أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق والرهاب والمخاوف والأعراض التي أعانيها.. وكيف أتخلص منها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، منذ خمس سنوات وأنا بحال يرثى لها، في السنة الأولى لي بالجامعة بدأت أحس بأعراض لم تكن تصيبني من قبل، أشعر باختناق شديد وانقطاع للهواء من حولي، ودوار، وغثيان، وتزايد بدقات القلب، وخدر في اليد والرجل اليسرى، وجفاف بالفم، والتوتر بشكل شديد، وأحاول دائما أن أخرج من المكان الذي أنا فيه، وأبدأ بالتنفس من خلال ابتلاع الهواء، وأشعر بأن ساعتي قد آن أوانها.

كانت الجامعة تبعد عن المكان الذي أسكنه حوالي 40 كم، وكنت بذهابي وإيابي منها أعاني، وهذا هو حالي حتى هذه اللحظة.

بتطور الموضوع وأعراضه ومرور الوقت أصبحت أعاني من هذه الحالة في الأماكن المرتفعة والمغلقة والواسعة، وتشتد الحالة بالسفر (حتى لو كان قريبا وبالسيارة) أو الابتعاد عن الدائرة التي أعيش بها، وهي المدينة التي أسكنها.

أنهيت الجامعة على مضض، وتخرجت ولم أعمل حتى اللحظة؛ لأني كالعاجز تماماً، أتيحت لي فرصة السفر لأكثر من مرة والعمل بالخارج، وكنت وما زلت أرفض وأختلق الحجج، زرت الكثير من أطباء القلب والباطني والصدرية وغيرهم، والنتائج سليمة، وبعضهم قال أن لدي القولون العصبي، قرأت في موقعكم العديد من الحالات التي تشبه حالتي، ومن سنة تقريبا أيقنت بأنني أعاني من الخوف أو الرهاب، أريد حلا أرجوك أن تساعدني، أريد أن أباشر حياتي وأن أفعل ما يفعله من هم في سني من بذل طاقة شبابهم والسعي الحلال.
أنتظر المشورة والعلاج منكم, أرجو ساعدوني بأقرب وقت ممكن!

لم أذكر في الاستشارة أنني قمت بزيارة طبيب نفسي لم أثق به ولا بكلامه، وكتب لي وصفة أحضرتها ولم أتناول منها سوى ثلاث مرات فقط، وبعدها انقطعت عن تناوله, لعدم ثقتي بالطبيب.

حياتي متوقفة ومحصورة بمربع صغير, فأرجوكم ساعدوني وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمضان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يفرج الهموم والكُرب عن المسلمين جميعًا، وأن يشفي المرضى، وأن يعافيهم.

فإن حالتك واضحة جدًّا، وأؤكد لك أنني قد تفهمتها بقدر ما أستطيع، وبالفعل أعراضك فيها جانب عضوي كبير جدًّا، لكن منشأها نفسي، وربما تكون قد أضعت بعض الوقت متنقلاً بين الأطباء، لكن هذا لا تلوم نفسك عليه أبدًا، لأن هذا هو التاريخ الطبيعي لحالات القلق والرهاب والخوف، أي أن الأعراض حين تكون في شكل عرض عضوي جسدي من المنطق جدًّا أن يذهب الإنسان ليتأكد عن حالته العضوية عند الأطباء المختصين، لكن إذا قمتَ بزيارة الطبيب النفسي مبكرًا أعتقد أن الأمور ستكون أفضل كثيرًا، والآن أؤكد لك أن الفرصة مازالت متاحة جدًّا للعلاج، فقط المطلوب منك أن تقتنع أنك بالفعل تعاني من حالة نفسية، وهي ليست حالة خطيرة وإن كانت مزعجة.

الحالة من الناحية التشخيصية يمكن أن نسميها بقلق المخاوف، وقلق المخاوف ينتج عنه اكتئاب ثانوي، وعلى الصعيد الاجتماعي يجد الإنسان نفسه غير فعال ومعطل لدرجة كبيرة، وأعتقد أن هذا هو الذي تمر به.

إذن قناعتك بطبيعة حالتك هو نقطة العلاج الجوهرية، فكل الأعراض الجسدية التي ذكرتها منشأها نفسي، وهذا يجب أن نتفق عليه، لأن قناعتك لو أصبحت صلبة في هذا الخصوص وأصبحت على قناعة تامة ويقين أعتقد أن العلاج ليس بالصعب أبدًا.

أول خطوات العلاج: كنت أتمنى أن تجرب وتذهب إلى طبيب نفسي، حتى وإن كانت تجربتك مع الأخ الطبيب الذي قابلته سلبية، لكن الأطباء ليسوا كلهم سواء في منهج العلاج والمعاملة، وكذلك المعلومات المهنية، فإذا أتيحت لك الفرصة أن تقابل طبيبًا جيدًا ومشكورًا، وأحسب أن الأردن بها الكثير من المتميزين في هذا المجال، فهذا سوف يكون جيدًا، إذا لم تستطع فأنا أعتقد أن أهم شيء في حالتك هو العلاج الدوائي، ولا شك أن العلاج الدوائي هو أسهل أنواع العلاج حين نتحدث عن رزمة العلاج النفسي، كثير من التطبيقات السلوكية الملزمة وإدارة الوقت بصورة جيدة والفعالية، هذه قد يجد البعض صعوبة في الالتزام بها، لكن الدواء هو أسهل وأقصر طريق، وبالرغم من ذلك نجد أن بعض الناس لا يلتزمون بتناوله حسب ما هو موصوف.

إذن أنا أريدك أن تلتزم التزامًا قاطعًا بالعلاج الدوائي، وهنالك عدة أدوية كلها - إن شاء الله تعالى – طيبة ومفيدة، والدواء الذي أنصحك به وتلتزم بتناوله عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين) الجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك لابد أن ترفع الجرعة إلى حبتين -أي أربعين مليجراما- .

هذه هي الجرعة الوسطية المطلوبة في علاج مثل حالتك، علمًا بأنها ليست الجرعة القصوى والتي لا أعتقد أنك سوف تحتاج لها.

استمر على جرعة حبتين يوميًا لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك انتقل إلى مرحلة العلاج الوقائي، وهو أن تخفض الجرعة إلى حبة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر.

هذه طريقة جيدة وطيبة ومتدرجة للعلاج النفسي الدوائي، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها. وأطمئنك تمامًا أن الزيروكسات دواء بسيط جدًّا، وهو جيد، ومن آثاره الجانبية أنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، كما أنه بالنسبة للمتزوجين ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي، لكنه قطعًا لا يؤثر على هرمون الذكورة، دواء سليم جدًّا، ليس إدمانيًا، لا يؤثر على القلب أو الكلى، وهو شائع الاستعمال جدًّا، وقد استفاد منه الكثير من الناس.

العلاجات الأخرى كما ذكرتها لك عرضًا: أهما إدارة الوقت بصورة صحيحة، لابد أن تبحث عن عمل، كن متواصلاً اجتماعيًا، التقي بأصحابك وإخوتك وأرحامك وذويك، احرص على صلاة الجماعة في المسجد، لأنها تمثل ركيزة أساسية للتواصل الاجتماعي الذي يقوم على المودة والمحبة والطمأنينة.

من المهم أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء، ويمكنك أن ترجع إلى الاستشارة رقم (2136015) سوف تجدها -إن شاء الله تعالى- جيدة ومفيدة، أرجو أن تطبق التعليمات الموجودة بها.

الرياضة أيضًا جزئية مهمة جدًّا في حياة الإنسان، وهي تقوي النفوس قبل الأجسام، فأرجو ألا تنساها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3860 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1232 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2200 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ