أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مخاطر العيش في بلاد الكفر وكيفية تحصين النفس من الوقوع في الزنا

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم.

لا أعرف كيف أبدء كلامي؛ فإني خجول من الله على ما أنا فيه. أنا شاب مغترب في دولة أوروبية منذ عامين تقريباً، هذه البلد تتفنن وتُقنن جميع أنواع الكفر الجهري، فمن ذلك نساء عاريات تماماً في الشوارع وفي التلفاز، حتى إنه يمكن أي شخص أن يزني في الشارع، فالمصيبة الكبرى أن الدولة تسهل الدعارة للكفار أنفسهم بشكل ملفت للنظر، لن أطيل عليكم، كما ذكرت فأنا هنا في هذه البلد أعمل؛ لأن الحياة الاقتصادية في بلدي صعبة للغاية؛ مشكلتي بدأت هنا حيث إني بدون أوراق إقامة، وغير مستقر في عمل واحد، وليس لي أصدقاء عرب، كلهم من أبناء ذلك البلد، ولقد يسر لي الله الكريم أن أتعرف إلى رجل وامرأته، ليسا كبيرين في السن (في العقد الخامس)، عرضا علي أن أجلس معهم؛ لأن الإجارات تقارب نصف مرتبي، الآن لي معهم ما يقارب الشهرين؛ مما يجعلني أراهما أمامي في كل مكان.

أرهقت نفسياً، وأخاف على نفسي أن أقع في الزنا؛ فكل شيء هنا له ثمن إلا النساء، فهن يعرضن أنفسهن عليك بلا ثمن، اتجهت إلى الصلاة، وكثرة الاستغفار، لكن ذلك من الأمور غير الميسرة حالياً؛ لأني أمارس العادة القذرة تقريباً يومياً، وفي إحدى المرات رأتني السيدة، ولم تندهش، وقالت لي: "يمكنك أن تمارس ذلك معي"، وزوجها يعرف ذلك، ولكن هذا شيء عادي، بل على العكس: يمكن أن يطلب ذلك مني.

وأنا في حيرة من أمري، أتعلمون أن عمري 28 عاماً الآن، أرجو فهم ما أنا فيه، وأرجو الرد سريعاً!


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد المحترم حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظراً لظروف السفر والمرض، ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!

ونسأله - جل وعلا - أن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن! وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن! وأن يعينك على غض بصرك، وتحصين فرجك، وأن يوسع رزقاك!.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فبداية أقول لك: كان الله في عونك! وأعانك على الثبات على دينه! وجنبك الحرام بجميع صوره! وبلا شك فإن الإقامة في مثل هذا الجو الموبوء تكاد أن تكون نوعاً من العقوبة، حيث يعيش الإنسان وسط هذا الحيوانية الدنيئة، بعيداً عن الله، وعن بيوته، محروماً من النصح والتذكير، والتزكية، والصديق الصدوق، وحنان الوالدين، والأهل والأحبة، حقاً إنها الجحيم بعينه! وجهنم ذاتها! إذ كيف يكون الإنسان بلا دين، ولا قيم، ولا غيرة، ولا مروءة، ولا رجولة، ولا شيء؟ مالذي سنحصل عليه مقابل ذلك كله؟ دراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع!

إنها تضحية - أخي محمد - بلا مقابل، ومهما كانت ظروف الحياة في بلدك فهي أفضل بكثير مما أنت فيه، وأتصور أنك بعت الغالي بالرخيص، وأن مسلسل الخسارة لن يتوقف بالنسبة لك، فيوما بعد يوم سوف تخسر، وتخسر، حتى تصبح بغير دين، ولا غيره، ولا شيء! وتخرج من الدنيا بأوزار كالجبال، وأعمال أوهى من خيوط العنكبوت؛ لذا أنصحك بالإسراع باتخاذ قرار العودة في أقرب فرصة، ولتعش مع أهلك كما يعيشون؛ فذلك أفضل مما أنت فيه بملايين المرات، خاصة وأن العلماء نصوا على عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر إلا لضرورة طبية، أو شرعية، أو علمية.

والنبي صلى الله عليه وسلم قال : (أنا بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين، وخالطت ناره نارهم)، أو كما قال. لذا أنصحك - أخي محمد - باتخاذ قرار العودة فوراً!
واعلم أخي أن الدين أهم من المال، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، وأجلها، وأن رزقك لم ولن يزيد ببقائك في هذه البلاد المنحلة، ولن يقل بوجودك في بلادك الأصلية؛ لأن الطاعات هي التي تزيد في الرزق وتبارك فيه، أما المعاصي فتمحق البركة من كل شيء.

وبالله التوفيق!



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
يضطرب حال جسمي وقلبي عند فعل معصية، فما سبب ذلك؟ 1749 الثلاثاء 21-07-2020 03:19 صـ
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! 1943 الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ
أعيش في فرنسا ببيت خالتي وأتأذى بتصرف بناتها 1478 الأربعاء 08-07-2020 03:55 صـ
لماذا ينتابني شعور الكبر والبطش عند سماعي للموسيقى الحماسية؟ 942 الاثنين 29-06-2020 12:32 صـ
أعاني من الانطواء وقلة الثقة بالنفس، فما أسباب ذلك؟ 2836 الاثنين 29-06-2020 09:32 مـ