أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الموقف من الخال المرتكب للكبائر في احتياله بنهب مال ابن أخته

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله.
مشكلتي التي أود سؤالكم بها هي:

لقد تغربت من بلدي الأصلي نظراً للظروف الصعبة التي كنت أعيشها هناك، وقد حصلت على الإقامة في هذا البلد الأوروبي، وبحمد الله بدأت بالاستقرار النفسي الذي كنت أفقده في بلدي، وقد كنت أملك محلاً تجارياً في بلدي، بعد حصولي على الإقامة قررت بيع محلي التجاري وإحضار المبلغ لكي أستخدمه في مكان سكني الجديد وفتح محل تجاري هنا في أوروبا، وقد تشاركت أنا وأخو والدتي في مشروع، كان معه ما يقارب ما أحضرت أنا من نقود، وكان المشروع لا أقدر عليه وحدي ولا حتى أخو والدتي نظراً لسعره، اتفقنا أن نجمع نقودي مع نقوده لتغطية ثمن المشروع وأن نتكل على الله ونبدأ.

وللأسف حاك علي الكثير من الحيل بعد شرائنا للمشروع، وأنا جديد في هذه البلد وأجهل اللغة، وما كنت أفهم ما كان يتكلم وما الأوراق التي كان يجعلني أمضي عليها، استخدم جهلي للغة ولقوانين البلد لأني جديد في هذه البلدة ولم أقم بها أكثر من ستة شهور، وهو قديم ويعرف اللغة ويعرف القوانين، ومحترف بالكذب والنصب والخداع.

لقد رأيت من هذا الشخص عندما عشت معه في بيته وبالفترة التي كنا بها نعمل على المشروع، رأيت منه ظلمه لأولاده وحرمانه لهم من الأكل وكيف كان يضربهم بشدة، وكيف كان يعلمهم على السرقة، والله العظيم! إني أتكلم بما رأيته، وكيف اضطهد والدته وجعلها تبيع الذهب الذي معها لكي ينصب عليها فيه كما نصب علي في نقودي، وبعد فتح المشروع طرد والدته وسافرت والدته لبلدها، ومن ثم طردني أنا من البيت ونصب علي في نقودي.

والله العظيم! إني صادق في كل كلمة كتبتها لكم، ومن ثم والله العظيم إن هناك الكثير من الاضطهادات والسرقات والمحرمات والكذب الفاجع والكلام السفيه الذي لا معنى له، والذي لا أجد أنا وصفاً للشخص الذي ينطق به، والله! لا أجد وصفاً، لسفاهة المنطق والحلال والحرام والصحيح والخطأ بمنظوره وبتبجحه في كلامه الحقير، وإليكم إخوتي مثالا بسيطاً من بعض كلامه البغيض:
قال لي عدة مرات هذه المقولة: (أنا أعرف نفسي جيداً، لن أدخل الجنة أبداً، ولهذا أريد أن أكسب الدنيا بسرعة)، لماذا يقول هذه المقولة كثيراً ولم يتبجح في قولها، فقال لي: لقد زنيت ببنتين أختين ومع بعضهما، فهذا بعض ما قمت به، فكيف لي بالتوبة؟ ولهذا أريد أن أشبع من الدنيا!

لو أريد أن أكتب لكم نصف ما رأيته منه من ظلم لي أو لأخواته أو لنسائه اللاتي لا يعرف أحد عددهن بالتحديد؛ لأنه كان يتزوج ويطلق بعد أن يشبع منها أو بعد أن تصل بها الحالة إلى درجة الجنون أو أن ترفع قضية طلاق حتى تحصل على حريتها، فقط لنصف ما أعرفه وليس ما أجهله، وما لم أسمع به أريد بتقديري من ثلاثة إلى أربعة أيام فقط كتابة وشرحاً لتحليل شخصيته المقرفة.

لقد استعدت نقودي منه بعد تعب كبير وبعد استخدام القوة معه لاسترداد حقي، لعدم وجود أي وثائق أستطيع من خلالها مقاضاته، ولكن ليس كل حقي، بقي معه تقريباً ثلث حقي فلم أسترده لقرفي منه ومن كلامه وشخصيته الفظة، ولطريقته في دفع النقود لي بالتقسيط الممل، لا ليس بالممل بل المميت، فقد تعبت نفسيتي كثيراً كثيراً، وطلبت عوضي من الله في كل قرش وفي كل اضطهاد تعرضت له منه وبسببه، حسبي الله ونعم الوكيل.

أخي الفاضل، بالرغم من أني احتسبت عند الله جل جلاله وما عدت أحتك بشيطان الإنس هذا، إلا أني لا أعرف النوم الطبيعي، كلما أضع رأسي على الوسادة أتذكر بعض أقاويله أو بعض ظلمه لي، لا أعرف كيف أنساه، لا أعرف التركيز، يأتيني تفكير بالانتقام منه وذله ولكن أخاف على مشاعر أمي فهو أخوها، وأنا أحب وأحترم أبويّ وروحي رخيصة لهم، وبنفس الوقت لا أريد أن أضيع مستقبلي في شخص كهذا، تشوش فكري، أفقد أعصابي بعض الأحيان، أدعو ربي كثيراً أن يريني أنا وكل من ظلمهم عذابه وانتقامه لنا فيه في الأرض قبل حساب الآخرة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ العزيز/ Slaam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن الله تبارك وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً، وهو سبحانه يمهل ولا يهمل، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته: (( إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ))[هود:102] (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ))[الشعراء:227].

وقد أسعدني رعايتك لمشاعر والدتك واهتمامك برضاها، ولن يضيع أجرك عند الله، واحمد الله الذي وفقك لاسترداد معظم حقوقك منه، وأرجو أن تحرص على نصحه ولا تيأس من إصلاحه، ولا تحاول الانتقام منه فإن ذلك يؤذي والدتك ويؤثر على العلاقات داخل الأسرة، ولا بأس بالمطالبة بما تبقى لك من حقوق، مع أننا نفضل تركها إذا كان ذلك سيؤدي إلى مزيد من الكراهية بينكما.

ولابد أن يعرف هذا الرجل أن الإنسان مهما أسرف على نفسه من الذنوب والمعاصي فإن باب التوبة مفتوح، والله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولكن لابد أن يصدق في رجوعه ويندم على ماضيه ويخلص في توبته ويجتهد في رد الحقوق إلى أصحابها ويكثر من الحسنات الماحية: (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114].

ولن يضيع مستقبلك -بإذن الله- فإن الحياة دروس ومواقف، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، واعلم بأن الله إذا أخذ من العبد شيئاً عوضه بغيره، وإذا تذكر الإنسان مصائب الآخرين هانت عليه مصيبته، واجعل همك هدايته ولا تقطع صلتك به، فإن بعد الأخيار عنه لا يزيده إلا بعداً.

واطلب من والدتك أن تنصحه برفق لعله يعود إلى صوابه، ونحن علينا أن ننصح ونذكر ولكن الهداية بيد الله القائل: (( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ))[الغاشية:21]، والقائل سبحانه: (( فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ))[الأعلى:9] والقائل سبحانه: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ))[القصص:56].

وأرجو أن تجتهد في نسيان ما حصل ونم نوم قرير العين، واجتهد في طاعة ربك، وتعوذ بالله من الشيطان الذي همه وعمله أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، ولا تفكر في الانتقام لأن السهم يرتد عليك لأن الخال خال ولا يملك الإنسان أن يتنصل من أقرب الناس إليه، وكن قريباً من أبنائه وحرضهم على طاعة الله والإحسان لوالدهم، وكما قال ميمون بن مهران: إذا وجد الشيطان إنساناً يأكل الحرام قال لأجناده: أما هذا فقد كفاكم نفسه.
واللقمة الحرام تقعد عن الخيرات، وكل جسم نبت من سحت فالنار أولى به، والإنسان لا يملك أن يزيد في رزقه لكنه والعياذ بالله يمتلئ بالذنوب إذا طلب رزقه بالحرام.
جمع الحرام على الحلال ليكثره *** دخل الحرام على الحلال فبعثره.
والله ولي التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أدرس في الخارج ولا أدري أي مستقبل ينتظرني. 697 الخميس 02-07-2020 03:51 صـ
أهل زوجتي لا يحسنون التعامل مع الضيف، فكيف أتعامل معهم؟ 680 الاثنين 11-05-2020 05:31 صـ
عمي وأولاده يقاطعوننا بسبب خلاف بسيط .. كيف نردهم إلى الصواب؟ 879 الخميس 07-05-2020 05:31 صـ
أبي قاس ومتشدد جدا، فهل من الممكن أن يتغير؟ 446 الأحد 10-05-2020 05:48 صـ
أخي يعاملني بقسوة ويسبب لي المشاكل! 773 الثلاثاء 28-04-2020 04:52 صـ