أرشيف المقالات

من أقوال السلف في حلاوة العبادة والطاعة

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2من أقوال السلف في حلاوة العبادة والطاعة
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
فمن وفقه الله جل جلاله إلى الاستقامة على دينه والالتزام بطاعته، فذلك من أعظم الكرامات؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "أعظم الكرامة لزوم الاستقامة"، فليسألِ الله عز وجل الثبات حتى الممات، وليجاهد نفسه في الانتقال من الالتزام بالطاعة، إلى وجود حلاوة للعبادة والطاعة، فالطاعة والعبادة لها حلاوة؛ كرمًا من الله عز وجل لعبده المخلص الصادق المطيع، وللسلف أقوال في حلاوة العبادة والطاعة، جمعت بفضل الله وكرمه بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفعني والجميعَ بها.

 
حلاوة الطاعة تعين على العبادة:
• قال ضيغم بن مالك: "رأيت المجتهدين إنما قووا على الاجتهاد بما يدخل قلوبهم من الحلاوة في الطاعة".
 
تفقُّد حلاوة العبادة في ثلاث عبادات:
• قال الحسن: "تفقدوا الحلاوة في ثلاث: في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر، فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، فإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق".
 
تلذذ أهل الطاعة بعبادتهم:
• قال أبو سليمان الداراني: "لَأهل الطاعة في ليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا".
 
كيف يصبر من وجد لذة الطاعة ثم فقدها؟!
قال أبو سليمان الداراني: "ليس العجب ممن لم يجد لذة الطاعة، إنما العجب ممن وجد لذتها ثم تركها، كيف صبر عنها؟".
 
ترك صحبة الفاسقين ومصاحبة الصالحين من أسباب نيل حلاوة العبادة:
• قال أحمد بن حرب: "عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين".
 
اجتناب الذنوب من أسباب نيل حلاوة العبادة:
• قال ابن المبارك: "قيل لوهب: يجد طعم العبادة من يعصي؟ قال: ولا من يهمُّ بالمعصية".
• قال بشر بن الحارث الحافي: "لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطًا من حديد".
• قال عبدالله بن خبيق: "كان حَبْرٌ من بنى إسرائيل يقول: يا رب، كم أعصيك ولا تعاقبني! فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بنى إسرائيل، قل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري؟ ألم أسلبْكَ حلاوة مناجاتي؟".
 
ترك رضا الناس وقول الحق من أسباب نيل حلاوة العبادة:
• قال أحمد بن حرب: "عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت رضا الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق".
 
دوام الطاعة من أسباب حلاوة العبادة في الصدر:
• قال يحيى بن معاذ: "العبد على قدر إدامته لطاعة الله يحليها في صدره".
 
ترك حلاوة الدنيا من أسباب نيل حلاوة الطاعة:
• قال أحمد بن حرب: "عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت حلاوة الدنيا، حتى وجدت حلاوة الآخرة".
• قال مالك بن دينار: "إن في بعض الكتب: إن الله تعالى يقول: إن أهون ما أنا بصانعٍ بالعالِم إذا أحبَّ الدنيا أن أُخرِج حلاوة ذكري من قلبه".
 
الفرح بالدنيا يذهب بحلاوة العبادة:
• قال الفضيل بن عياض: "فرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة".
 
الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة:
• قال عبدالله بن خبيق: "طول الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة من القلب".
 
حلاوة العبادة لا تجتمع مع حب الشهرة:
• قال بشر بن الحارث الحافي: "لا يجد حلاوة الآخرة رجلٌ يحب أن يعرفه الناس".
 
من حُرم معرفة الله تعالى لم يجد للطاعة حلاوة:
• قال بشر بن الحارث الحافي: "من حُرِمَ المعرفة لم يجد للطاعة حلاوة".
وختامًا فمن لم يجد في قلبه حلاوة للطاعة، فليبحث عن سبب ذلك، فالله جل جلاله كريم شكور يثيب الطائع المخلص الصادق حلاوة في القلب، وانشراحًا في الصدر؛ قال الإمام ابن القيم: "سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوةً في قلبك، وانشراحًا، فاتهمه؛ فإن الرب تعالى شكور"؛ يعني: أنه لا بدَّ أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوةٍ وانشراحٍ وقرة عين.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير