أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bouazza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الشعور الذي يأتيك وهو الشعور بالعصبية والتوتر والشعور بأنك لم تحقق نجاحاً، وكذلك الشعور بألم الرأس، هي كلها تعبير عن قلق نفسي من النوع البسيط، وتجسد هذا القلق في شكل أعراض نفسية، وكذلك أعراض جسدية، ويعرف أن التوتر النفسي ينتج في كثير من الأحيان من عدم التعبير عما يدور في خاطر الإنسان، هنالك أشياء كثيرة قد تقابل الإنسان في الحياة وتكون غير مرضية وتتصادم مع قيمه وأسلوبه في الحياة، وأن يسكت الإنسان عليها أو يتجاوزها ربما يؤدي ذلك إلى احتقان داخلي ويظهر ذلك في شكل عصبية وتوتر.

إذن من الطرق الجيدة جدّاً لتجنب العصبية هي أن تعبر عما يأتيك في خاطرك وفي نفسك، ولا تجعل الأمور تتراكم داخلياً، فعليك أن تعبر عن نفسك في حدود الذوق وما تراه مناسباً، وهذا سوف يؤدي إلى ما يعرف بـ: (التفريغ النفسي) الذي هو وسيلة علاجية ممتازة جدّاً لعلاج التوتر والقلق.

أما بالنسبة للشعور بالفشل فهو يأتيك لأنه ربما لا تتذكر أو لا تراعي أو لا تستشعر الإيجابيات الموجودة في حياتك، فالإخفاقات موجودة ولكن النجاحات دائماً - إن شاء الله - أكثر، فالإنسان مهما كانت إنجازاته بسيطة فيجب أن يكون قنوعاً ويسعى للمزيد، ويتذكر ما قام بإنجازه، ولا يعطي للفشل أي حيز في تفكيره، قال بعض العلماء بأنه لا يوجد فشل إنما هي تجارب، أي كل ما نقوم به حتى إذا أخفقنا فيه فهي تجربة، فأرجو أن تأخذ بهذا المبدأ.

أما بالنسبة لآلام الرأس فهي ناتجة من الانقباضات العضلية المصاحبة للعصبية والقلق النفسي، وهنا وجد أن ممارسة الرياضة من وسائل العلاج الطيبة والممتازة جدّاً، فأرجو أن تجعل لنفسك حصة رياضية يومياً، فهذا سوف يفيدك كثيراً.

مجال العلاج الآخر هو أن تقوم بإجراء بعض تمارين الاسترخاء متى ما وجدت ذلك متيسراً، فهنالك تمارين استرخاء عضلي، وهنالك تمارين استرخاء نفسي، وهنالك تمارين استرخاء عن طريق التنفس المتدرج، وأبسطها هذا الأخير الذي يمكنك أن تستلقي في مكان هادئ وتأخذ نفساً عميقاً وبطيئا - وفكر في أمر طيب أو استمع لشريط من القرآن الكريم - وأمسك الهواء في صدرك، ثم بعد ذلك أخرج الهواء بنفس القوة وبنفس البطء، وكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، أو متى ما كان ذلك متيسراً لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي، فعقار (سطبلون) هو دواء مشهور في فرنسا، ويستعمل في علاج الاكتئاب النفسي، وهو دواء جيد لدرجة كبيرة، ولكن يعاب عليه أنه قد يرفع من مستوى اليقظة عند الإنسان، وحين ترتفع اليقظة هذا ربما يؤدي إلى العصبية، ويعاب عليه أيضاً أنه توجد تقارير أنه ربما يحدث نوع من التعود البسيط عليه وإن كانت الشركة المصنعة لم تعترف بذلك حتى الآن، ولكن هذه ملاحظة إكلينيكية تحدث عنها الكثير من الأطباء.

وعموماً - أخي الكريم – ربما يكون من الأفضل أن تستبدل عقار (سطبلون) بدواء آخر يساعد في علاج القلق، ولكن أفضل أن تقوم باستبداله بعد استشارة طبيبك، فهنالك أدوية ممتازة وفعالة مثل العقار الذي يعرف باسم (إيفكسر)، وهنالك آخر يعرف باسم (سبراليكس)، وهنالك ثالث يعرف باسم (زولفت)؛ كلها ربما تكون أفضل من (سطبلون).

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وعليك بالطبع – أخي الكريم – أن لا تنسى الجانب العقدي، فكن قريباً من الله تعالى دائماً، وأسأل الله أن يفرج عنك وأن يحفظك، وعليك بالاستغفار والاستعاذة في وقت الغضب والعصبية والتوتر.

ويمكنك أخي الاطلاع على هذه الاستشارات لعلاج الغضب والعصبية سلوكياً: (268830 - 226699 - 268701)
أسأل الله لك العافية وبالله التوفيق.