أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الرهاب الاجتماعي والاضطرابات النفسية وكيفية علاجها

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السادة القائمون على هذا الموقع جزاكم الله خيراً، ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

أنا شابٌ أنظر لنفسي على أني من الذين تعذبوا في هذه الحياة، وسأكتب لكم بشيء من التفصيل عن ذلك، وأرجو أن لا تملوا حديثي.

أنا منذ طفولتي وأنا أحس بوجود مشكلة ما في شخصيتي، تتمثل في الخوف وعدم الشعور بالأمان، حيث أنني كنت لا أفارق أمي خصوصاً في الليل، أخاف من كل شيء خصوصاً من الموت، وتشتد حالة الخوف والانقباض عند اقتراب ساعات الليل، استمر هذا الشعور حتى سن الثانية عشرة، ربما أقل أو أكثر، بعد هذا السن خفت الحالة إلا أني لا أزال أعاني منها.

المشكلة الأخرى التي أعاني منها منذ الطفولة أيضاً هي الخجل الشديد، حتى أني أتعرق ويحمر وجهي لأتفه الأسباب، وأشعر بالتلعثم، وهي مستمرة حتى الآن لكن بحدة أقل -ربما-.
هذا الوضع جعلني انطوائياً وأتجنب الاحتكاك بالناس وأشعر بالقلق إذا حضرت اجتماع أو الجلوس في قاعة الدرس خوفاً من توجيه سؤال، ويزداد خجلي أضعافاً مضاعفة مع وجود النساء.

الفترة من الثانية عشرة إلى الثانية والعشرين من عمري مرت بشيء من السلاسة والثبات بدون تدهور إلا من بعض حالات الخجل التي كنت أداريها، ولم تؤثر على مسيرتي بشكل حاد حيث كان باستطاعتي إلقاء خطبة يوم الجمعة أمام عدد قليل من الحضور حيث أنني أسكن في قرية صغيرة وأنا الطالب الجامعي الوحيد، إلا أن الطامة لم تأت بعد.

في عام 1993 توظفت وكان لزاماً علي أن ألقي محاضرات أمام مجموعة من الناس وخصوصاً البنات (الفاتنات!!!!!) وأنا ابن القرية الخجول، وتخيل ماذا يحصل؟ وبدأت فرائصي ترتعد خوفاً وخجلاً وبدأت بالفشل، ومن فشل إلى فشل، ومن هاوية إلى هاوية سحيقة، حتى أن الدنيا ضاقت علي بما رحبت، حتى وصلت إلى حالة مزرية من الفشل لم أستطع معها الرد على الهاتف مع وجود شخصين، وحتى المواقف البسيطة التي كنت لم أحسب لها أي حساب في الماضي أجد نفسي الآن غير قادر على عملها!! أصبحت أتجنب الذهاب إلى الناس خوفاً من ملاحظة يديّ المرتجفتين، ووصلت إلى حالة من الذل والهوان لا يعلمها إلا الله.

بعد خمسة أشهر من هذه المعاناة ذهبت إلى طبيب أخصائي باطني، وشرحت له القصة ولم يعقب على الموضوع وصرف لي دواء 40Mg indicardin (مضاد للقلق ومنظم لضربات القلب) وآخر Prazin 0.5mg (للخوف والهلع) والأخير يسبب الإدمان ولم أعلم إلا مؤخراً، وكنت آخذ الدواء على مزاجي، وكان العلاج فعالاً ولكن كانت فترة التأثير قصيرة، وبدأت أخاف من الدواء بسبب الإدمان، وأخاف على أسناني لأني سمعت أن هذا الدواء يسبب التسوس في الأسنان، بقيت آخذ العلاج بشكل متقطع حسب المواقف التي سأقدم عليها، العلاج لم يحل المشكلة، بل بالعكس إذا تركته أعود للوضع الأول.

مشكلتي الآن هي عدم الإحساس بطعم الحياة، وأستيقظ من النوم معكر المزاج وشارد الذهن، وأعاني من الأحلام (اليقظة) لا أضحك من قلبي، أشعر بعدم الرغبة في عمل أي شيء، كثير الملل، غير نشيط، أميل للعزلة، أسرح، أتضايق من النور الساطع أو الأصوات المرتفعة، أشعر أن الحياة لا يوجد فيها شيء ممتع، وأشعر بالانقباض (خصوصاً عند اقتراب الليل) أحياناً أتكلم بصوت منخفض وكأنني مترقب لشيء ما، أعاني من مشكلة القذف السريع أثناء ممارسة الحياة الزوجية.

ملاحظة: الزواج ربما زاد من المشكلة؛ حيث أنه لم يلبِ الحد الأدنى من طموحاتي بل صدمت به ولم أحب زوجتي، إلا أني كتوم لم أخبر أحداً، وأتظاهر أن الأمور تسير على ما يرام، وهي ليست كذلك بتاتاً، ولم أُشعر زوجتي لأن ليس لها ذنب في ذلك.

قيل لي أن حالة الرهاب الذي أعاني منه لا يمكن أن تتحسن بأكثر من 5%، هل هذا صحيح؟

تركت العلاج الثاني منذ أكثر من أربع سنوات، أما العلاج الأول فلا زلت أستخدمه لكن بشكل متقطع في أغلب الأحيان أكثر من شهر بين الحبة والأخرى.

نصحوني باستخدام دواء Prozac لكني أجهله .

هل لمشكلتي حل نهائي؟ وما هو العلاج الناجع والذي لا يسبب الإدمان؟ وهل أنا مصاب بمرضٍ خطير؟ وهل أنا إنسان سوي؟ وكيف لي أن أجنب أطفالي نفس المصير؟

أريد منكم الإجابة بالتفصيل، وجزاكم الله كل خير.


مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله كل خير، وشكراً على ثقتك بالشبكة الإسلامية.
ونبدأ بما انتهيت به ونود أن نؤكد لك أولاً أنك في كامل الوعي والعقل والإدراك بمعنى أنك إنسان سوي.

وتتلخص حالتك النفسية في الآتي:

1- أصبت بما يعرف بقلق الفراق أثناء الطفولة، وربما تكون محاولات الحماية المطلقة من جانب والدتك قد ساهمت في ذلك.

2- حدث لك رهاب اجتماعي، ويعرف تماماً أن 60% من أطفال قلق الفراق يصابون بالرهاب والهرع الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي في مرحلة الكبر.

3- لديك مزاج اكتئابي مع وجود قلق في شخصيتك.

4- أنت تميل إلى تقليل وتضئيل قيمة الذات.

أرجو أن لا تنزعج لكل هذه المسميات حيث أنها مرتبطة ببعضها البعض وربما تكون التنشئة قد لعبت دور في ذلك ولكن أثبت الآن بما لا يدع جانب للشك أن هنالك جانب بيولوجي بمعنى أن كيمياء الدماغ خاصة المادة التي تعرف باسم سيروتونين يحدث فيها نوع من الاضطراب وعدم الانتظام.

العلاج الأول هو علاج سلوكي ويتكون من محاولة التفكير الإيجابي، وأن تحاول أن تجرد حياتك أو تتمعن في حياتك بصورة إيجابية أكثر وأن لا تركز فقط على السلبيات حيث أنك بفضل من الله قد أنجزت الكثير ولديك عمل واستطعت أن تكون أسرة.

خط العلاج الثاني هو الأدوية المضادة للرهاب وللاكتئاب ومن أفضلها وأسلمها وأكثرها فعالية عقار يعرف باسم زيروكسات، وعليه أرجو أن أنصحك بإيقاف كل الأدوية التي كنت تستخدمها في السابق أو في الوقت الحاضر، وأن تبدأ في هذا الدواء (الزيروكسات) وجرعة البداية هي 10 مليجرام نصف حبة ليلاً لمدة أسبوع ثم ترفع إلى حبة كاملة لمدة أسبوعين ثم إلى حبة ونصف، وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين ثم ترفعها مرة أخرى لتصبح الجرعة 40 مليجرام (حبتين) ممكن أن تقسم إلى حبة الصباح وحبة المساء أو تأخذها كجرعة واحدة ليلاً إن شئت، ويفضل أن تتناول الحبوب بعد الأكل، مع ضرورة الالتزام والانتظام القاطع في تناول هذا الدواء بهذه الجرعة لمدة ستة أشهر كاملة، بعدها يمكن أن تخفض الجرعة إلى حبة واحدة لمدة ستة أشهر أخرى.

علماً بأن هذا الدواء يساعد كثيراً في علاج سرعة القذف التي اشتكيت منها.

وأؤكد لك مرة أخرى أن هذا العلاج غير إدماني وغير تعودي، أما بالنسبة للبروزاك فهو دواء جيد ولكن الزيروكسات أفضل في مثل حالتك وهنالك دواء بديل آخر يعرف باسم Moclobemide.
وبالله التوفيق.




أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ