أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تأتيني وساوس شديدة عند النظر إلى أي أنثى بأنني أشتهيها، فما سبب ذلك؟
تأتيني خواطر أحيانا بأنني إن حدث ونظرت إلى أي أنثى كانت -سواء من المحارم أو غير المحارم-، وسواء بقصد أوغير قصد، وللضرورة أو لغير الضرورة؛ لا بد وأن أنظر إليها نظرة شهوة وإثارة قد ينتصب معها عضوي الذكري، وذلك حتى لا يأتيني البرود الجنسي في حياتي، وخصوصا عند الخطوبة والزواج، فلا شيء اسمه أختي فى الإسلام، وكيف سأتعامل مع من أخطبها؟ وكيف سأسيطر على نفسي أساسا؟
حينما أرى أي أنثى وأرى وجهها أو جسمها وشفاهها، وأي شيء منها -وحتى وهي بكامل حجابها الشرعي- ولكن يكون جسمها مجسما في الملابس؛ فإذا تعاملت مع أي أنثى على أنها أختي في الإسلام، فإن هذا قد يسبب لى البرود الجنسي لأني أرى النساء أخوات لي، وكيف وهن أعظم شهوة (لا بد أن يحبها الرجال)، علما أنني من الذين يمارسون الاستمناء.
فما صحة كل ما ذكرته (دينيا وطبيا) من المتخصصين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الفاضل، ونحب أن نؤكد لك أن هذا الميل الفطري الموجود بين الرجل والمرأة هو الأصل، وهو فطرة فطر الله الناس عليها، فللنساء خلق الرجال، وللرجال خلق النساء، ولذلك كانت الشريعة حريصة في أن تُباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال حتى في صفوف الصلاة، في أطهر البقاع، فجعلت خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، وخير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء، فالشريعة تُباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال.
لكن الشريعة أيضًا تجعل النساء درجات، فهناك المحارم، مثل الأمهات والخالات والعمّات والأخوات والبنات، هؤلاء يعتبروا من المحارم، والمحارم يستطيع الإنسان أن يعيش معهنَّ وأن يتكلم مع والدته أو أخته أو بنته أو خالته أو عمته؛ لأن هؤلاء من المحارم، مع أننا نؤكد على أهمية أن تكون المحرم أيضًا محتشمة في لبسها، فإن الراجح أن عورة المرأة مع محارمها هي أن تلبس الساتر، ولا مانع من أن تكشف وجهها وشعرها ويديها وساقيها، أما لبس الضيق، أما كشف أجزاء كثيرة من الجسد، فهذا أمر ينبغي أن نتوقف عنده خاصة في هذا الزمان الذي طغت فيه الشهوات، وبالغ الناس فيه في ملابسهم بكل أسف.
ولكننا نحب أن نؤكد لك أنه لا خوف على فحولة الرجل أو على هذا الذي تتكلم عنه، وليس هذا بمقياس، فإن الإنسان عندما حين الوقت المناسب سيجد هذه الشهوة الطبيعية تتحرك في مكانها الصحيح وفي وقتها الصحيح، أما أن يحاول أن يُجرب ذلك أو يخاف من آثار ذلك، فهذا ليس من الأمور التي ينبغي أن نشغل أنفسنا بها، أو يشغل الشباب أنفسهم بها.
ونحن نؤكد لك أنك إنسان طبيعي، ونؤكد لك أن الإسلام لا يعرف هذه الأخوة المذكورة، فإما أن تكون المرأة محرمًا أو تكون أجنبية، والأجنبية ليست من بلد أخرى، وإنما هي كل ما يستطيع الرجل الزواج بها والارتباط بها، حتى بنات العم وبنات الخال هؤلاء ما ينبغي أن يخلو بهنَّ الإنسان، ولا ينبغي أن ينظر إليهنَّ نظرة شهوة، وينبغي أن يبالغنَ في التستّر من ابن عمهم ومن ابن خالهم، فالأمر ليس كما يفهم الناس؛ لأن هؤلاء يعتبرون كما قلنا من الأجانب، بمعنى أن الرجل يستطيع أن يتزوج منهنَّ.
نتمنى أن نكون قد فهمنا مرادك، وندعوك إلى أن تغض البصر، فإن غض البصر يضمن للإنسان الطمأنينة، ويضمن للإنسان السعادة الأسرية، ويضمن للإنسان اللذة، ويضمن للإنسان ادخار العواطف، ويضمن للإنسان توجه هذه الفطرة في الاتجاه الصحيح، فإن الإنسان لو أدمن النظر في الغاديات الرئحات فإن هذا خصم على سعادته، بل ربما يصل لمرحلة لا يصل إلى الإشباع إلا بالنظر وتقليب النظر في الغاديات الرائحات، والأمر كما قال ابن الجوزي لمن أطلق بصره (لن تكفيه نساء بغداد وإن تزوجهنَّ) لأن الشيطان يُزيّن الأنثى، يزينها إذا أقبلت وأدبرت، يريد أن يشغل بها الإنسان.
ولذلك من خير ما يحفظ به الإنسان شهوته وفحولته ورجولته أن يغض بصره، ولذلك قال الله: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} ما هي النتيجة؟ وما هي الثمرة؟ {ذلك أزكى لهم} أطهر لنفوسهم وقلوبهم، ثم هدد المقصرين فقال: {إن الله خبير بما يصنعون} ووجّه الخطاب بعد ذلك إلى النساء رغم دخولهنَّ في التوجيه الأول {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهنَّ}.
نسأل الله أن يعيننا وإياك على الاحتكام لهذا الشرع، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونتمنى أن نكون قد فهمنا المراد، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
--------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. مأمون مبيض استشاري الطب النفسي
--------------------------------------------------------------------
شكرا لك على الكتابة إلينا، والبوح بما في نفسك. ولقد أفاض وأفاد شيخنا الفاضل د. أحمد الفرجابي -حفظه الله-، في الكثير من النقاط المفيدة.
وللرد على السؤال الأخير الذي ورد في سؤالك، فالجواب بالنفي على ما ذكرت، فهذا ليس صحيحا، وهناك فرق بين الأخت أو القريبة المحرم، وبين الفتاة أو المرأة الأخرى، وأنت لست في حاجة للقيام بما ورد في سؤالك من أجل الحفاظ على "رجولتك" وهذه الرجولة أو القدرة الجنسية لا تذهب من خلال عدم القيام بما ورد في سؤالك.
وربما الكثير مما ورد في سؤالك له صفة الأعمال أو الأفكار القهرية، والتي نسميها أحيانا الوسواسية والتي تأتي للإنسان رغما عنه، وبالرغم من عدم رغبته في هذه الأفكار أو الأعمال.
فلا تخش فقدرتك الجنسية لن تصاب بالضعف أو التراجع من عدم النظر للنساء، وعندما يحين الوقت وترزق بالزوجة الصالحة، فسيسير الأمر بينكما بشكل طبيعي، وكما يحصل بين الأزواج والذي لهم أمهات وأخوات شقيقات وأخوات في الله.
وما يمكن أن يسبب لك بعض الصعوبات الجنسية وخاصة سرعة القذف هي العادة السرية، وفي كلام الشيخ أحمد الفرجابي ما يفيد، وقل اعملوا فكل ميّسر لما خلق له.
وفقك الله، ويسّر لك الخير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعيش في فرنسا ببيت خالتي وأتأذى بتصرف بناتها | 1512 | الأربعاء 08-07-2020 03:55 صـ |
أريد ترك العمل في الشركة بسبب الأغاني والاختلاط.. ما نصيحتكم؟ | 950 | الخميس 25-06-2020 04:20 صـ |
أنا فتاة أحب ارتداء الحجاب لكني مترددة! | 2604 | الثلاثاء 18-06-2019 06:26 صـ |
كيف أتخلص من ذنوبي وأثبت على الاستقامة؟ | 52989 | الأربعاء 24-04-2019 07:02 صـ |
كلما تبت من الذنوب عدت إليها، فماذا أفعل؟ | 8286 | الاثنين 17-06-2019 09:26 صـ |