أرشيف المقالات

طبقة سماع شهاب الدين ابن جعوان الأنصاري الدمشقي الشافعي لجميع كتاب الأذكار

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
طبقة سماع
شهاب الدين ابن جعوان الأنصاري الدمشقي الشافعي ت:699 هـ
لجميع كتاب ((الأذكار))
على مؤلفه الإمام شرف الدين النووي ت:676 هـ
وإجازته له في السنة التي تُوفِّي بها
(تُنشر لأول مرة)
 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبي بعده، وبعد:
فهذا نصٌّ عزيز لطبقة سماع كتاب ((الأذكار)) للإمام النووي رحمه الله، هذا الكتاب العظيم الذي قيل فيه: "بِعِ الدارَ، واشْترِ ((الأذكار))"[1]؛ فأحببت نشرها لما تحويه من معلومات مهمة، والله الموفق والمستعان.
 
ترجمة المجاز العلامة ابن جعوان:
قال العلامة الصفدي في أعيان العصر وأعوان النصر (1/ 55): أحمد بن العباس بن جَعوان الإمام الزاهد شهاب الدين الأنصاري الدمشقي الشافعي، أخو الحافظ شمس الدين محمد، وسيأتي ذكره في المحمدين إن شاء الله تعالى، روى أحمد هذا "جزء ابن عرفة" عن ابن عبدالدائم، وسمع مع أخيه كثيرًا، وأقبل على الفقه فبرع فيه، ولم يكن من يوفيه قدره لما يوافيه، وأفتى الناس زمانًا، وانقطع عنهم ينثر من العلم جمانًا، وهو من تلامذة الشيخ محيي الدين النووي، وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع وتسعين وست مائة.
 
وقال في موضع آخر (1/ 103): أحمد بن عباس بن جَعْوان الشيخ الإمام الزاهد الورع شهاب الدين بن كمال الدين الأنصاري الشافعي، كان فقيهًا فاضلًا متقشِّفًا منقطعًا عن الناس، سمع الكثير بإفادة أخيه شمس الدين، وحدَّث بجزء ابن عرفة عن ابن عبدالدائم، وكان يكتب في الفتوى، ويُعتمد عليه في نقل المذهب، وتوفي رحمه الله تعالى في شعبان سنة تسع وتسعين وستمائة بالمدرسة الناصرية، ودفن برَّا الباب الصغير.
 
وقال الإمام الذهبي في العبر في خبر من غبر (3/ 396): كان عمدة في النقل.
وقال في تاريخ الإسلام بتحقيق تدمري (52/ 385): أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبَّاس بْن جَعْوان، الإِمَام، المحقق الزَّاهد، شهاب الدِّين الأَنْصَارِي، الدمشقي، الشافعي، أخو الحافظ شمس الدِّين.
روى «جزء ابن عَرَفة»، عن ابن عبدالدائم، وسمع مع أخيه كثيرًا، وأقبل على الفقه فبرع فِيهِ وأفتى، وانقطع وانقبض عن الناس، رَأَيْته رجلًا أسمر، تامَّ الشكل، مَهيبًا، متنسِّكا، متقشِّفًا، تُوُفِّي ببيته فِي الناصرية بدمشق فِي الثاني والعشرين من شعبان، وكان من تلامذة النَّواوي رحمهما اللَّه، مات فِي الكهولة.
 
وقال العلامة ابن الغزي في ديوان الإسلام (ص 32) ابن جعوان: أحمد بن محمد بن عباس، الشيخ الإمام الفقيه الدمشقي الشافعي، تلميذ النووي وراوية كتبه، له مؤلفات.
ويُنظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (7/ 776)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 186).
وغيرها.
 
نص طبقة السماع المنقولة من خط الإمام النووي رحمه الله:
سَمِع عليَّ جميعَ هذا ((الكتابَ))[2]: صاحبُه الفقيه العالمُ الفاضل المُحَصِّل المُعْتني: شهابُ الدين أبو العباس أحمدُ بنُ الشيخِ الأجلِّ كمال الدين أبي عبدالله محمد بن عباس بن جَعْوَان الأنصاري الدمشقي الشافعي.
أدام الله الكريمُ له الخيرات[3]، وتولَّاه بالحسنات، ولطف به في جميع أموره، وبارك له في كل أحواله،
 
وقابل ((نسختَه)) هذه معي...[4]((أصلي)) حالَ السماع في مجالسَ، آخرَها:
يوم الثلاثاء الثاني عشر من جمادى الأُولى سنةَ: ست وسبعين وستمائة[5]، بدمَشق[6]...وأجزتُ له كلَّ ما يجوزُ لي تسميعُهُ.
 
كتبه:
مؤلفُه يحيى بن شرف النووي -عفا الله عنهم-.
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد وسلم.
 
صورة المخطوط:

♦    ♦    ♦
 
الفوائد المستفادة من هذا النص، وهذه الوثيقة:
1- همة الإمام النووي في إقراء العلم لأواخر لحظات حياته.
2- احتفاؤه بإقراء كتابه الأذكار وإسماعه.
3- تتلمذ ابن الجعوان عليه.
4- سماعه لكتاب الأذكار جميعه عليه.
5- مقابلته لنسخته على أصل شيخه الإمام النووي، ولا خبر عندي عن هاتين النسختين النفيستين حتى الآن.
6- مكان السماع وزمانه.
7- تزكية الإمام النووي لابن جعوان ووصفه له بقوله: "الفقيه العالمُ الفاضل المُحَصِّل المُعْتني"، وناهيك بمن وصفه الإمام النووي بهذا وزكَّاه.
8- قيمة هذه النسخة المنقولة من هذا الأصل النفيس المسموع على مؤلفه، وعليه خطه،
وغير ذلك.



[1] قال العلامة صديق حسن خان في (أبجد العلوم) (ص: 263): علم الأدعية والأوراد هو علم يبحث فيه عن الأدعية المأثورة والأوراد المشهورة بتصحيحهما وضبطهما وتصحيح روايتهما وبيان خواصهما وعدد تكرارهما، وأوقات قراءتهما وشرائطهما، ومبادئه: مبينة في العلوم الشرعية، والغرض منه: معرفة تلك الأدعية والأوراد على الوجه المذكور؛ لينال باستعمالهما الفوائد الدينية والدنيوية؛ كذا في مفتاح السعادة، وجعله من فروع علم الحديث بعلة استمداده من كتب الأحاديث، والكتب المؤلفة فيه كثيرة جدًّا، منها: حصن الحصين والأذكار؛ للنووي الذي يقال فيه: "بِعِ الدَّارَ واشترِ الأذكار"...إلخ.


[2] يعني: كتاب الأذكار.


[3] هذا الكلمة والكلمتان قبلها مطموسة في الأصل، وقدرتهما بما هو مثبت.


[4] طمس بالأصل.


[5] يعني قبل موته رحمه الله بـشهرين ونصف تقريبًا، فقد قال تلميذه ابن العطار في ترجمته المفردة تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين (ص: 43): وأما وفاته؛ فهي ليلة الأربعاء، الثلث الأخير من الليل، رابع وعشرين رجب، سنة ست وسبعين ولست مئة [بنوى]، ودُفِن بها صبيحة الليلة المذكورة، وكانت وفاته عقب واقعة جرت لبعض الصالحين بأمره لزيارة القدس الشريف، والخليل عليه أفضل الصلاة والسلام، فامتثل الأمر، وتوفي عقبها.


[6] بكسر الميم وفتحها، والفتح أفصح.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢