أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : إرشادات للمعلمات في كيفية توجيه الطالبات

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله.
أنا معلمة قرآن في مدرسة تحفيظ وداعية مبتدئة في المدرسة، المشكلة هي أني أستقبل اتصالات هاتفية مزعجة.. بمعنى أن هناك فتاة تتصل على منزلي وعندما يرد عليها إخواني الصغار أو الكبار أو تسمع صوت رجل في ذلك الوقت تتكلم وتطلبني بالاسم .. في البداية كانت عندما تطلبني ويخبروني إخواني أن صديقتك تريدك على الهاتف فعندما أرد "الو.. الو" لا جواب ولكن لا ينقطع الخط بل هي على الخط تسمع صوتي لم أهتم بهذه المكلمات بسبب انشغالي في بداية الأمر ولكن الآن كثرت وأصبحت مزعجة، فهي على هذا الحال عدة أشهر وفي يوم أحببت أن أعرف من هي فانتظرت حتى اتصلت ورد أخي الصغير ويكلمها وأنا أسمع ردها وهي لا تعلم فصدمت بطالبة عندي تشبه كثيراً صوتها هي من الطالبات الممتازات، وعمرها 22 سنة تقريباً فهي ليست صغيرة على هذه الأفعال.
رغم هذا أحاول أن أعيد هذه التجربة لأتأكد من صوتها جيداً، ولكن للأسف لم أتمكن حتى الآن.. ولكن المهم كيف أتخلص من هذه المكالمات؟ لم تفعل ذلك بي؟ أتعلم يا دكتور أني عندما أقابلها في قاعات المحاضرات التي تقام عندنا في المنطقة خارج المدرسة لا أجد عليها حركات غريبة كما تفعل المراهقات، قلت في نفسي: لعلها تكون معجبة، ولكن لا أجد في حركاتها شيئاً كما تفعل بعض الفتيات مثلاً؛ لذلك أريدك أن تساعدني في تحليل هذا العمل منها، وكيف أتصرف بالضبط؟ فلا أستطيع أن أذهب إليها وأقول لها: أنتِ التي تتصلين بي؟ وهكذا.. لأنها ستنكر ذلك حتى إن كانت هي فأنا تعبت كثيراً من هذه الاتصالات والإزعاج، وأريد أن أحل الموضوع بكل عقلانية وبدون تجريح أو مشاكل.
هناك موقف أريد أن أذكره إن كانت هذه هي الفتاة لا أعلم لعله يساعدكم في التحليل، هذه الفتاة قدمت لي ولباقي المعلمات اللاتي لم يدرسنها بعض الكتب الدعوية المفيدة، ولكن أنا هديتي مختلفة بعض الشيء كتب بداخل غلاف جميل ومعطر ومعه برواز مكتوب عليه الآتي: "سعادة المؤمن بحب الله والحب في الله سعادة أعماقها أبعد من كل عمق، يعرف مذاقها المؤمنون الصادقون ولا يقبلون لها بديلاً" في داخل كيس جميل، وهدية المعلمات فقط كتب داخل غلاف فقط دون عطر أو كيس أو برواز وهكذا..

المهم عندما قرأتها لم أجد فيها شيئاً سيئاً، فالحب في الله مطلوب ولكن له حدود، ولكن ما سر المكالمات؟ مرة قمت بعمل عرض لحفلة المدرسة الختامية، فقمنا ببرنامج جميل وقمت أنا بتصميم شرائح العرض، المهم جاءت هذه الفتاة ووقفت أمام باب قاعة الحفل ورفضت الدخول وأعطت المعلمة الهدية التي ذكرتها قبل وطلبت من معلمة أخرى تعرفها كثيراً أن تعطيني هذه الهدية في نهاية الحفل، وهذا الذي حصل وقالت لها أن تقول لي أن هذه ليست هدية وهي تعلم أنه حرام تقديم الهدايا بين المعلمة والطالبة، والدليل على صدق كلامها كما قالت أنها أهدت جميع المعلمات وكن 2 فقط وهن صديقاتي فأخذتها ويا ليتني لم آخذها ولكن حصل وانتهى.

وبعد الحفل وانتهاء الدراسة بأربعة أيام تقريباً علمت أنني أنا التي عملت الشرائح للحفل، وهي لم تراها ولا أعلم كيف عرفت؟ المهم اتصلت بي إحدى المدرسات التي تعرفها وطلبت مني السي دي لكي تراه الفتاة، ولكن لم تأخذه لأنني لم أستطع أن أعطي المعلمة بسبب انشغالي، هذا كله قبل كثرة المكالمات... فأنا معلمة أريد أن أحل هذا الموضوع بأسلوب تربوي ودعوي وكواجبي كمعلمة.
أتمنى أن تفهمني وجزاكم الله خيرا


مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ الزهراء حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

فهنيئاً لك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وشكراً لك على اختيار موقعك، ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك، واحمدي الله الذي عافاك مما ابتلاها به، وفضلك على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً .

ولا داعي للانزعاج، فالعلاج بإذن الله ميسور، وإذا لم يجد الناس العلاج عند أهل القرآن فأين يوجد الشفاء؟! وقد وصف رب العزة والجلال القرآن بأنه ((( شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ))[الإسراء:82]
فهو ليس مجرد دواء ولكنه كلام الله وهو شفاء.
ولا يخفى على أمثالك أن رسالة المعلمة عظيمة وشاملة، فليس دورها أن تحفّظ الدارسات حروف القرآن، ولكنها مع ذلك تربيهم على رعاية حدوده والتمسك بآدابه.

وليس من الضروري متابعة وملاحقه الفتاة، ولكن المهم هو إصدار التوجيهات والتحذيرات لجميع الدارسات، وتخويفهن من عواقب الانحراف العاطفي، وغرس محبة الله في نفوسهن ثم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعل محبة الله هي الموجهة لكل محاب المؤمنة، فهي تحب الصالحات لصلاحهن وخوفهن من الله وليس لجمالهن ولا لحسن هندامهن، ولا لأجل طريقة كلامهن، فالحب في الله أوثق عرى الإيمان، ولكن حب الله له برهان ودليل نجده في قوله تعالى: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ))[آل عمران:31].
وأرجو أن تتعاون جميع المعلمات والإداريات على ترسيخ محبة الله في النفوس، ومطاردة صور الانحراف في المحبة حتى لا تحدث الكوارث، فإن الأمر إذا لم يُعالج تحول إلى عشقٍ شيطاني أو ما يُسمى في زماننا بقضية الإعجاب التي قد توصل الفتاة إلى الإشراك بالله والعياذ بالله.

ولعل من أسباب انتشار هذه الظاهرة المبالغة في الاهتمام بالجسد واللباس، وغياب الإشباع العاطفي من قبل الوالدين، وخواء القلوب من الإيمان، والاهتمام بالماديات، بالإضافة إلى تأثيرات وسائل الإعلام.

ومن واجبنا أن ننظر إلى مثل هؤلاء الطالبات بعين الشفقة والرحمة، ونخلص لهن في النصح والتوجيه، وأرجو أن تستفيدي من سكوتها مع أن الهاتف مفتوح، وترددي على مسامعها النصائح والمواعظ فإن هذه فرصة لتوجيه الكلام المباشر لها، أما في المدرسة فلا مانع من أن تقولي: ما بال بعض الفتيات تتعلق بأنثى مثلها؟ ولماذا تصر بعض البنات على إزعاج الناس بكثرة الاتصالات التي لا هدف من ورائها؟ ألا تتقي الله امرأةٌ تزعج الناس؟ ألا تخاف من أن يدعو عليها أحد؟ فإن في البيوت مرضى ومشغولين وكبار في السن.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أوجه نصيحة غالية لأخواتنا وبناتنا المعلمات والداعيات بضرورة أن يكون الاهتمام بالمظهر في حدود المعقول؛ حتى لا نُشغل الطالبات بمظهرنا وبمجاراتنا لشيطان الموضة الذي يعتبر سلاحاً ماض في عدونا.
أما أن تأتي المعلمة وكأنها عروس تزف إلى زوجها وتتحول دور العلم والخير إلى معارض للأزياء فهذا أمرٌ يصادم الأهداف التربوية، ويعطل عملية الفهم والاستفادة، ويجلب الحسرات والندامة، ولعل هذه المشكلة دفعت بعض الغيورين من المربين إلى المطالبة باتخاذ زي محدد وهيئة محددة للمعلمات والطالبات، مع ضرورة أن يراعى في الثياب والمظهر البساطة مع النظافة، بالإضافة إلى تجنب الألوان الصارخة والقصات الخليعة.

أما كونك لا تلاحظين عليها حركات غريبة فذلك ربما كان لأن شخصيتك قوية أو لأن عندها بقايا من الحياء، وهذا على العموم دليل خير ومؤشر إيجابي، ولكننا نرجح أنها في الطريق إلى التعلق بك، فاجتهدي في تذكيرها بالله، وحاولي التعرف على ظروفها الأسرية، ولكن ضمن سؤالك لمجموعة من الطالبات؛ حتى تتمكني من معرفة موطن الخلل في أسرتها، وحبذا لو قمت بتحديد شروط الصداقة الناجحة وحدودها للطالبات انطلاقاً من قوله تعالى: (( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ))[الزخرف:67]، فإن الصداقة الناجحة تقوم على الإيمان بالله والتقوى، وتزيد بحسب الطاعة لله، ولا تطغى على حب الله ورسوله ...إلى غير ذلك من الشروط التي لا تخفى على أمثالك.

والله ولي التوفيق والسداد.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أحب معلمتي وكل وقتي أفكر فيها ولا أستطيع فراقها.. أفيدوني في ذلك 6660 الأربعاء 25-02-2015 11:00 مـ
أحب أستاذي حباً مرضياً رغم أنه متزوج، ماذا أفعل؟ 21143 الثلاثاء 09-04-2013 05:30 صـ
معلمتي أصبحت كابوساً يلاحقني في أحلامي 11586 الأربعاء 27-06-2012 11:38 صـ