أرشيف المقالات

مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ألم تر كيف فعل ربك بعاد

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
1 {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} :دعوة للتأمل في فعل الله عز وجل بالمستكبرين المعرضين عن سبيله المعاندين لرسله الرافضين لشرائعه.اغترت قبيلة عاد بما آتاهم الله من قوى وبنيان لم يخلق مثلها في البلاد, وظنوا أنهم أقدر من الله وأن قواهم مانعتهم من حلول العقاب أو العذاب فأرسل الله إليهم الريح فأهلكتهم عن بكرة أبيهم, سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام, فلم تبق منهم أحداً.فأين قواهم وأين الغطرسة.الحقيقة المطلقة الغائبة عن كثير من بني آدم بسبب اغترارهم بدنياهم هي أن الإنسان لا يملك إلا الانقياد لأحكام الديانقال تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)} [الفجر]قال السعدي في تفسيره: ( {ألم تر كيف فعل ربك بعاد} ) وهؤلاء كانوا متمردين عتاة جبارين ، خارجين عن طاعته مكذبين لرسله ، جاحدين لكتبه .
فذكر تعالى كيف أهلكهم ودمرهم ، وجعلهم أحاديث وعبرا ، فقال : ( { ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد} ) وهؤلاء عاد الأولى ، وهم أولاد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح ، قاله ابن إسحاق وهم الذين بعث الله فيهم رسوله هودا ، عليه السلام ، فكذبوه وخالفوه ، فأنجاه الله من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم ، وأهلكهم بريح صرصر عاتية ، ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية ) [ الحاقة : 7 ، 8 ] وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع ، ليعتبر بمصرعهم المؤمنون .فقوله تعالى : {إرم ذات العماد } عطف بيان ; زيادة تعريف بهم .
وقوله : ( ذات العماد ) لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالأعمدة الشداد ، وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة وأقواهم بطشا ، ولهذا ذكرهم هود بتلك النعمة وأرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم ، فقال : ( {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون  } ) [ الأعراف : 69 ] .
وقال تعالى : ( {فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } ) [ فصلت : 15 ] ، وقال هاهنا : ( {التي لم يخلق مثلها في البلاد} ) أي : القبيلة التي لم يخلق مثلها في بلادهم ، لقوتهم وشدتهم وعظم تركيبهم .#أبو_الهيثم#مع_القرآن


شارك الخبر

المرئيات-١