أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الانحطاط الذي يمر به العالم العربي وكيفية الخروج من ذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لماذا العرب غافلون عن ما يحدث بهم؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bilal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الإنسان يسعد حين يجد في شبابنا من يحمل هم أمته، ويسأل عن أسباب ما وصلت إليه الأمة، فإن الشعور بالمرض هو بداية مشوار البحث عن العلاج.

ولا شك أن العرب هم حملة رسالة الإسلام العظيمة، وقد أدرك الأجداد هذا المعنى فجندوا أنفسهم لتلك المهمة العظيمة وخرجوا ينشرون الإسلام وينصرونه، وسعدت الدنيا بجمال الإسلام ورسالته ثم بدأت رحلة الهبوط عندما نشأت أجيال لم تعرف واجبها، ودفع العرب قبل غيرهم ثمن التقصير فهجم العدو على ديارهم يسلب الأموال ويفسد العقول ويشعل نيران العداوة بين أبناء الأمة الواحدة.

ولم يخرج المستعمر من ديار العرب بجسده إلا بعد أن خلق أجيالاً من بني جلدتنا، وممن يتكلمون بألسنتا قلوبهم مع العدو ورغبتهم في أن يسود منهج المستعمر رغم أن زرع المستعمر لا يصلح لأرضنا ولا سبيل للخروج من هذه المشكلة إلا إذا التزمنا بما يلي:

1- العودة إلى الله ومراجعة ديننا الحنيف.
2- بناء وحدة إسلامية رباطها العقيدة والعقيدة وحدها، لأننا جربنا الوحدة بعيداً عن العقيدة فكانت أوهى من خيوط العنكبوت، فالمصالح المشتركة المزعومة تحولت إلى مصدر خلاف وتطاحن ونزاع ووحدة التراب تحولت إلى قنابل موقوتة يفجرها العدو في كل وقت وحين، فأصبحنا دويلات وكل دولة لها حدود وهناك منطقة حدودية مختلف عليها للتشاجر والتطاحن، ولم تنجح اللغة في توحيدنا؛ لأن كل بلد رجع إلى لهجاته المحلية وأبعدنا غير العرب من المشاركة في نصرة قضايانا مع أنهم مسلمون.

3- اتخاذ الدنيا وسيلة إلى الآخرة، وميدانا للطاعة وليست آلهة تعبد – والعياذ بالله – يرضى الناس إذا وجدوها ويحزنون إذا فقدوها ويفرحون من أجلها ويخاصمون في سبيلها.

4- إعادة قراءة تاريخنا الناجح بعد تصفيته، وربط الأجيال بالأجداد مع التركيز على تاريخنا الإسلامي فقد كنا ضلالاً فهدانا الله وأحسن من قال:

تاريخنا الإسلامي من رسول الله مبدؤه ***وما سواه فلا عز ولا شأن
محمد أنقذ الدنيا ببعثته *** ومن هداه لنا روح وريحان

أما ما عدا هذا من تاريخ فهو امتداد جاهليات قديمة يفرق ولا يجمع.

5- ضرورة تحمل أمانة الكلمة والشعور بالمسئولية في الذي نكتبه ونقرؤه ونسمعه، وتصفية مصادر التلقي من كل شيء يصادم عقيدتنا ويحطم معنوياتنا، ويلقى بالشبهات في عقول أبنائنا.

6- تيسير سبل الحلال ومواجهة حرب الشهوات المسلطة على أمتنا من خلال وسائل الإعلام التي تعرض ثقافة العدو وتلوث فطرة الأجيال، وتربي على ثقافة القشور، وتحطم في النفوس عناصر الإبداع والإنتاج وليس التلقي والاستهلاك.

7- وإذا أراد الإنسان أن يختصر عناصر النجاح والتوفيق فما عليه إلا أن يردد قول الله تبارك وتعالى: ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))[الأنفال:46]، وقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ))[محمد:7]، وقوله تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا))[النور:55] ما هي المواصفات المطلوبة؟ ((يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ..))[النور:55-56].

أما عدم شعورنا بالمرض وغفلتنا فله أسباب منها ما يلي:

1- حب الدنيا وكراهية الموت، فحب الدنيا يعمى ويصم ويملأ النفس بالغل والحسد والتنافس، وكراهية الموت تجرئ علينا الأعداء، وتسلط علينا كل ذل وهوان.
2- دنو الهمة والرضى بالدون – فلن ينتصر من كان مناه زوجة حسناء ودارا فيحاء.
3- الانغماس في النعيم.
4- الغثائية العشوائية.
5- البعد عن الإسلام ((نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ...))[الحشر:19].

ونسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلاً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...