أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أتصرف مع تقلباتي النفسية التي لا تستقر على حال؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهلا بموقع إسلام ويب، الله يعطيكم العافية على هذا المجهود الرائع لتقديم الاستشارات، وأنا دائما مطلعة وأتابع استشارات الموقع، واستفدت منها كثيرا.

سؤالي أيها الفاضل: أنا شخصية أعاني كثيرا من التقلبات النفسية، لا أستقر على حالة نفسية واحدة لوقت طويل، في البداية لم أكن أنتبه لشخصيتي، لكن الآن اكتشفت هذا الشيء، وأصبحت أبحث عن حل له، مثلا أنا مزاجية أيام الدورة الشهرية، أتكلم وأتفاعل مع الآخرين وأتواصل مع الصديقات، وتكون نفسيتي مقبلة على الحياة، وأستطيع التكلم والانطلاق والتحدث وعدم الخجل والخوف، وبعد الدورة الشهرية أرجع إلى صمتي، ولا أتكلم كثيرا مع أفراد المنزل أو الصديقات، أصبح منطوية، مثلا فترة أصادق فتيات وأتواصل معهن، لكن لا أستطيع أن أنتقل بالصداقة لمرحلة ثانية، أو لا أقدر أن أتكلم وأنطلق وأتحدث مثلهن، أصبح صامتة حتى في البيت مع أهلي، أتمنى أن أتواصل وأتكلم وأضحك وأمزح، لكني لا أستطيع.

لا أعلم ما الحل؟ هل السبب لأني لم أتعود؟ أم ماذا؟ وأتمنى أن أتخلص من هذه المشكلة؛ لأنها تبعد عني الصديقات والناس، وليس عندي تفاعل طول الوقت فترة، وأنقطع، أنا بطبعي خجولة منذ الصغر، وأصبحت الآن أتلعثم في الكلام بسبب صمتي، وأحس ذهني متبلدا، ولا توجد لدي مواضيع مثل زميلاتي.

آسفة، أسرفت وأنا أعرض المشكلة، أتمنى أن أجد الحل لديكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بوح قلم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة وإلينا، وعلى متابعة أخبار موقعنا، فنحن نعتز بهذه المتابعة.

التقلبات المزاجية شيء عادي عند الإنسان، وكما يقال أن "السمك يسبح، والطائر يطير، والإنسان يشعر" فالواحد منا يعيش في جوّ مفعم بالمشاعر والعواطف والأحاسيس، وخاصة عند الشباب والشابات أمثالك، حيث تدور في حياتك أمور كثيرة، وكونك طالبة فلا شك أن هناك أمورا كثيرة عليك أن تختاري بينهما... فأعان الله هؤلاء الشاباب والشابات على حسن التكيف مع تحديات وصعوبات الحياة.

بالإضافة لكل هذا: فهناك التبدلات الهرمونية، سواء المتعلق منها بالدورة الشهرية أو غيرها، ومن المعروف أن هناك حالة خاصة تسمى "PRE-MENSTRUA TENTION, PMT" أو التوتر حول الدورة الشهرية، حيث تصاب الفتاة ببعض التوتر وبما يرافقه من أعراض نفسية وعاطفية، أو أعراض جسدية قد تشمل الصداع وبعض آلام البطن والحوض، وغيرها من الأعراض، والخبر السعيد أن كثيرا من هذه التقلبات المزاجية والعاطفية تتحسن وتخفّ مع الوقت، إما بسبب استقرار الهرمونات، أو بسبب التكيف والتأقلم النفسي الاجتماعي، واعتيادك على مقابلة الناس والخوض في أمور الحياة.

إن التجنب عموما: كعدم لقاء الناس وعدم الخروج من البيت وقلة الحديث معهم، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك العودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجدين من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وأن تقلباتك المزاجية قد خفت، وستجدين مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.

وهكذا فالعلاج الفعال هو العلاج السلوكي والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعرين به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتادي على هذا وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصل إلى حالة تستطيعين معها الحديث أمام الناس وبكل ثقة وارتياح.

ومما يعزز الثقة بالنفس كثيرا موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهذا في منتهى الأهمية. هل أنت جيدة مثلا في مهارة أو مادة ما، وهل تحبين مثلا تعلم اللغات، وهل تتحلين بالروح المرحة، أو هل تتقنين هواية فنية من الهوايات.

عززي عندك مثل هذه الأمور الإيجابية، وهذه طريقة غير مباشرة للتخفيف من التوتر والتقلبات المزاجية.

وفقك الله وكتب لك التوفيق والنجاح.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...