أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من المواقع الإباحية والعادة السرية؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على ما تقومون به من جهد لمساعدتنا في حل المشاكل التي تواجهنا.

أنا شاب أبلغ من العمر 17 سنة, مشكلتي أني لا أستطيع التحكم والتغلب على شهوتي, ففي رمضان المبارك -وللأسف الشديد- مارست العادة السرية 4 مرات, ولكن جميعها كانت في ليل رمضان, وليس في نهاره, والأفعال التي قمت بها في رمضان هي:

1- نظرت في نهار رمضان إلى نساء عاريات تماما, حتى ثارت شهوتي, ولكني أمسكتها حتى الليل، ثم لم أستطع التحمل أكثر فمارست العادة السرية, وندمت على ما قمت به, واستغفرت الله، ودعوته أن يتوب علي.

2- الممارسة الثانية والثالثة لي كانت بعد مشاهدة النساء العاريات تماما في ليل رمضان.

3- الممارسة الرابعة كانت في مكة المكرمة, في آخر يوم من رمضان, ولكن هذه المرة نظرت إلى نساء شبه عاريات, وليس كالمرات السابقة, وبعدها مارست العادة السرية قبل أذان الفجر بفترة بسيطة, فهل صيامي صحيح في ذلك اليوم أم علي القضاء؟

أكاد أجن بسبب هذا الفعل, وأشعر أني لم أفعل أي شيء من الطاعات في رمضان, ففي كل مرة أتوب وأستغفر الله, ثم أعود, وقد حاولت قدر المستطاع أن أغض بصري, وألا أنظر إلى الحرام, وألا أمارس العادة السرية, ولكن لا فائدة, فأنا أحب الرياضة, لكن لم أستطع التخلص من النظر إلى الحرام, ومن العادة السرية, قد جربت كل الوسائل, لكن لا فائدة, فهل ما كنت أفعله في رمضان جلب لي ذنوبا كثيرة وكبيرة.

أرغب في الزواج لكن لا أستطيع, فهل غضب الله علي؟ وهل سيعذبني بذنوبي في الدنيا قبل الآخرة؟ علماً أني أتوب من الذنب, ثم أعود إليه مرة أخرى, فقد تعبت نفسياً وجسدياً.

أرجوكم أريد جواباً على كل نقطة, وأنتظر الجواب بفارغ الصبر.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب, فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك, وأن يستر عيبك, وأن يتجاوز عن سيئاتك, وأن يجعلك من صالح المؤمنين, وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة عاجلاً غير آجل.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ولدي الكريم محمد- فأحب أن أقول لك: إن هذه الشهوة التي تعاني منها ليست عندك وحدك, وإنما أنت في مرحلة سنية تتوافر فيها هذه القوة الشديدة في مجال الشهوة, فأنت الآن قد انتقلت من الطفولة المتأخرة إلى مرحلة الرجولة المبكرة, ولذلك أمثالك من الصحابة فتحوا الفتوحات, وقادوا الجيوش في سنك.

في سنك هذا كان أسامة بن زيد على رأس جيش من أكبر الجيوش التي خرجت في تاريخ الصحابة, وكان تحت إمارته كبار الصحابة, كأبي بكر وعمر وغيرهم، فإذاً المشكلة تبقى في تصورك أنت للحياة, فأنت رجل الآن كامل الرجولة, وتستحق فعلاً أن تتزوج؛ لأن أمثالك في الإسلام قديماً؛ ولعل في بلادكم أيضاً كانوا يتزوجون في مثل هذه السن, وينجبون مجموعة من الأولاد.

أنت رجل من مرحلة البلوغ قد تكون بلغت من سن اثني عشر عاماً, وتستحق الزواج من هذا الوقت، ولكن الأحوال الآن مختلفة, والظروف ليست سهلة, والزمن الذي نحن فيه تغيرت فيه أمور كثيرة عما كان عليه قديماً، وفي تلك الحال ليس أمام الشاب المسلم الذي يريد أن يكون من أهل الجنة إلا أن يلتزم شرع الله تعالى، وشرع الله تعالى خلاصته في أن تترك ما حرم الله تبارك وتعالى, وأن تلتزم أمور الله تعالى على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام.

بمعنى أنك الآن تنظر إلى النساء العاريات أين تنظر إليهن، هل النساء العاريات في الشارع ولدي محمد؟ قطعاً لا, وإنما النساء العاريات تماماً كما ذكرت أنت في مواقع, فأنت تدخل المواقع المحرمة بنفسك, وهذا لا يليق بمؤمن يحب الله ورسوله, فأنت رجل تحمل أعظم اسم, هو اسم النبي الحبيب, سيد العالم, عليه الصلاة والسلام, وأنت رجل تحب الله ورسوله, والدليل على ذلك أنك نادم, وأنك حزين على أنك فعلت هذه المعاصي, خاصة في شهر رمضان.

فأنا أقول بارك الله فيك: أنت الذي تسبب المشكلة إلى نفسك, ويلزمك أولاً وقبل كل شيء أن تكون رجلاً شجاعاً وجريئاً, وأن تأخذ قرارا بعدم الدخول لهذه المواقع مطلقاً, أو عدم الذهاب لهذه الأماكن إذا كانت هذه في أماكن معينة عدم الذهاب إليها مطلقاً، إغلاق هذا الباب سيريحك جداً يا ولدي, وهذه الخطوة الأولى التي بها نجاتك في الدنيا والآخرة، أن تأخذ قراراً بعدم النظر لهذه الصور, سواء كانت الصور عبر النت, أو أي جهاز من الأجهزة, أو كانت أماكن طبيعية, تذهب إليها, إذا فعلت ذلك فأنت ستنجي نفسك بإذن الله تعالى, وسيقل إقبالك على العادة السرية؛ لأن درجة الإثارة سوف تقل أيضاً, وبالتالي ستشعر بأنك أقل إقبالاً على هذه المعصية من فضل الله تعالى من الوضع الذي أنت عليه الآن.

إذاً علاج محمد في يد محمد, وأنا أقول لك كلاماً قد يُحزنك, وهو أن كثرة العادة السرية يترتب عليها الضعف الجنسي في المستقبل؛ لأنك ستصبح وقد ألفت واسترحت للعادة السرية, فإذا ما تزوجت قد لا تجد في زوجتك المتعة التي أنت تتمناها الآن, وقد تكون متعتك من العادة السرية أعظم من متعتك من زوجتك الطيبة الحلال، وبالتالي ستحرم من الاستمتاع بحياة الزوجية بطريقة جيدة.

أنا أنصحك أن تتوقف لأن هذا سيضرك ضرراً بالغاً وبليغاً, وسيجعلك في موقف قمة الحرجة أمام زوجتك عندما ترى زوجتك الطيبة الجميلة, وأنت عاجز عن جماعها، عليك بارك الله فيك بالتوبة من هذه المعاصي؛ لأنك أذنبت ذنباً تحتاج فيه إلى التوبة, ولا يمنعنك الشيطان من التوبة رغم هذه الذنوب التي فعلتها؛ فارجع إلى الله, وحافظ على الصلوات في أوقاتها, وحافظ على أذكار الصباح والمساء, وابتعد عن عوامل الإثارة, وادع الله أن يعفيك من ذلك.

بالنسبة لصيام اليوم الأخير الذي ذكرته؛ فما دام هذا قد وقع قبل أذان الفجر فإن صيامك صحيح, ولا شيء عليك.

الذي أريده منك ولدي محمد أن تأخذ قرارا بعدم النظر لهذه الصور العارية, وتأخذ قرارا بالتوقف عن هذه المعصية, وأن تبحث عن الصحبة الصالحة, وأن تركز جهودك على أن تكون متميزا علميا, إذا كنت طالبا كما فهمت من رسالتك؛ فحاول أن تضع خطة لأن تكون الأول المتميز على صفك, وأن تركز كل جهودك على ذلك، وأن لا تجعل هناك وقت فراغ يستحوذ الشيطان عليك منه.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...