أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من مشاكل في عملي مع مديري أثرت علي نفسيا، فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

جزاكم الله كل الخير على هذه الخدمات الطيبة:

أنا ولله الحمد متزوج، ولدي طفلة، وعمري 32 عاما، وتكمن مشكلتي في أن حالتي النفسية أصبحت غير مستقرة، وأصبحت أثور وأغضب لأتفه الأسباب بحيث أني أعاني من عدم تقدير في العمل من قبل المدراء مع أني أبذل قصارى جهدي، وأغلب الموظفين يشهدون لي بأني حلال المشاكل، ونصير المظلومين في العمل، لكن الله ابتلاني بمدير لا يتقى الله فينا, وأحس أن توتر جو العمل قد انعكس على كل حياتي فأصبحت دائم القلق، ولا أستطيع النوم من كثرة التفكير، وأصبحت تراودني حالة اجترار للمشاكل فأقوم بتذكرها، وأبدأ بحديث من خيالي وأغضب، وكأنه حدث فعلا.

كما أني أصبحت حساسا أكثر من اللازم، وأصبحت مشوشا، وغير قادر على التركيز (أحيانا) وأشعر دائما بالإرهاق والتعب، أشعر أني أحترق من الداخل.

فكرت بالإستقالة، لكني لا أريد التسرع بقرار قد يؤثر على مستقبل العائلة، وذلك لكثرة الالتزامات المترتبة علي مع أني على ثقة أن الأرزاق بيد الله تعالى، وبأني ولله الحمد على قدر من العلم يؤهلني لإيجاد الوظيفة المناسبة.

مع العلم أني أعمل في هذا المكان منذ عشر سنوات أي بعد تخرجي فورا.

شخصيتي ولله الحمد محبوبة من معظم الناس، وأنا مستعد لخدمة أي إنسان سواء كان يعرفني أو لا يعرفني، وبدون أي انتظار لمقابل أو حتى شكر، ولا أنتظر من أحد طلب المساعدة بل أقوم أنا بعرض خدماتي.

أحاول دائما الاستغفار والصلاة على النبي، والتعوذ بالله من الشيطان لطرد التفكير السلبي من عقلي وأحيانا أغلبه، وأحيانا يغلبني.

وشكرا لكم، وأدامكم الله لخدمة المسلمين في كل مكان، وجزاكم عني وعنهم كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

فإن السمات الطيبة والصفات النبيلة التي تحملها والتي على رأسها (الإقدام على مساعدة الآخرين) دون انتظار أي مردود، أي أن تقدم للآخرين ولا تتوقع منهم في المقابل أي شيء. هذا من كريم خلقك، فجزاك الله خيرًا.

الإشكالية تأتى في أن هذه السمات الجميلة مع بعض الحساسية والميول الوسواسية الموجودة في شخصيتك جعلتك تتصادم مع العالم الخارجي، خاصة المدير، فأنت لك مبادئ معينة ولك قيم معينة، ولك ضوابط حياتية معينة لا أقول أنك تود أن تفرضها على الآخرين، لكن على الأقل تريد الآخرين ولو جزئيًا يتعاملوا معك على نفس النهج، وهذا بالطبع ليس بالإمكان.

إذن هذا تصادم قيمي، تصادم في المفاهيم، تصادم في المبادئ، وأنا أريدك أن تعرف هذه الحقيقة لأن ذلك سوف يريحك كثيرًا، ولا أقول لك تنازل عن مبادئك، ولكن يجب أن تتذكر، وأن تعرف أن الإنسان لا يستطيع أن يفرض قيمه على الآخرين في معظم الأحيان.

الإنسان يسعى ويأمر بالمعروف، ويخالق الناس بخلق حسن، ويحاول أن يتحمل الأذى من قبلهم، وتكون توقعاته في حدود المعقول، وهذا هو المهم جدًّا.

أنا لا أقول لك ضع هذا المدير في الدائرة السوداء دائمًا ولا تتوقع منه خيرًا، هذا ليس صحيحًا. انظر إلى الرجل بشيء من الحيادية، انظر إلى إيجابياته، وحاول أن تتغاضى عن سلبياته، واعرف أنه ليست مهمتك أن تغيّره، وحاول أن تقبله كما هو. هذا أخي الكريم يساعدك كثيرًا ويجعلك تتواءم وتتكيف مع الوضع الذي أنت فيه.

الأمر الآخر: نوبات الغضب والانفعالات التي تأتيك، لا شك أن الكتمان قد يكون لعب فيها دورًا، أو أنها نوع من الإسقاط، فالإنسان حين يكون في وضع غير مريح مع شخص مسؤول لا يستطيع أن يفرق انفعالاته حيال هذا الشخص، لذا قد يُسقطها على الآخرين.

هذه مجرد نظرية قد لا تنطبق عليك، ولكن الذي أريد أن أصل إليه هو أن تحاول أن تعبر عن ذاتك، لا تكتم، فالتعبير عن الذات مفيد جدًّا كمتنفس وكوسيلة أساسية للتفريغ النفسي، والتعبير حين يكون في حدود الذوق والأدب لا شك أنه يعود على صاحبه بمنفعة كثيرة، يحس الإنسان بالرضى داخليًا وفي نفس الوقت يجد القبول من الآخرين مهما كانت مبادئهم ومهما كانت قيمهم تختلف عن قيمه.

عليك أيضًا أن توجه طاقاتك نحو أسرتك، فأنت الحمد لله شاب ولديك الزوجة الفاضلة الصالحة، ورزقك الله هذه الطفلة، فيا أخي كن مع أسرتك وجدانيًا، وحاول أن تدير وقتك بصورة طيبة وجيدة.

إذا أتيحت لك الفرصة أن تنخرط في أحد الأنشطة الخيرية هذا سوف يكون جميلاً، فقطر فيها الكثير من الجمعيات والمنظمات التي تعمل في مجال البر والإحسان والخير، وأنت بهذه السمات وهذه الخيرية ربما تجد حقيقة متنفسا نفسيا حقيقيا في أن تقوم بمثل هذه الأعمال.

ممارسة الرياضة أيضًا سوف تفيدك كثيرًا، وأنا سعدتُ أنك تُكثر من الاستغفار، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، هذا مبادئ عقدية مطلوبة، وأسأل الله تعالى أن يزيدك، وأن يثبتك ويثبتنا جميعًا على المحجة البيضاء.

ربما يكون أيضًا من الأفضل لك أن تتناول دواء بسيط جدًّا مضادًا للتوترات والقلق، يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) متوفر في الصيدليات الكبيرة في دولة قطر، وهو لا يتطلب أي وصفة طبية، وسعره زهيد جدًّا.

جرعته هي أن تبدأ بحبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء مفيد جدًّا لنوبات الانفعالات والغضب وعسر المزاج البسيط.

أرجو أيضًا أن تطبق العلاج النبوي السلوكي فيما يخص إدارة الغضب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تقييمي السنوي الذي ظلمت فيه أصابني بالإحباط! 1207 الأربعاء 29-07-2020 04:37 صـ
كيف أقوم ببناء القدرة والثقة بنفسي لإدارة فريق عمل؟ 523 الأحد 28-06-2020 09:43 مـ
حائر بين البقاء أعاني وبين العودة والاستقرار في بلدي! 2641 الأربعاء 25-09-2019 03:41 صـ
أرغب بترك العمل لكنني أخشى من ظهور مشاكل جديدة! 989 الاثنين 23-09-2019 03:11 صـ
أتعرض كثيراً للإساءة من صاحب العمل، ما الحل؟ 1485 الأحد 18-08-2019 04:40 صـ