أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عدم الرغبة في العمل وفي الحياة ومباهجها .. ما علاجه؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

دكتور محمد عبد العليم، أنا طالب في كلية الصيدلة في السنة الأخيرة، ومتزوج ولي ولدان، وألخص حالتي بالتالي:

1- عدم الرغبة في العمل.
2- حزن وعدم الرغبة في الحياة.
3- نوم متقطع أثناء الليل.
4- سريع النسيان، وقليل الحفظ بعد أن كنت من المتفوقين.
5- عدم الميل إلى زوجتي جنسيًا، وهذا الأمر يزعجني، لأني أحبها كثيرًا.
6- قَلِقٌ جدًا من المستقبل المجهول، خصوصًا وأنا في العراق.
7: شهيتي للأكل مفتوحة جدًا، وآكل بشراهة حتى زاد وزني.

ذهبت إلى أحد الأطباء النفسانيين فوصف لي (باروكستين) حبة ليلًا، استمريت عليها شهرًا، وبعدها ذهبت إليه ولم أشعر بتحسن، بل إن رغبتي الجنسية ساءت أكثر، وانتصابي ضعف كثيرًا، فقرر إضافة (الفلوكسيتين)، حبتين في آن واحد بعد الفطور، (والباروكسيتين) ليلًا بعد العشاء، واستمريت على هذا العلاج ثلاثة أشهر، ولم يتغير شيء، فقررت قطع العلاج من ذاتي تدريجيًا إلى أن أوقفته؛ لأني لم أجد فائدة من تناوله.

وأحب أن أحكي لك عن والدتي، فربما يفيدك في تحديد نوع العلاج، فوالدتي انقطعت عنها الدورة الشهرية، وبسببها بدأت تشعر بهبات ساخنة، وحالة اكتئاب شديد، وعدم الرغبة بالأكل، وعدم النوم، فذهبت بها إلى الدكتور النفسي، فوصف لها دواء تحضير، تم تحضيره من قبلي في الصيدلية التي أعمل فيها وهو:

1- (سيرترالين) 50 ملغ.
2- (سيركويل) 23 ملغ.
3- (الأنفرانيل) 20 ملغ.
4- (ريفوتريل) 0.5 ملغ.

تأخذ ثلاث حبات في اليوم بعد الأكل، ومضى عليها سنة على هذا الدواء، ومنذ الأسبوع الأول تحسنت كليًا، وبدأت تأكل وتنام.

أريد علاجًا لا يؤثر علي من الناحية الجنسية، ولماذا قَلَّتْ رغبتي في زوجتي جنسيًا؟ ولماذا أنا كثير الأكل؟ فالذي يصيبه اكتئاب أو قلق تضعف شهيته للأكل، أرجو توضيح الحالة، ووصف العلاج المناسب.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صدام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أستطيع أن أقول أن أعراضك تحمل سمات الاكتئاب، لكنه - إن شاء الله تعالى – ليس بالاكتئاب العميق الذي جعلك تكون مشغولاً به لهذه الدرجة، أعتقد أنها حالة قلقية، ومثل هذا النوع من الاكتئاب يمكن أن نسميه بـ (الاكتئاب القلقي).

أما بالنسبة لزيادة رغبتك في الطعام: فهذه ظاهرة معروفة جدًّا، حوالي 10% من مرضى الاكتئاب لديهم هذه المشكلة، أي أن شهيتهم ورغبتهم للطعام تكون أكثر، وكذلك ميوله للنوم يكون أكثر في بعض الأحيان، مع وجود تكاسل.

إذن: هذا النوع من الاكتئاب والذي يسميه البعض بـ (الاكتئاب غير المتوافق) معروف ومعروف جدًّا لدينا، ويكثر أيضًا في مناطق القطب الشمالي، ويُشَاهَدُ أكثر في بعض الأحيان في فصل الشتاء، وهنالك من ربطه بموضوع المليتونين في الدماغ، وتوجد نظريات كثيرة.

هذا النوع من الاكتئاب – أيها الفاضل الكريم – يستجيب بصورة فعالة لممارسة الرياضة، ربما تستغرب في هذا، لكن التجارب أثبتت ذلك، ولذا أنا أدعوك أن يكون لك برنامج رياضي مرتب.

الأمر الثاني: أن تدفع نفسك دفعًا نحو الإنجاز. الدفع الإنجازي يمثل هزيمة كبيرة جدًّا للاكتئاب النفسي، فالإنسان إذا انقاد بمشاعره المحبطة التي تسيطر عليه من خلال المزاج الاكتئابي، قطعًا سوف يخفق ويفشل، وهذا يزيد من اكتئابه، أما الإنسان الذي يضع جدولًا يوميًا يدير من خلاله وقته، ويُصر أن ينفذ ما هو مطلوب، ويمارس الرياضة، ويرفه عن نفسه، قطعًا هذا الانقياد بالأفعال وليس بالمشاعر، سوف ينتهي بالإنسان إلى تبدل مشاعره حتى تصبح إيجابية جدًّا؛ لأن الشعور بالمردود الإيجابي دائمًا، هو الذي يحفز الإنسان داخليًا، وأقصد بالمردود الإيجابي: (الفعل والعمل والتطبيق)؛ انطلاقًا من مبدأ {إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

النقطة الثالثة هي: التفكير الإيجابي، - ما شاء الله تبارك الله - أنت في هذه السن لديك الزوجة، ولديك الذرية، ومُقدم على التخرج، هذه محفزات عظيمة.

وموضوع التفكير السلبي والمستقبل في العراق - أخي الكريم - المستقبل بيد الله، والأيام تداول بين الناس، - وإن شاء الله تعالى - التغيير سوف يأتي.

بالنسبة لموضوع العلاج الدوائي: بالطبع استجابة والدتك لمركب دوائي معين يجب أن نضعها في الاعتبار، والكوكتيل الدوائي الذي تتناوله والدتك، لا أستطيع أن أقول أنه يقوم على معايير علمية دقيقة، البعض قد يرفض هذا التمازج بين الأدوية، لكن أعتقد أنها مقبولة، لأن (السيرترالين) و (الأنفرانيل)، هما من مضادات الاكتئاب، و (السوركويل)، هو: مثبت للمزاج، ومحسن للنوم، وفي ذات الوقت يقال أنه يرفع الاكتئاب أيضًا.

أما (الريبوتريل) فهو مضاد للقلق والخوف ويحسن النوم.

أنا أود أن أقترح عليك أن تتناول (السوركويل) بجرعة 25 مليجرامًا ليلاً، وتتناول (السيرترالين) أيضًا بجرعة 50 مليجرامًا ليلاً، هذا لمدة شهر، بعدها اجعل (السيرترالين) 100 مليجرام ليلاً، وإذا لم يتحسن نومك أو مزاجك بعد ذلك اجعل (السوركويل) 50 مليجرامًا ليلاً.

إذن: علاجك سوف يكون 100 مليجرام (سيرترالين)، و25 إلى50 مليجرامًا (سوركويل)، وأعتقد أن ذلك كافيًا، ويجب أن تصبر على العلاج؛ لأن الفعالية لهذه الأدوية قد تتطلب وقتًا، في بعض الأحيان يصل إلى شهرين أو ثلاثة، وعليك أن تأخذ بالآليات العلاجية الإرشادية الأخرى التي ذكرتها لك.

أما موضوع المعاشرة الزوجية: يجب ألا يسبب لك هذا الأمر هاجسًا؛ لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، وأنا متأكد أن ممارسة الرياضة والتوازن الغذائي وأن تجعل الجنس يبحث عنك ولا تبحث عنه، أعتقد أنه من خلال هذه المفاهيم والترتيبات سوف يتحسن أداؤك الجنسي.

وهنالك مركب يعرف باسم (يوهانبين YOHINPINE) هذا المركب له فائدة كبيرة جدًّا في تفعيل أدوية الاكتئاب، كما أنه يحسن الأداء الجنسي قليلاً، والبعض يتناول فيتامين (E) أيضًا، وقد وُجِدَ أنه ذو فائدة كبيرة.

هذا هو الذي أود أن أقوله، - وإن شاء الله تعالى - هذه الخطوات العلاجية تناسبك، وأرجو أن تتواصل معنا لنعرف التطور الذي طرأ على حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...