أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أجعل أمي تتجاوز اكتئابها من زواج أبي عليها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله

أبي تزوج غير أمي قبل 11 سنة، وأنجب بنتاً لكن لم يستمر زواجه فطلقها، الآن يجلب ابنته مرة كل أسبوع إلى منزلنا، لكني أكرهها أشد الكره، حيث أني لا أتخيل أن أبي قد تزوج وأنجب هذه البنت من امرأة غير أمي، أحب أبي جداً، حاولت كثيراً أن أتقبلها لكن لم أستطع أبداً، أنقرف منها وهذا شيء يضايق أبي، ويوبخني كل مرة مع أني لم أبين له كرهي لأختي أبداً، لا أعرف كيف أحس بذلك.

مشكلتي الثانية، قبل سنتين بنينا منزلاً جديداً كنا متشوقين لسكنه جداً، قبل أن نسكن بثلاثة أشهر أخبرنا أبي بزواجه بزوجة جديدة، وسوف يسكنها بجوار منزلنا الجديد، أحزننا ذلك، تدهورت نفسية أمي جداً، ذهبت لأطباء نفسيين ولم تجد أي فائدة، أصبحت كئيبة حزينة، لا تتحمل أي شيء، ولا تخرج من المنزل مع محاولة أبي إقناعها أنه يحبها أكثر من أي شخص آخر، تنفعل بسرعة وتغضب بسرعة، مر على الموضوع 7 شهور وما زالت حزينة جداً، كل يوم هم جديد، لا أتحمل ذلك، أصحبت أنام طيلة اليوم لكي لا أراها، أنهار وأبكي، تعبت جداً، أتمنى أن أهاجر لو كان الموضوع بيدي، لم نؤثث البيت، حاولت إقناع أمي بتقبل الموضوع، وأن تسعد نفسها بنفسها، وأن نؤثث المنزل ونحاول أن نغير من روتين حياتنا الممل، لكن رفضت، تعبت جداً معها، عنيدة ولا تقبل أي شيء، لا ترى في الحياة أي شيء يسعد، تدعو دائماً أن تكره أبي، قلت لها: إذا كرهتيه لن تطيقي الحياة، وسوف تطلبين الطلاق. فنفت ذلك، لاحظت في الأيام الأخيرة أنها أصبحت تكرهه، ولا تتحمل منه أي شيء.

كيف أغير نفسية أمي؟ كيف أقنعها أن الحياة جميلة؟ كيف أبعد عنها الوسواس والأفكار القبيحة؟ كيف أجعلها تتقبل الأمر؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Arwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أظنك تقصدين أن والدك قد تزوج من امرأة أخرى قبل 11 سنة، وأنجبت بنتًا، ثم وقع الطلاق بينهما، والآن أنت تجدين صعوبة في تقبل أختك، هذا الوضع موجود عند بعض الناس، لأن انطلاقاتك الوجدانية وتحركك العاطفي هو في جانب والدتك، وأنت تعلمين أن أختك الصغيرة لا ذنب لها، لكن الذي حدث لك هو نوع من الإسقاط، إسقاط الغضب من جانبك ومن جانب والدتك على فعل أبيك، جعل هذا الشعور بالكراهية يتولد عندك، وقطعًا وضع والدتك أثر عليك كثيرًا، وكنوع من المؤازرة اللاشعورية بدأت تتخذين هذا الموقف السلبي من أختك.

لا بد أن تراجعي موقفك -أيتها الفاضلة الكريمة-، أولاً: يجب أن تثبتي مفهوم أن هذه أختك، وقد شاهدتُ وسمعتُ من يقول ممن هم في وضعك حين يتحدث عن الإخوة من الأب يقول: (ابن أبي) أو (بنت أبي) هذا خطأ كبير، الأخوة هي الأخوة، وأنت -الحمد لله تعالى- لا تُبدين مشاعرك السلبية كثيرًا أمام والدك، ووالدك حين يقوم بانتقادك نسبة لموقفك من أختك يريد أن يضعك على الطريق الصحيح، وهو أنه يجب أن يكون هنالك نوع من القبول خاصة من جانبك نحو أختك، فأنت الأكبر، والحياة تتغير، والناس حين تكبر قطعًا مشاعرها سوف تتبدل، وعليه سيكون من الأفضل لك أن تبدلي مشاعرك من الآن.

وأريدك أن تنظري لهذا الموضوع ليس بشخصنة أو بخصوصية، إنما بشيء من العمومية، بمعنى أنه موضوع وأمر معروف في مجتمعاتنا، لست أنت الوحيدة التي تزوج والدها، وأنجب أطفالاً من امرأة أخرى وأصبحوا إخوة، فالتغيير الفكري هو الذي سوف يساعدك، وحاولي أيضًا أن تقومي بأدوار تجبري نفسك عليها حين يحضر والدك وأختك الصغيرة إلى المنزل، قومي بحملها، بتقبليها، حتى وإن كان هذا يناقض مشاعرك الحقيقية، لأن الأفعال حين تسبق المشاعر كثيرًا ما تؤدي إلى تبديل المشاعر.

وأريد أن أذكرك أن الأخوة مهمة وضرورية جدًّا، وكم من الناس لم يجد من يقف بجانبه أو يؤازره عند الحاجة إلا الأخ غير الشقيق أو الأخت غير الشقيقة، فالموضوع يجب أن تأخذيه بنوع من الانفتاح والعمومية وليس الخصوصية، واعلمي أن إظهار عدم محبتك لأختك قد يتناقض تمامًا مع برك لوالدك، فاحرصي ونبهي نفسك، واحتسبي الأجر عند الله، والشيء نفسه ينطبق بالنسبة لوالدتك، ومن حقها قطعًا أن تبريها وأن تسانديها، لكن يجب ألا تنجري لمشاعرها السلبية نحو والدك، أنا أتعاطف معها جدًّا، وأعرفُ أن شيء من الأذى قد وقع عليها، ووالدك نفسه يعرف هذا الأمر، لكن هذا أمر شرعي، والرجل حين يتزوج من امرأة ثانية –أو حتى ثالثة أو حتى رابعة– لا بد أن يكون عنده أسبابه، وليس من الضروري أن يفصح عن هذه الأسباب.

أنا أعتقد أن حديثك مع والدتك يجب أن يقوم ليس على الأسس العاطفية فقط، لكن على النصح والإرشاد لها، أن موقفها هذا يدل على ضعفها، فلماذا تكون ضعيفة؟ على العكس تمامًا، هي يجب أن تحسن علاقتها بوالدك، وهو يدرك تمامًا كيف يكون منصفًا وعادلاً، ويقدر مشاعر والدتك، وعلاج والدتك ليس في الأدوية وليس في الحبوب المضادة للاكتئاب، لأن هذا سوف يدعم هذا الضعف، ودعيها تقوي صلاتها بالداعيات ومراكز تحفيظ القرآن لتخرج من هذه القوقعة السلبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...