أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : من تزوجتها غير مسلمة وتربي كلبًا, انصحوني ما الحل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

سماحة الشيخ، لو سمحت عندي سؤال: -مع أني قرأت أن تربية الكلاب في البيت حرام-، أنا أسكن في إيطاليا منذ 12 سنة, ومرتبط شرعًا (أي متزوج) وكتبت كتابي على إيطالية منذ 4 سنوات, وهي بقيت إلى الآن على ديانتها.

نحن الآن نحضر للزواج, ولكن المشكلة: أنني لم أفكر مسبقًا جديًا, ولم أكن أتوقع أنها لا تقدر أن تترك, أو تستغني عن كلبها, فانصحني بحل يا شيخ, وجزاك الله خيرًا, وشكرًا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شوقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم– في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

نحن -أيها الحبيب– أولاً: نُحب أن نذكرك بأهمية اختيار الزوجة الصالحة التي يسعد بها الإنسان في حياته، ويسعد بها أبناؤه، وهذه لا تكون إلا إذا كانت -هذه المرأة- على قدر من الصلاح والديانة، تحفظ هذا الزوج وترعاه، وتطيع أمره، وتخاف الله تعالى في شؤونه، وكذلك تقوم بتربية أبنائها وتؤثر فيهم، وغير خافٍ عليك أن هذه الصفات تحتاج أن تكون الزوجة امرأة مسلمة عندها نوع تدين والتزام بدينها، ولهذا أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم– لاختيار هذا النوع من الزوجات، حين قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

وأما زواج المرأة النصرانية أو اليهودية فهو جائز؛ لكنها إذا كانت امرأة عفيفة، وهذا الجواز أيضًا تصاحبه كراهة، فهو جائز مع الكراهة كما يقول الفقهاء، ومعنى الكراهة أن تركه أفضل، وأن في تركه الثواب، والسبب في ذلك: تأثير هذه الأم على أبنائها بعد ذلك، ولذا فنصيحتنا لك: أنه إذا كان بإمكانك أن تختار زوجة مسلمة تصلح لرعاية بيتك وحفظ أولادك فإن هذا أولى لك وأفضل.

أما إذا أصررت على أن تتزوج النصرانية, وكانت هذه المرأة التي وصفتها بأنها إيطالية نصرانية أو يهودية؛ فإن الزواج جائز منها مع الكراهة -كما قلنا– وحاول بعد ذلك أن تهتم بدعوتها إلى الإسلام وإقناعها به، دعوتها إلى الدخول فيه، ولعل الله -سبحانه وتعالى- يسوق إليك هذا الخير الذي يترتب على هدايتها وصلاحها، فلأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حُمْر النعم، وإذا أسلمت فإن جميع أعمالها ستُكتب في صحيفة حسناتك أنت، فإن من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ودعوتها إلى الإسلام يحتاج منك -أيها الحبيب– إلى نوع من الجِد والاجتهاد؛ بأن تحرص على بيان محاسن الإسلام بأفضل الطرق وأحسن الأساليب، محاسن الإسلام في العقيدة، ومحاسن الإسلام في الأخلاق والتشريعات.

كما أنك بحاجة إلى أن تُريها الإسلام عمليًّا بأخلاقك وسلوكك، ونحن نظن ويغلب على ظننا أنها ستتأثر بهذا كله إذا اجتمع.

وأما تربيتها للكلاب: فمن السهل جدًّا -إن شاء الله- أن تُقنعها بأن دينك الإسلامي يُحذرك من اقتناء الكلاب, ويحكم بنجاستها النجاسة المغلظة، وأنه يجعلك تعيش في قلق من إصابة هذه النجاسات لك في شؤونك, وفي ملابسك وفي أوانيك، وفي غير ذلك، فإن أصرت فبإمكانك أن تدعها تقتني كلبها في مكان تخصه للكلب، حتى تأمن من هذه المفاسد.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُقدر لك الخير حيث كان.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...