أرشيف المقالات

الأفكار المشوهة

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
عندما تصبح الخيانة مصلحة، والسرقة فهلوة، والاحتيال شطارة، يشوه المجتمع! وعندما يصبح الصدق مستغربا، والأمانة عجبا، ويسود الكذب، تضطرب القيم وتختل المفاهيم! 
إنه ليس الفقر، وليس الاحتلال، وليست الحرب، ما يبيد المجتمعات! لكن الذي يبيدها أن تكون يدها هي التي تمسك بمعول هدمها! 
كان المسلمون قديما فقراء، لكنهم سادوا العالم! وهم في حاضرهم أغنى من أمسهم! فماذا فعل لهم ذلك الغنى؟ وانهزمت ألمانيا واليابان وإيطاليا واحتلت، فأين هي الآن؟
فهذه المجتمعات الغربية ليست خالية من القيم كما يتوهم بعضنا! والنهضة التكنولوجية لا تقوم إلا على نهضة أخلاقية! فهذه المجتمعات – وإن كانت عنصرية ويختلف كثير من قيمها عن قيمنا - لم تقم إلا على القيم! والصدق، وحب العمل، وحفظ كرامة الإنسان، والوفاء بالوعد قيم عملية أصلية مشاهدة فيها.
لكنّ ما يفاقم ابتلاء مجتمعاتنا: فساد النخبة فضلا عن القاعدة! فكثير ممن يدّعي الثقافة، يتجه إلى الإلحاد الذي أصبح موضة العصر أكثر من أي عصر! وكثير ممن يدعي الالتزام، نرى فساد أخلاقه وانحطاطها في المعاملات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي! فكأن هؤلاء لم يكتفوا بسفالتهم في واقع الحياة، فأصبح واقع الافتراض واقع عيان يعيد تصوير سفالتهم!
إننا لن نتغير أبدا، إذا ظل ديننا الكذب والخيانة، وندر الصدق، وندرت الأمانة!
لن نتغيّر أبدا إذا ظل فعلنا هادما لقولنا، وكلامنا مناقضا لفعلنا!
لن نتغيّر حتى نغيّر ما بأنفسنا!هاني مراد


شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢