أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الثقافة الجنسية .. بين الفطرة والتعلم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 18 سنة، تقدم لخطبتي الكثير، فبدأت أفكر في العلاقة الجنسية وما سيحدث بعد الزواج، وقرأت في بعض المواقع الإسلامية أنه لابد من الثقافة الجنسية ومعرفة كيف يتم الجماع، وذلك لتفادي الأخطاء التي تحصل من ممارسة الجنس بشكل خاطئ، وهي كثيرة وتسبب التعاسة لصاحبيها، هل هذا صحيح؟ وهل يجب أن أعرف كل شيء عن الجنس؟ وكيف أثقف نفسي من هذه الناحية؟ وإلى أي مدى يجب أن تكون هذه الثقافة؟ وهل إذا اكتفيت بثقافتي الضحلة في هذا الجانب سأقبل على مشاكل؟ أنا مترددة جداً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ المهتدية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير وأن يرضيك به، وأن يرزقك العلم النافع والزوج الصالح.. وبعد:

فإن موضوع الجنس من الأشياء الفطرية التي لا تخفى معرفتها حتى على من فقد سمعه أو بصره، بل يهتدي إليها الحيوان البهيم دون أن يقرأ كتاباً أو يدرس في مدرسة، وهل يحتاج الطفل إلى من يعلمه كيف يرضع من ثدي أمه؟! أو يحتاج الطير إلى من يدرسه أسلوب طلب الرزق أو إعداد السكن؟! فسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى، فلا داعي للقلق فالموضوع أسهل مما تتصورين.

ولا شك أن هناك تقصيراً من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات في بيان مثل هذه الأشياء، فإن الفتاة إذا بلغت تشعر بتغيرات في جسدها وتبدُّل في مشاعرها، وهنا لابد للمربية الحكيمة والأم الرشيدة أن تخبرها أنها أصبحت مكلفة شرعاً، وأن عليها أن تحتشم أمام الأجانب، وأن عليها أن تحافظ على شرفها وتتعامل مع أعضائها بطريقة صحيحة، وأن تبتعد عن قرينات السوء، وعليها أن تتجنب قراءة المجلات الهابطة والكتب العاهرة التي تهيج العواطف، وتتعلم ماذا عليها إذا احتلمت؟ وما هي الحكمة من نزول دم الحيض؟ ومتى يتوقف هذا الدم؟ وما هي الأحكام المتعلقة به؟ ولابد أن تعلم أن ميل المرأة إلى الرجال فطري، لكن الشريعة هذبته ليكون نماءً وعيالاً وصلاحاً، ووضعت لذلك الضوابط التي حفظت للمرأة كرامتها وصانت للرجل عفته، مع ملاحظة الأسلوب الرفيع الذي استخدمه القرآن في طرح القضايا، حيث اكتفى بالتلميح عن التصريح.

أما الثقافة الخاصة بالفراش فلا مانع من السؤال عنها في وقتها؛ حتى لا تشغل الفتاة، وقد يدفعها ذلك إلى التجربة ثم الضياع، أما بعد أن يتم الرباط الشرعي فيمكن للفتاة أن تسأل جارة صالحة، أو مربية داعية، أو خالة حنون ممن سبقتها في هذا الميدان، وأظن أن مكاتب الاستشارات التي بدأت في الانتشار تخدم في هذا الموضوع، وأرجو أن يقوم عليها من يخاف الله من الرجال والنساء؛ لأن غياب التوجيه الصحيح يفتح الأبواب للأقاويل الباطلة والعادات السيئة والوصايا القبيحة المدمرة، التي قد يسمعها بعض من يدخل إلى قفص الحياة الزوجية، وننصحك بقراءة الكتب المؤلفة في آداب الزفاف والزواج الإسلامي، وأحكام المعاشرة الزوجية، ولا بأس من الاستفادة من مجلة الفرحة، وتحت العشرين، ومجلة الأسرة، والشقائق، والمتميزة؛ فإنها تتناول أشياء مفيدة في الحشمة والآداب.

ولا مانع من قراءة ما ذكره المفسرون عند قوله تعالى: (( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ))[البقرة:223]، فإن جزءاً كبيراً من الثقافة الجنسية متروك لذوق الرجل وزوجته، ومن حقها اختيار ما يناسبها بشرط اجتناب الحيضة والدبر.
نسأل الله أن يفقهنا ويسددنا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...