أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد المصمودي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه حالة بسيطة، وهي نوع من القلق، ويعرف بقلق المكان، فمن أنواع القلق (قلق المكان، وقلق الزمان، وقلق الأشخاص)، وأنت تعاني من قلق المكان وهو حقيقة ليس بالأمر المزعج، ولكن أرجو ألا تكون وسواسيّاً حياله، فالكثير من الذين لديهم هذا القلق، وبعد ذلك تبدأ الدورة الطقوسية لديهم؛ بمعنى أن يربط هذا القلق أو هذا التوتر بمكان أو زمان معين، أي تكون لديه الفكرة المسبقة؛ مثلاً كأن يقول: إذا ذهبت لمقابلة فلان سوف أقلقك أو إذا جلست في مكان معين سوف أقلق... وهكذا.

إذن أرجو ألا تربط هذا الأمر بأي رابط وساوسي، وقل من الآن: أنا لن أقلق حين أذهب وأجلس على المكتب للدراسة، قل لنفسك ذلك، قل لنفسك أن الدراسة أمر مهم، والدراسة هي الوسيلة الفاعلة حتى أتحصل على مؤهلاتي وأتسلح السلاح العلمي المطلوب، اهزم هذا الانطباع الطقوسي الوسواسي، وذلك بأن تحقر من الفكرة ذاتها، هذا أولاً.

ثانياً: سوف تستفيد بالطبع من علاجات القلق والتوتر، وأهمها الاسترخاء، فأنت قلت أنك تحس بالرغبة في الاسترخاء، فعليه مارس تمارين الاسترخاء، وهنالك تمارين كثيرة للاسترخاء، أفضلها الطريقة التي تعرف بطريقة (جاكبسون)، وهنالك عدة أشرطة وكتيبات توضح كيفية إجراء هذه التمارين، فهنالك كتيب يعرف باسم (الاسترخاء النفسي والعصبي) للدكتور مخائيل أسعد، صادر عن دار النهضة بمصر، فإذا تحصلت على هذا الكتاب فهو من الكتب الجيدة والمفيدة، وتوجد عدة كتيبات وأشرطة وCD تساعد الآن في إجراء هذه التمارين بصورة صحيحة، والتي من أبسطها أن تستلقي في مكان هادئ وتتأمل في شيء طيب وجميل، وتغمض العينين، وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، املئ الصدر بالهواء، واجعل البطن أيضاً تنتفخ بإدخال الهواء في الصدر، وبعدها اقبض عليه لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة الزفير، ويجب أن يكون بنفس القوة والبطء، ويكون الزفير عن طريق الفم، كرر هذه التمارين أربع إلى خمس مرات متتالية بمعدل مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وصدقني أنك سوف تستفيد منه كثيراً.

توجد أيضاً تمارين أخرى بالنسبة لمجموعة العضلات، وهي بأن تبدأ بعضلات القدم ثم عضلات الساقين، ثم الحوض، ثم البطن... وهكذا حتى إلى عضلات الرقبة، ولكن هذه التمارين تتطلب التأمل.

ويمكنك أيضاً الاستعانة بأي أخصائي نفسي وليس طبيباً نفسياً، يمكن أن يطلعك ويمرنك على أفضل الطرق وإجراء هذه التمارين.

أيضاً ممارسة الرياضة من الأشياء الجيدة جدّاً وهي تساعد كثيراً في الاسترخاء وإزالة القلق.

يأتي الجانب الأخير في علاج حالتك وهو تناول أحد الأدوية البسيطة جدّاً لعلاج القلق، وأنت لا تحتاج لأي من الأدوية القوية، لكن تحتاج لعقار مثل العقار الذي يعرف باسم (فلونكسول) وجرعته هي نصف مليجرام (حبة واحدة) يوميّاً لمدة أسبوعين، ثم يمكنك بعد ذلك رفع الجرعة إلى نصف مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة إلى نصف مليجرام (حبة واحدة) يوميّاً لمدة شهر، ثم توقف عنه.

أيضاً توجد بدائل أخرى لهذا الدواء (فلونكسول) منها العقار الذي يعرف باسم (الدوجماتيل) وجرعته هي 50 مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم 50 مليجراماً مساءً لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عنه.

أيضاً هنالك عقار ثالث يعرف باسم (موتيفال) وجرعته في حالتك هي الجرعة الصغرى، وهي حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه.

أرجو اتباع الإرشادات السابقة وتناول أيَّا من الأدوية التي ذكرتها لك، وسوف تجد أن الأمور قد تحسنت كثيراً بإذن الله، ولابد أن تستشعر أهمية الدراسة، وأن تجعلها في رأس جدول أسبقياتك الفكرية والوجدانية، وهذا بالطبع سوف يساعد في ألا تربطها بالقلق والتوتر.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.