أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أهمية القيم الروحية في تحقيق الوحدة والتضامن
ما أهمية القيم الروحية في تحقيق الوحدة والتضامن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatat حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يحفظك، وأن يسدد خطاك، وأن يرزقك بر والديك بعد طاعة مولاك، وأن يصلح لك الحال ويحقق مناك.
فحق لنا أن نفخر بفتاة تسأل مثل هذا السؤال، وصدق من قال: المرء مخبوء تحت لسانه، وأحسن من قال: تكلم حتى نعرفك، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن ينفع بك بلاده والعباد.
إن الإنسان بلا روح جماد كسائر الجمادات، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، أمر الروح أدهش العقول وحير الفحول، ولا عجب فإنها سر الأسرار، وقد قال ربنا القهار: (( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء:85].
ولا يخفى على العاقل أن الذي بين الأرواح من التقارب والتشابه ما لا يعلم مقداره إلا الخلاق العليم، فالمؤمن يحن إلى أهل الإيمان، والمنافق إلى أهل البهتان، حتى قيل: (لو أن بيتاً امتلأ بالمؤمنين ولم يكن بينهم إلا منافق واحد، فإن المنافق الذي يحفر إلى ذلك المكان سوف يترك الجميع، ويأوي إلى مثيله في النفاق والإفك، وإذا اجتمع الناس في مكان واحد ترى الحداد ينجذب إلى الحدادين، والمزارع يميل إلى المزارعين، والمعلم يركن إلى المدرسين).
وتنجلي عظمة هذا الدين الذي جعل رباط العقيدة هو الأساس ومحبة الله هي الرابط بين أهل الإيمان، وأعظم به من رباط روحي عظيم لا يراه إنسان ليفسده ولا شيطان ليقطعه، وقد اجتمع بسبب هذا الرباط أبوبكر القرشي مع بلال الحبشي مع صهيب الرومي مع سلمان الفارسي في إلفة وإخوة ومودة على غير أنساب بينهم ولا مصالح تجمعهم لكنها العقيدة، وصدق الله العظيم القائل:(( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ))[الأنفال:63].
وقد أحسن من قال :
يا أخي في الهند أو في المغرب *** أنا منك أنت مني أنت بي
لا تسأل عن عنصري عن نسبي *** إنه الإسلام أمي وأبي
وصدق القائل:
وكلما ذكر اسم الله في بلد **** عددت أرجاءه من لب أوطاني
وكان سلمان رضي الله عنه يردد:
أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم
وقد أصبح المسلمون بفضل هذا الدين (
ومن القيم الروحية التي تربط الناس مع العقيدة، رباط القيم والمكارم التي جاءت في كتاب ربنا وهدى نبينا، وقد أحسن شاعر الإسلام إقبال في قوله:
وفي التوحيد للهمم اتحاد ** ولن تبنوا العلا متفرقين
ألم يبعث لأمتكم نبي ** يوحدكم على نهج الوئام
ومصحفكم وقبلتكم جميعاً ** منار للإخوة والوئام
قبل سنوات عديدة شاهد بعض الأشخاص مجموعة من الناس في ميدان، فبلغ عند الشرطة بأن هناك تجمع غير عادي، فجاءت شرطة مكافحة الشغب وأحاطت بالمصلين، ثم تقدم قائد العسكرية إلى الإمام، وقال له: من أنتم وماذا تفعلون؟ فقال له الإمام نحن مسلمون وهذه صلاتنا، فقال له رجل الشرطة: وكيف اجتمع هؤلاء من أجناس مختلفة، فقال له كل ذلك بفعل الإسلام؟ فقال رجل الشرطة الأمريكي: يوم ينتشر دينكم هذا تنتهي مهمتي كرجل شرطة.
ولا عجب فإن الإسلام يؤلف بين القلوب بقيمه الروحية وبأحكامه العملية.
والله ولي التوفيق والسداد!
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أرغب في أن أكون ما أريد، فأي طريق أسلك؟ | 1635 | الخميس 02-04-2020 06:13 صـ |
نظرتي للحياة سلبية وقد أثرت على دراستي ونفسيتي، فكيف أتجاوز الأمر؟ | 2525 | الخميس 17-01-2019 06:36 صـ |