أرشيف المقالات

الدليل على موت النبي صلى الله عليه وسلم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
الدليل على موت النبي صلى الله عليه وسلم
 
قال المصنف: (والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]): وهذه الآية تدل على موت الرسول عليه الصلاة والسلام، والذين يدّعون أنه عليه الصلاة والسلام حي لم يمت، وأن روحه تحضر، وهو يحضر، وينتقل، ونحو ذلك، هؤلاء مكذبون للقرآن؛ لأن الله جل وعلا قال لنبيه: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ ﴾ يعني: ستموت، ﴿ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ يعني: سيموتون؛ وقال جل وعلا في الآية الأخرى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ [آل عمران: 144] [1]، لكن هو بعد موته في حياة برزخية، هي أكمل أنواع الحياة البرزخية، فحياته أكمل من حياة الشهداء؛ وأما الحياة الجسمانية فلا ريب أنه مات صلى الله عليه وسلم، أي: أن روحه فارقت جسده؛ لانتهاء أجله عليه الصلاة والسلام، وغُسل وكُفن وصُلي عليه، ودفن في ضريحه بالمدينة صلوات الله وسلامه عليه، وهو بالرفيق الأعلى بالجنة، وعند الله جل وعلا بأعلى المقامات عليه الصلاة والسلام، وجسده الشريف لا تأكله الأرض، طري باق، وأما سائر الناس فتبلى أجسامهم، ولا يبقى إلا عجم الذنب [2]، فالأنبياء هم الذين حرَّم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم، وأما بقية الناس فإن الجسد يكون تراباً، ولا يبقى منه إلا عظم صغير، وهو عجم الذنب: (العُصعُص)، وهو آخر فقرة في العمود الفقري، لا تأكله الأرض، ولا يبلى، منه خُلق ابن آدم، ومنه يركب كما في الحديث [3].

[1] سورة آل عمران، الآية [144].

[2] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (90)؛ وشرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (226)؛ وشرح الأصول الثلاثة، عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي (101).

[3] الإعانة على تقريب الشرح والإبانة، لابن بطة العكبري، تأليف: عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي (2 /575)، ط.
الثانية: 1437هـــ.

شارك الخبر

المرئيات-١