أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أغضب بسرعة رغم أنه لا يوجد سبب، أرجوكم ساعدوني!
لماذا فجأة أحس أني صرت عصبية وكأن جسمي من الداخل مشدود، وكأن أعصابي داخليا ترتجف، شيء غير مريح بداخلي، لا أعرف ما هو، أحاول قراءة الأذكار، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا، لكن أحزن على أطفالي، لا يوجد سواهم أمامي بغربتي، وكل عصبيتي تنفض فيهم، هل هو سبب ضجري بالغربة ووحدتي؟ مع أنه -ولله الحمد- عندي نعمة كبيرة زوجي جدا لطيف، وحنون معي، ويتحمل مني الكثير، يعني لا يوجد شيء لأقلق عليه أو أكتئب عليه، وضعنا بألف خير.
وثانيا: كل جمعة اعتدنا الذهاب لبيت أهل زوجي، نجتمع كلنا هنا في بلاد الغربة، وصرت أخاف من هذا اليوم؛ لأني أتعب فيه جسديا بسبب ضجة الأولاد، وكثرة الأعداد، فلا أقدر أن أنام وقت النوم، ويبدأ جسمي يرتعش، وأطرافي باردة جدا، ولا أعرف وقت النوم ما يحدث لي، لاحظت ذلك على نفسي أيضا عندما نصل من السفر نتيجة تعب السفر، فكيف أتجنب ذلك؟
أرجوكم ساعدوني!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناهدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذه الأعراض التي تعانين منها هي أعراض قلق نفسي، والقلق النفسي في بعض الأحيان لا تكون له أي مسببات، الإنسان قد يكون في راحة من البال وحياة طيبة ومستقرة ورغدة، لكنّ القلق قد يأتي؛ لأن القلق أيضًا من المكونات الوجدانية الموجودة لدى الناس بصفة طبيعية، والقلق هو محرك إيجابي جدًّا للإنسان لينتج ويتفاعل بصورة إيجابية، لكن في بعض الأحيان القلق يتحول ويأخذ المنحى السلبي؛ مما يؤدي إلى أعراض جسدية، وكذلك أعراض نفسية مثل التي حدثت لك.
وقد لا توجد عوامل في الأصل كما ذكرت لك، وإن كنتُ أرى أنه ربما يكون حدث لك ما يسمى بعدم القدرة على التواؤم، وعدم القدرة على التوافق؛ وذلك لأنك تعيشين في بلاد بعيدة عن أهلك، وإن كنت أرى أن العيش في أي بلدة عربية إسلامية الآن أصبح خارج نطاق ما نسميه بالغربة، فالحمد لله تعالى الإنسان يستطيع أن يتواصل الآن بسهولة مع أهله والمجتمعات مجتمعات عربية إسلامية طيبة، ويستطيع الإنسان أيضًا أن يبني علاقات أسرية مع الجيران أو خلافهم.
فعدم القدرة على التواؤم أعتقد هو التشخيص الأقرب لحالتك، ونتج عن ذلك حالة التوتر والقلق والانشداد الداخلي الذي تعانين منه.
من الجميل أنك تحافظين على الصلاة والأذكار وتلاوة القرآن، هذه معينات رئيسية وأساسية، لكن لا أريدك أبدًا أن تعتبري هذه الحالة أنها ضعف في إيمانك أو اضطراب في شخصيتك، هذه أمور وجدانية تحدث للإنسان كما ذكرت لك.
أنصحك بأن تركزي على أن تكوني إيجابية جدًّا في تفكيرك، خاصة أن لديك أشياء جميلة في حياتك، هذا الاستقرار الأسري، وهذا الزوج الودود والمحب يعتبر سندا رئيسيا وأساسيا، لأنه أكثر ما يُزعج في الحياة الزوجية هو سوء المعاملة من الأزواج للزوجات أو العكس، وأنت الحمد لله تعالى لديك جانب إيجابي جدًّا تستطيعين أن تبني من خلاله تفكيرا أفضل إيجابية يحسن من دافعيتك ويزيل هذا القلق وهذا التوتر.
شيء آخر مهم، وإن كان الناس لا يعطونه اعتبارًا كبيرًا، هو التمارين الرياضية، التمارين الرياضية تمتص القلق الداخلي لدى الناس، وتقوي من نفوسهم وأجسادهم، فأرجو أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.
توزيع وقتك بصورة صحيحة وإدارة الزمن بصورة فعالة هذا أيضًا يفيد الناس في القضاء على القلق النفسي.
الجزء الأخير الذي أنصحك به في هذه الاستشارة هو أنه يمكنك تناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، فهنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) وجد أنه مفيد جدًّا لإزالة القلق العابر، وجرعته هي أن تبدئي بنصف مليجرام (حبة واحدة) ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباحًا وحبة مساءً، وخلال شهر رمضان يمكن أن تكون على الفطار والسحور، استمري على هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء بسيط وغير إدماني، وليس هنالك حاجة لوصفة طبية للحصول عليه، وبالطبع أفضل أن تناقشي هذا الأمر مع زوجك قبل أن تتناولي الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3902 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. | 2545 | الأحد 09-08-2020 03:58 صـ |
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ | 2257 | الأحد 26-07-2020 04:44 صـ |
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. | 4207 | الخميس 23-07-2020 05:25 صـ |
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ | 2392 | الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ |