أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : دوخة ودوار جعلاني طريحة الفراش..هل حالتي نفسية أم مرضية؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا زوجة، عمري 32 سنة، تزوجت منذ عشر سنوات، أنا ربة منزل، أحب زوجي، ولكن لم يرد الله عز وجل لي الإنجاب، منذ حوالي ثلاث سنوات شعرت بدوار وصداع شديد في رأسي، تكرر عدة مرات كل يوم لمدة أكثر من شهر، ذهبت إلى طبيب المخ والأعصاب، وفسر الطبيب لي الحالة على أنها صداع نصفي، وأخذت علاجا، تحسنت حالتي إلى حد كبير من ناحية الصداع، ولكن الدوخة بقيت معي خفيفة أحيانا، وقوية أحيانا أخرى، ولكني كنت أتعايش معها.

منذ حوالي سبعة أشهر انتابتني دوخة شديدة جدا، فذهبت إلى طبيب أنف وأذن، فقال لي: عندك مشكلة في الأذن الداخلية، ولابد من عمل علاج طبيعي، وبالفعل توجهت لعمل علاج طبيعي، فقام الدكتور بتحريك رقبتي بأوضاع معينة، فتعبت جدا، وزاد الدوار لدرجة فظيعة، فقال الدكتور هذا أمر كان من المفروض ألا يحدث، ولم أكرر العلاج الطبيعي، وتطورت حالتي لدرجة أنني أصبحت طريحة الفراش، لا أقدر على القيام بأعمال البيت، ولا الحركة إلا للضرورة القصوى، ذهبت إلى طبيب المخ والأعصاب، فطلب مني أشعة رنين على المخ والأذن الداخلية، وكانت النتيجة لا يوجد شيء في المخ أو الأذن.

اقترح الطبيب أن أذهب لطبيب أنف وأذن مرة أخرى، وبالفعل ذهبت بعون من الله عز وجل، وطلب مني الطبيب أشعة على الجيوب الأنفية، وبالفعل قمت بعملها، وكانت النتيجة إيجابية، فقال لي الدكتور: حالتك ليست عندي، افحصي مقياس الاتزان، وقمت -بفضل الله- بفحصه، وكان سليما، فذهبت إلى طبيب باطني، وعملت فحوصات للدم والكبد والكلى، وكلها -والحمد لله- سليمة، فذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب مرة أخرى، وحدثته عما حدث، فطلب مني أشعة صبغية على الرقبة، وأيضا كانت سليمة.

حالتي الصحية في وضع سيء جدا للغاية، ولكني لاحظت أنه عند سفري بالسيارة من مكان إلى آخر للفحص تزيد عندي الدوخة جدا، لدرجة أنني لا أستطيع أن أنام، وأحيانا لا أقدر أن أتنفس.

أخي في الله: أنا مؤمنة بالله عز وجل، ولكن حياتي متوقفة قال لي إخوتي حالتي نفسية، فذهبت إلى طبيب نفسي، فقال لي: عندك إحساس بالدوار، ولكن لا يوجد دوار، ولكني لم أقتنع به، ومن ناحية الأطفال فأنا مؤمنة بالله، وزوجي أيضا، ونعيش حياة هادئة سعيدة إلا أن مرضي طرحني بالفراش، وجعلني لا اقدر على خدمة نفسي.

هل هذه حالة نفسية أم أنها مرضية؟ وكيف أعرف ذلك؟ وقد أجريت كل الفحوصات الطبية تقريبا، أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرا، وجعلكم عوناً للمحتاجين.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنشكرك على رسالتك هذه، وقد سعدت كثيرًا بأنك بفضل من الله تعالى مفعمة بالإيمان، ومتقبلة تمامًا لحقيقة أنك لم تُرزقي ذرية، ورحلتك مع الفحوصات والتنقل بين الأطباء من أجل الوصول إلى حقيقة حول علة الدوخة الشديدة التي تعانين منها، لا شك أنها رحلة فيها مشقة، لكنك قمت بكل الإجراءات الصحيحة، وأرجو ألا تتعجبي ولا تحسي أبدًا بعدم الوصول إلى الحقيقة، فحالات الدوخة والدوار في كثير من الأحيان يصعب تحديدها، هل هي عضوية! هي نفسية! هل هي توهمية! هل هي وسواسية! هذه الأسئلة تدور في خلد المريض وكذلك الطبيب.

الذي أستطيع أن أستنبطه أنه بفضل من الله تعالى لا توجد علة عضوية رئيسية، هذه الدوخة التي تعانين منها لا أعتقد أن مردها يمكن أن يكون لعلة في الدماغ على الأقل، وهذا مهم وضروري، ويجب أن يكون مفرحًا لك.

أما فيما يخص الأذن الداخلية، فالإخوة الأطباء الذين قاموا بفحصك لاشك أنهم ذوو اختصاص واقتدار، لكن في بعض الأحيان يصعب تمامًا وبأي وسيلة فحصية التأكد من أنه لا توجد علة بالأذن الداخلية وجهاز التوازن، وفي بعض الأحيان تكون العوامل والأسباب متضافرة، بمعنى أنه قد يوجد التهاب فيروسي بسيط في الأذن الداخلية، وعلة بسيطة في الجيوب الأنفية، تخاشن بسيط في فقرات الرقبة، انشدادات عضلية في الرقبة والرأس والكفين ... وهكذا، عوامل بسيطة جدًّا تتضافر مع بعضها البعض.

إضافة إلى ذلك درجة من القلق النفسي، وهذا القلق يكون منشأه أن الإنسان لم يصل للحقيقة، وهذا أيضًا بالطبع يزيد من حالات الدوخة والدوار، أرجع مرة أخرى وأقول لك أنه لا يوجد سبب عضوي رئيسي، وهذا مطمئن ومطمئن جدًّا.

بقي أمامنا أن تتم بعض المحاولات العلاجية التجريبية، وكلمة التجريبية لا أعني بها مطلقًا أن الأدوية التي سوف تقومين بتناولها لم تُختبر بصورة كاملة أو صحيحة، إنما المقصود هو أن تُعطى بعض العلاجات في مثل هذه الحالات، فإن اختفت الأعراض أو خفت هنا نقول أننا قد أصبنا كبد الحقيقة، وهذا أيضًا له إيجابياته وهو المبتغى المقصود، وإن لم تتحسن الحالة نقول أن أسبابها غير معروفة، وفي هذه الحالة أيضًا يقتنع صاحبها بأن يتعايش معها لأنه مضطر لأن يتعامل مع أمر لم يعرفه الطب، لكن ما دام لا توجد منه خطورة أساسية فلما الانزعاج ولما التوتر.

لذا أود أن أقترح عليك تناول عقار (بيتاسيرك) وهو دواء مشهور، قد يجوز أن الأطباء في الأنف والأذن والحنجرة نصحوك بتناوله، هذا الدواء تناوليه بجرعة 16 مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين مثلاً، وراقبي درجة التحسن، إذا كان هناك تحسن جيد استمري على هذه الجرعة لمدة شهر آخر، وقابلي طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وأطلعيه على ما جرى ويجري، قد يطلب منك الاستمرار في العلاج أو قد لا يطلب.

هنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) هو دواء جيد يعالج الدوار المرتبط بالقلق، وأنت ذكرت أنك في السيارة تحسين أنك غير مطمئنة، فربما يكون القلق له دور.

السبرالكس تناوليه بجرعة نصف حبة خمسة مليجرام، تناوليها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة (عشرة مليجرام) استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

عيشي حياة طبيعية، حاولي أن تتناسي، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1569 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3868 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2493 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1241 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2208 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ