أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : طفلي يعاني من الإمساك وعدم التحكم في البراز، فهل تفيده العملية الجراحية؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة ولدي طفل يبلغ من العمر 8 سنوات يعاني من سلس البراز، فمنذ أن كان صغيرا وهو يعاني من الإمساك، ولا يستطيع الإخراج إلا كل 4 أو 5 أيام، وكنت أتعجب من الكمية الكبيرة التي يخرجها من البراز، وظل على هذا الحال حتى بلغ من العمر 8 سنوات وما زال لا يتحكم في عملية الإخراج، فذهبت إلى طبيب جراحة الأطفال منذ سبعة أشهر وقال لي: إن أمعاء طفلي مليئة بالفضلات لذلك فهو لا يخرج جيدا، ووصف له حقنة شرجية منذ شهر ونصف أعطيه إياها بين الحين والآخر، ولا يستطيع التبرز بدونها، ووصف له دواء اسمه (موفيكول) يأخذ منه كل يوم مرة واحدة في الليل، أحيانا يقول لي ابني: لا أريد الحقنة الشرجية وسأتبرز بمفردي. لكنه يلوث ملابسه ولا يتبرز جيدا.

ما رأيكم في حالة ابني؟ ولو قرر الطبيب إجراء عملية جراحية له، فهل ستفيده؟ مع العلم أن الطبيب عمل له العديد من التحاليل والأشعة على أسفل الظهر وقال لي: إن تحاليله سليمة. فما الحل؟

وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زياد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

سلس الغائط أو سلس البراز، هو عدم قدرة المريض على تخزين البراز أو عدم الإحساس عند خروج البراز، أو ضعف في العضلة العاصرة، مما يؤدي إلى تراكم كمية كبيرة من البراز ثم ينزل لاإراديا بعد ذلك، كل هذه العوامل تؤدي إلى سلس الغائط، بالإضافة إلى أن سلس البراز يعتبر حالة نفسية مثله مثل التبول اللاإرادي، تحدث للطفل نتيجة وجود طفل أصغر ينال من الدلال واللعب والغناء من الأم الشيء الكثير، حيث تغني الأم للطفل الصغير أثناء تغييرها للحفاض المليء بالبراز، ثم تضرب الطفل الكبير لأنه تبرز على نفسه، مما يجعل الطفل في حالة عدم ثقة في نفسه وحالة من الاضطراب النفسي، والمفروض أن هذه الحالة تعتبر حالة مرضية ونفسية تحتاج إلى المزيد من الدعم والرعاية والحب وعدم اللوم وعدم والتوبيخ، بل والتشجيع حتى تمر فترة العلاج بسلام -إن شاء الله-، وهذا ما يعرف بالمعالجات السلوكية Behavioral Treatments.

والسبب المساعد في حدوث سلس البراز؛ هو تناول أطعمة غير صحية لا تحتوي على المزيد من الألياف ومزيد من السوائل، ويجب أن يتم هذا بتشجيع من الأسرة على شرب الماء، وتناول الخبز الأسمر وخبز نخالة الدقيق وشوربة الشوفان، والقمح المجروش (البليلة)، وتناول فاكهة التين وتناول المزيد من السلطات وزيت الزيتون، بالإضافة إلى تثبيت موعد الذهاب إلى المرحاض بعد كل وجبة مباشرة ليس بطريقة الإجبار، ولكن بطريقة محببة إلى قلب الطفل، عن طريق إعطاءه مكافأة مالية -مهما كانت صغيرة- بعد كل مرة ينجح فيها في التغوط بعد الأكل، وتوضع تلك المبالغ في حصالة وتصبح حقا له يتصرف فيها كيف يشاء، وتجنب التوبيخ أو الضرب للطفل؛ لأن هذا التصرف خارج عن إرادته، بل يزيد الأمر تعقيدا ويفقد الطفل ثقته بنفسه ويعرضه للخجل والخوف المجتمعي. ويمكن مساعدة الطفل في عمل تمارين تقوية عضلة الشرج عن طريق انقباضها مرات عديدة في اليوم، وهو تمرين (كيجل) المعروف بأنه يمنع نزول الغائط، ثم يبسط تلك العضلة ويعاد ذلك مرات عديدة، وهذا التمرين يقوي عضلة الشرج ويساعدها بعد ذلك على ضغط البراز إلى فتحة الشرج.

وقد تتسبب الوجبات الكبيرة عند بعض الأشخاص في حدوث تقلصات في الأمعاء تسبب الإسهال، ويمكن تجنب ذلك من خلال تناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم بدلا من تناول ثلاث وجبات كبيرة، ويمكن القول بشكل عام أن تناول وجبات متوازنة بشكل جيد في أوقات منتظمة يساعد على انتظام حركة الأمعاء (التغوط)، مع إعطاء الطفل بعض الملينات مثل: تحميلة أو لبوس الجلسرين بعد تناول الوجبة لفترة 5 إلى 10 دقائق قبل الذهاب إلى الحمام للتغوط، وهذه التحميلة تساعد في نزول البراز الجاف وتلين له الطريق.

ولتجنب ما يعكر الصفو عند الخروج من المنزل مع الطفل، يفضل جعل الطفل يستعمل المرحاض، مع الاحتفاظ بأدوات للتنظيف وملابس للتغيير عند حدوث سلس البراز، ومعرفة مواقع أو أماكن المراحيض قبل الحاجة إليها، والتأكد من إمكانية الوصول إليها بسهولة، والمرونة بشأن الخطة الموضوعة، فمثلا عند عدم الشعور بالارتياح بشأن مغادرة المنزل في أحد الأيام، يمكن تأجيل ذلك إلى يوم آخر ثم الكتابة إلينا مرة أخرى.

وفقكم الله لما فيه الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...