أرشيف المقالات

هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (8)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية
من هدي السنة النبوية (8)
الحلقة الثامنة
آداب الحديث

جلس الأستاذ أحمد حول أبنائه الصغار: إسلام، وهاجر، وبحضور الأم، فقد اعتادوا كلَّ يوم جمعة على أن يجلسوا بعد العشاء؛ ليتعلَّموا من والدهم الآدابَ الإسلامية، قال الوالد: اليوم يا أبنائي سوف نتعلم أدبًا عظيمًا من الآداب التي يحثُّنا عليها ديننا العظيم؛ فعنوان أدب اليوم: (آداب الحديث).
 
قال الوالد: آداب الحديث من الآداب الاجتماعية التي لها أثر بالغ ومهمٌّ في حياة الفرد نحو مجتمعه؛ فالإنسان إذا أحسنَ الكلام أحبَّه الناسُ واحترموه، وإن أساء الحديث والتعبير نفَروا منه واحتقَروه، وتجنَّبوا الكلام معه، وسوف أذكر لكم يا أبنائي جملةً عظيمة حول هذا الأدب المهم:
(1) لا بد حين نتكلَّمُ أو نتحدث أن نتكلم باللغة العربية التي يفهمُها الحاضرون، فلا نستخدم مصطلحات أجنبية أو كلمات غريبة.
 
(2) وكذلك يا أبنائي حين نتكلَّمُ لا بد من المَهْل في الحديث، ولا نُسرع حتى يَفهم المستمع ما نَقصده، ونتكلم به، ولقد كان ذلك من شأن النبي صلى الله عليه وسلم؛ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُحدِّث حديثًا، لو عدَّه العادُّ لأحصاه"؛ رواه البخاري.
 
(3) ومن الآداب أيضًا في حديثنا أن نبتعد عن التلفُّظ بالفاحش والبذيء؛ فإننا مُحاسَبون عن كل كلمة نتلفَّظُ بها؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقال الحسن: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رحم الله عبدًا تكلَّم فغَنِم، أو سكَت فسَلِم)).
 
(4) وكذلك يجب أن نبتعد عند حديثنا عن الغِيبة والنميمة؛ فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12].
 
(5) وعند حديثنا أيضًا لا نسخَر من أحد، أو نتهكَّم عليه؛ كما حذَّرَنا ربُّنا سبحانه فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ [الحجرات: 11].
 
(6) كذلك من أدب الحديث أن يكون كَلامنا مناسبًا لثقافة الحاضرين، ومتَّفِقًا مع عقولهم وأفهامهم.
 
(7) كذلك أن نُحسِن الاستماع كما نُحسِن الكلام، قال أحد الحكماء لابنه: يا بُنيَّ، تعلَّم حسنَ الاستماع كما تتعلَّم حُسن الحديث، وليَعلم الناسُ أنك أحرَصُ على أن تستمع منهم على أن تقول.
 
(8) علينا كذلك أن نجتنب مقاطعة حديث الآخر، بل نُنصت حتى ينتهيَ من حديثه.
 
(9) ولا ننسَ يا أبنائي أنه ربما كان الأمر يَستدعي الاستئذانَ قبل الحديث؛ كأن نكون في الفصل الدراسي، أو في مجلسِ علم، فعند ذلك لا بدَّ من الاستئذان قبل الحديث.
 
(10) أخيرًا يا أبنائي نحرص أن يكون حديثُنا مختصَرًا غيرَ مطوَّلٍ؛ حتى يأخذ غيرُنا حقَّه في الحديث، وأن نتجنَّب - إذا كنا في جماعة - الأحاديثَ الجانبية عند تحدُّث الآخرين؛ لأن ذلك يؤذيهم.
 
قال الوالد: بذلك يا أبنائي نكون قد انتهينا من هذا الأدب؛ أدبِ الحديث، وموعدنا إن شاء الله في اللقاء القادم مع أدبٍ آخَر من آدابنا الإسلامية.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير