنب.

أما كيف يتوب المسلم عن هذه المسألة؟ .. فالجواب هو: بالتوقف لأن المعاصي هذه علاجها الأول إنما هو الانقطاع عن المعصية فوراً، والندم على فعلها وعقد العزم على ألا يعود إليها، وأن يكثر من التوبة والاستغفار والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام عسى الله أن يغفر له وأن يتوب عليه.

هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من إهمال زوجي لي، كيف أتصرف معه؟ 3800 الثلاثاء 28-04-2020 04:44 صـ