أرشيف المقالات

حديث: كسب الحجام خبيث

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
حديث: كَسْبُ الحجَّام خبيثٌ
 
عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كَسْبُ الحجَّام خبيثٌ))؛ رواه مسلم.
 
المفردات:
كسب الحجام؛ أي ما يأخذه أجرًا على الحجامة.
 
خبيث؛ أي: رديء.
 
البحث:
يطلق الخبيث على الحرام، وهو غير مرادٍ هنا، ويطلق على الرديء وإن كان حلالًا؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267]، فقد صحَّح ابنُ كثير رحمه الله القولَ بأن المراد بالخبيث في هذه الآية هو الرديء؛ كالحَشَف والشِّيص من التمر دون إنفاق الجيد منه.
 
ولفظ حديث رافع بن خديج عند مسلم من طريق إبراهيم بن قارظ عن السائب بن يزيد، حدثني رافع بن خديج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثَمَنُ الكلب خبيثٌ، ومَهْر البَغِيِّ خبيث، وكَسْب الحجَّام خبيث)).
 
كما أخرج مسلم من طريق محمد بن يوسف قال: سمعت السائب بن يزيد يحدِّث عن رافع بن خديج قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((شرُّ الكسب مهرُ البَغِيِّ، وثمن الكلب، وكسب الحجام)).
 
وإذا كان مهر البغي حرامًا بلا نزاع، فإن عطف كسب الحجام عليه، أو إشراكه معه في اللفظ لا يدل على أنه حرام؛ إذ قد يعطف ما ليس بمحرَّم على ما هو محرَّم، كما يعطف ما ليس بواجب على ما هو واجب، وقد يشتركان في اللفظ؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ [النحل: 90]، ولا شك أن بعضَ الإحسان واجبٌ، وبعضه ليس بواجب؛ بل مستحب، والله أعلم.
 
ما يفيده الحديث:
1- أن كسب الحجَّام ليس مِن أجود المكاسب.
 
2- وأنه ينبغي للحجَّام ألا يحرصَ على الاكتساب من عمل الحجامة.
 
3- ينبغي إعطاءُ العامل أجرتَه على عمله - مهما كان - ما دام ليس بمحرَّم.
 
4- جواز أخذ الأُجرَةِ على المعالجة بالطب.
 

شارك الخبر

المرئيات-١