أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل فقدان الشهوة دائم أم مؤقت أم هو خلل نفسي؟

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شاب عمري 20 سنة, غير مدخن, ولست أتعاطى أي مخدرات, ولست أعاني من أمراض منذ فترة, وليست لي أي علاقة جنسية سابقة, من حوالي 8 شهور توقفت تمامًا عن ممارسة العادة السرية, بعد ممارسة لها دامت حوالي 5 سنوات.

كنت أمارس العادة السرية بطريقة غير منتظمة, ولكن -الحمد لله- توقفت عنها برغبة مني, بعد علمي بأضرارها مستقبلاً, والحمد لله الذي هدانا لهذا, ولكن بعد التوقف عنها بفترة بدأت أشعر بفقدان الشهوة تمامًا, فكلما طالت المدة بين تركي لها كلما لاحظت فروقًا كبيرة في قلة قدرتي الجنسية, ولا أشعر بالرغبة الجنسية أبدًا, ولا تميل فطرتي الطبيعية الشهوانية إلى ما يثيرها كما كنت من قبل, والانتصاب لم يعد قويًا كما كان من قبل, وأيضًا يحدث لي انتصاب صباحي على فترات متباعدة, أحيانًا يكون قويًا, وأحيانًا ضعيفًا, وأحيانًا أضعف, ولم يعد يحدث انتصاب تلقائي عندما أرى أي شيء يثيرني كما كان الحال من قبل, فكأن الأمر شيء عادي جدًّا تجاه أي منظر مثير, ولا يحدث لي أي استثارة, مع أني أحتلم بطريقة عادية جدًّا, ولكن بطريقة متقطعة: كل يومين أو كل ثلاثة, وأحيانًا مرة كل أسبوع, وأحيانًا مرة كل أسبوعين, وأحيانًا خلال يومين متتاليين, وأحيانًا بعد فترة كبيرة تمتد لثلاثة أسابيع, فهل في تقطع الاحتلام وبعد مسافته مشكلة؟

ويحدث لي شيء غريب جدًّا لا أعرف سببه: ففي الليلة التي يحدث لي فيها احتلام أشعر بألم في أكتافي, وإرهاق في أكتافي, وأيضًا عندما أشعر -ولو للحظة- ببعض شهوة تجاه أنثى أشعر بآلام وأوجاع رهيبة, وإرهاق في أكتافي, وأشعر بأن جسدي بأكمله به آلام, وخدر غريب جدًّا؛ مما يجعلني أفكر كثيرًا في هذا الأمر, ولا أعرف ماذا يحدث لي فأنا لدي دافع الحب والعاطفة بدرجة كبيرة, ولكن دافع الرغبة الجنسية قليل جدًّا, مع أني سألت أكثر من شخص إذا كان هذا يحدث معه, فيكون الرد لا يحدث ذلك, فيجعلني هذا أفكر كثيرًا, ولا أعرف ما هذا.

فقررت أن أذهب لطبيب, ووضحت له ما أشعر به وحالتي, فطلب مني تحاليل للسائل المنوي, والهرمونات, والسكر, والدم, ففعلت ذلك, وعرضت النتائج عليه, فقال لي: إن النتيجة سليمة بكاملها تمامًا, ولا يوجد أي شيء به نقصان أو انحراف, وأن كل شيء في وضعه الطبيعي, وأن هرمونات التوستيستيرون وجميع الهرمونات سليمة تمامًا, وفى معدلها الطبيعي تمامًا, سواء الكلى, أو غيرها, والسكر في معدله الطبيعي, ولا يوجد ضغط, وقال لي: إني سليم تمامًا, ومثل أي شخص طبيعي, وقال لي: لن أعطيك علاجًا لأنك مثل أي شخص طبيعي, وأنت لست مريضًا لتحتاج لدواء, وقال لي: إن الحالة لدي حالة نفسية, مع كثرة التفكير الدائم, والقلق والتوتر, مع أني غير ذلك تمامًا, نعم لدي قلق وتوتر بعض الشيء, ولكن حالتي النفسية جيدة تمامًا, فأنا دائمًا أضحك وأمرح, ولا أبطن في داخلي, أو أكنُّ في نفسي أي شيء, وأنا مَرِح لدرجة كبيرة, حتى إنه ذات مرة حاولت أن أتقرب من أنثى جنسيًا, ولم يكن في بالي أي شيء فأحسست بانتفاضة في جسمي, ورعشة وهزة تجعلني أرتعد وأهتز.

وأنا الآن لم يعد يحدث لي انتصاب تلقائي إلا مرات قليلة جدًّا جدًّا, ولا يكتمل الانتصاب أبدًا كما كان الحال من قبل.

أنا أرى كل زملائي يتلهفون على رؤية أي شيء مثير, وينجذبون تجاهه بطريقة رهيبة, ولا يحدث هذا معي, فكيف أكون طبيعيًا وأنا لا أشعر بأجمل شيء يشعر به الرجل؟! كيف أكون هكذا؟! وكيف سأتزوج بعد ذلك؟! أم كيف أبتدئ الزواج؟!

إن أول شيء يجذب الرجل للزواج هو أنه يريد إفراغ طاقته المكبوتة وشهوته فيما لا يغضب الله, وأنا لا أمتلك حتى الدافع والرغبة, ولهفة الجنس للزواج أو لبداية العملية الجنسية, ومن عنده شهوة فإن لديه الدافع لممارسة عملية جنسية ناجحة, فقوة الشهوة هي أساس الانتصاب, ولكن هذا لا يحدث معي.

لقد أبعدت فكرة الزواج عن عقلي تمامًا, وكل يوم أحاول تأخير ارتباطي بأي امرأة أمام أهلي مبديًا أسبابًا غير مقنعة, وهم يعلمون ما أنا فيه حاليًا, ولكنهم مقتنعون بكلام الطبيب, وأني سليم, ولكني غير ذلك.

لقد نسيت الزواج, ورضيت بما أنا فيه, حتى لا أظلم نفسي مستقبلاً أو أظلم من سأتزوجها, وحتى أريح فكري وعقلي من كل هذا.

أنا أبكي لما يحدث لي, ولم يعد للدنيا أي أهمية, ولم تعد لي أي خطط مستقبلية, والحمد لله على كل شيء.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإن هذا الذي تتحدث عنه صورة من صور القلق النفسي نسميه بالقلق المقنع، يعني أنك لا تستشعر وجود القلق والتوتر والانفعالات الزائدة بصورة واضحة، كما أن الأعراض الفسيولوجية للقلق لا تظهر عليك، وهذه الأعراض الفسيولوجية تتمثل في: تسارع ضربات القلب، والرجفة، والتعرق في بعض الأحيان.

القلق المقنع هو قلق مكبوت - أو مكتوم - يظهر لدى الإنسان في شكل ضعف في الأداء، وأكثر قوة أداء لدى الإنسان تتأثر في حالة وجود القلق المقنع - أو الاكتئاب المقنع - هي المقدرة الجنسية، ويبدأ الإنسان في هذا النهج السلبي من التفكير، يكون الأمر شاغلاً له، ويستحوذ كثيرًا على فكره، وهذا الاستحواذ وهذا القلق غير الواضح يؤدي إلى المزيد من الشعور بالفشل، وهذا كله يجعل الإنسان في وضع وسواسي, وهذا هو الذي تعاني منه، وهذا هو الذي حدث لك.

ونصيحتي لك هي ما نسميه بـ (العلاج بالتجاهل), وهذا العلاج يقوم على أسس علمية صحيحة، ومتى ما طبقه الإنسان فسوف يستفيد منه.

كيف يكون العلاج بالتجاهل؟
أولاً: أن تقنع نفسك إقناعًا داخليًا قويًّا بأنك في كامل رجولتك, وقد أثبتت الفحوصات ذلك.

ثانيًا: أنت تعاني من قلق مقنع, وتقول لنفسك: (سوف أتجاهل التفكير في الجنس بصورة كاملة؛ لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي سوف تُخرجني من حالة الفشل هذه التي أشعر بها).

ثالثًا: تَصْرف انتباهك لأشياء أخرى غير التفكير في الجنس، ومن هذه الأشياء: ممارسة الرياضة، الانخراط في أنشطة ثقافية وفكرية وخيرية واجتماعية، الاجتهاد في الدراسة، مشاركة الأسرة في كل ما تتطلبه الأنشطة الأسرية المختلفة، والتركيز على بر الوالدين، والصلاة في وقتها، ومصاحبة الأخيار والطيبين... إلخ, فأنت هنا تكون نقلت نفسك جسديًا واجتماعيًا ووجدانيًا وفكريًا إلى محيط آخر غير محيط التفكير في الجنس ومتعلقاته.

هذا الوضع يجعلك - إن شاء الله تعالى – تثق في مقدراتك الجنسية، بشرط ألا تصرف رقابة صارمة على الانتصاب وحدوثه وعدمه, والاحتلام, وحجم العضو التناسلي ... وهكذا, هذا يجب أن تتجاهله تمامًا؛ لأنك في الأصل لا تعاني من علة عضوية، وحتى العلة النفسية التي تعاني منها هي علة بسيطة إذا واجهتها بالمنهج العلاجي الذي ذكرته لك, سوف تتبدل الأمور وتتغير تمامًا.

أما بالنسبة للزواج: فيجب أن يكون تفكيرك نحوه إيجابيًا، فليس هنالك ما يمنعك من الزواج، وأنا أؤكد لك ذلك تمامًا، ويجب أن تعرف أن الإثارات الجنسية مرتبطة بوجود الزوجة، وهذه هي الإثارات الجنسية الصحيحة، أما الإثارات التي تأتي في الخيال فهذه إثارات مرفوضة وبغيضة, وتشوه حقيقة العلاقات الجنسية المستقبلية مع الزوجة.

أنت سليم, ويجب أن تتفهم ذلك، عليك فقط أن تفك هذه الروابط السلبية، أي روابط التركيز على الجنس وإلباس نفسك ثوب الفشل، لا، الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل.

إذن: اقنع نفسك بأن نمط الحياة الجديد سوف يفيدك، وأن النقلة الفكرية مطلوبة، وأن التجاهل هو الوسيلة، وأن التركيز يجب أن يكون على أمور أخرى، والجنس لا أفكر فيه لأنه مثل الأكل والشرب والنوم أمور غريزية طبيعية فيها الجانب البيولوجي والنفسي, والاجتماعي.

أنا أرى أن تناولك أيضًا لأحد الأدوية المضادة للمخاوف والقلق والتوتر والوساوس سوف يفيدك كثيرًا، وأفضله العقار الذي يسمى تجاريًا باسم (فافرين), ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين), سيكون هو العلاج الأمثل لحالتك, والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا، تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة – أي مائة مليجرام – استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

أسأل الله لك العافية, والتوفيق والسداد، وأطمئنك تمامًا أن الأخ الدكتور إبراهيم زهران استشاري التناسلية وأمراض الذكورة مطمئن تمامًا على حالتك العضوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1571 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3873 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2495 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1243 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2211 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ