أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أتصرف مع أم زوجي التي تطلب مني القيام بخدمتها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.
انا صاحبة هذه الاستشارة 2132628 ولكن أريد حلاً، ماذا أفعل؟ هل أكلم حماتي أم ماذا؟ وماذا أفعل في حق أمي؟

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونحن حقيقة بالموقع نسعد بتواصلك معنا، لأنك من الأخوات اللواتي يحرصن على التواصل معنا بصفة دائمة، وهذا أمر نعتز به، وثقة نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على أن نكون أهلاً لها، كما نسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يعينك على إنهاء دراستك على خير، وأن يوفقك للتوافق مع متطلبات حياتك الزوجية، وأن يعينك على إقامة جسور مودة ومحبة مع والدة زوجك، وأن يكرمك أيضًا برضى أمك، إنه جواد كريم.

ما ذكرت هي أمور في غاية الإزعاج، ولكن الزوجة الناجحة الصالحة الموفقة هي التي تحرص أن تقلل الخسائر إلى أدنى درجاتها، لأن المرأة المؤمنة صفاتها أنها أولاً تحتسب الأجر عند الله تبارك وتعالى في أعمالها، كما قال الله تبارك وتعالى في سورة الإنسان: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا} فالزوجة عندما تقوم بخدمة زوجها والإحسان إليه فإنها المسلمة الفاهمة تبتغي بذلك عند الله تبارك وتعالى من الأجر والفضل، وتعلم أن ما عند الله تبارك وتعالى خير وأبقى، ولذلك هي تجتهد قدر استطاعتها في أن تكون حريصة على أن تبذل أكبر قدر ممكن من الخدمة، لعل الله تبارك وتعالى أن يُكرمها بذلك في الدنيا والآخرة، لأن حسن تبعل المرأة لزوجها وقيامها على خدمته وتربية عياله وإعداد نفسها له يعدل الجهاد في سبيل الله كما ورد في كلام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

ومما لا شك فيه أن خدمة زوجة الابن لأهل زوجها ليست بواجبة شرعًا، فإن الله تبارك وتعالى لم يكلف زوجة الابن بخدمة أهل زوجها، ولكن الأعراف والعادات تلعب دورًا، وكذلك أيضًا حرص الزوجة على إرضاء زوجها أيضًا يلعب دورًا في مسألة التفاهم والتفاعل في هذه المسائل. فإذا كان الزوج من النوع الذي يفهم بأن هذه أمور طبيعية وأنه يجب على الزوجة أن تقوم بذلك فقد يكون من الصعب حقيقة عدم القيام بهذه الأشياء إلا بعد تمهيد كبير مع الزوج؛ لأن الزوج – وفقه الله تبارك وتعالى – كأنه يرى أنه يجب على زوجته أن تطيع أمه حتى وإن كانت الأمور فوق طاقتها، وهذا مع الأسف الشديد، هذا شعور عام سائد لدى معظم الرجال الذين يتزوجون في مصر، خاصة الأخوة الذين قد يكونوا على قدر من الالتزام دون وعي بالعلم الشرعي وضوابطه وقواعده.

فهذا الذي تطلبه منك والدة زوجك هو في الأصل شرعًا ليس بمطلوب منك، وليس حتى من حق زوجك أن يفرض عليك ذلك، وإنما نحن نريد أن نقلل الخسائر كما ذكرتُ، وأن نحافظ على عُرى المودة والمحبة بيننا، وأيضًا نريد أن نُكرم الزوج، فإن إكرامك لأمه قطًعًا إكرامًا له، وإن معاملة والدة زوجك معاملة حسنة والصبر على أذاها، أولاً هذا يثلج صدر زوجك، ويجعله يحتفي بك، ويضعك في عينيه، لأنه على الأقل يقول: (هذه امرأتي تقوم على خدمة أمي وأمي قد يكون لديها بعض العنف وبعض الشدة، إلا أنها تصبر عليها من أجلي) فهذا أمر لا يمكن للزوج أن ينساه أبدًا، لأنه يرى بأن هذا الأمر خاصة إذا كنت تتكلمين عنه.

ولذلك أتمنى أن تقومي بعقد جلسة حوار بينك وبين زوجك، وتقولين له (بارك الله فيك أنت تعلم أن هذا الأمر غير مطلوب شرعًا بالنسبة لي، وهذا الكلام ليس كلامي وإنما كلام أهل العلم، وإنما المرأة عليها أن تقوم على رعاية بيتها وزوجها وأولادها وتنظيف بيتها، هذا هو المطلوب، أما أن أقوم أنا بعمل مثل هذا فهذا أمر فوق طاقتي خاصة وأني كما تعلم ظروفي لا تسمح لي في كل وقت أن ألبي هذه الرغبات، فمسألة مسح أربع طوابق ليس بالأمر السهل، خاصة مع وجود الدراسة ومع وجود الطفل الصغير ومع وجود متطلباتي أيضًا الزوجية وقيامي بواجبي شرعًا).

قولي له (أنا أتمنى أن تتكلم مع الوالدة، ونحن على استعداد مثلاً أن نتفاهم بأن نأتي بأحد آخر يقوم بتنظيف الدرج، وهذا أمر لا أعتقد أنه صعبًا، والعبرة بالنهاية، فإذا كانت أمك تريد فعلاً حقيقة تنظيف الدرج فأنا على استعداد إن شاء الله تعالى عن طريقك أو عن طريق أهلي أن نأتي بمن يقوم بتنظيف الدرج، وأنا على استعداد أن أنظف لها شقتها، أما تنظيف الدرج هذا مرهق ومتعب، وأتمنى أن تتوسط مع والدتك في الأمر هذا).

فابدئي في حل المشكلة من قلب زوجك، حاولي إقناعه وإفهامه بأن هذا الأمر فيه مشقة بالنسبة لك، وأنه لا مانع لديك من القيام بأي شيء في مقدورك، وأنك لا تعترضي أبدًا على خدمة أمه، لأن أمه هي أمك، وعليك أن تصبري عليها الصبر الجميل، وأنا شاكر لك حقيقة أنك لم تردي عليها الإساءة، وكذلك أيضًا مقدر والدتك احترامها لها، وحرصها على عدم إثارة المشاكل، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنكم من أسرة فاضلة، وأنكم تريدون فعلاً التواصل والنجاح في حياتكم الزوجية.

أتمنى بارك الله فيك أن تعالجي الموضوع مع زوجك، وإذا كان زوجك معترضًا فقولي له (إذن نسأل الشرع، ونسأل أهل العلم، إذا أفتاك أحد بأن هذا الأمر من الواجبات عليَّ فأنا قطعًا سأفعله، أولاً ابتغاء مرضاة الله تعالى، ثم إكرامًا لك).

أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك لكل خير، وأوصيك بالصبر الجميل، واحتساب ما تفعلينه وتعملينه طلبًا ما عند الله من الأجر والثواب.

هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
المشاكل بين أمي وزوجتي لا تنتهي وأمي تريد طلاق زوجتي، فما الحل؟ 1784 الاثنين 06-07-2020 09:27 مـ
أمي وزوجتي لا تتفقان أبدا وأنا حائر بينهما، فماذا أفعل؟ 1491 الأحد 28-06-2020 02:57 مـ
أم زوجي تسيء لي ولأهلي وتشتمني وتسبب المشاكل بيني وبين زوجي، فما نصيحتكم؟ 1979 الخميس 30-04-2020 06:53 صـ
أنا في حيرة من أمري بين أمي وزوجتي، ماذا أفعل؟ 1248 الاثنين 27-04-2020 03:31 صـ
لم أعد أحتمل وجود أم زوجي معي، ماذا أفعل؟ 3009 الثلاثاء 14-04-2020 01:35 صـ