أرشيف المقالات

تفسير سورة " البقرة " للناشئين .. ( الآيات 211 : 224 )

مدة قراءة المادة : 11 دقائق .
2تفسير سورة " البقرة " للناشئين [الآيات 211: 224]
معاني المفردات الآيات من (211) إلى (215) من سورة «البقرة»: ﴿آية بينة﴾: معجزة ظاهرة.
﴿نعمة الله﴾: آيات الله؛ فإنها سبب نعمة الهدى.
﴿بغير حساب﴾: بلا نهاية لما يعطيه، أو بلا تضييق أو تقتير. ﴿مبشرين ومنذرين﴾: يبشرون المؤمنين بالخير، وينذرون الكافرين بالشر.
﴿بغيًا بينهم﴾: حسدًا بينهم وظلمًا لتكالبهم على الدنيا. ﴿أم حسبتم﴾: استفهام للإنكار، وحسبتم معناها: ظننتم.
﴿ولما يأتكم﴾: لما: مثل «لم» للنفي إلا أن منفيها مستمر النفي إلى وقت التكلم، أي وحتى الآن لم يأتكم.
﴿مثل الذين خلوا من قبلكم﴾: أي لم تصبكم حالة الذين مضوا من قبلكم التي هي مثل في الشدة (والمقصود حال المؤمنين السابقين).
﴿البأساء﴾: شدة الفقر، والبؤس.
﴿ الضرَّاء ﴾: المرض والألم.
﴿ زلزلوا ﴾: أزعجوا إزعاجًا شديدًا بالبلايا والمحن.
﴿ابن السبيل﴾: المنقطع عن ماله وأهله.   مضمون الآيات الكريمة من (211) إلى (215) من سورة «البقرة»: 1- تعرض الآيات سوء تصور الكفار لحقيقة الأمر وسخريتهم من الذين آمنوا، ثم تقرر أن الذين اتقوا هم الفائزون يوم القيامة، ثم تلخص الآيات قصة اختلاف الناس في كثير من الأمور وتبين لهم الميزان الذي يجب أن يلجؤوا إليه ليحكموا به فيما بينهم، هو الكتاب الذي أنزله الله بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.   2- وتوضِّح الآيات أن الذين يقومون بتطبيق كتاب الله، والحكم به بين الناس سيقابلون صعوبات وعليهم أن يتحملوا وأن يصبروا.
كذلك كان المؤمنون من قبلهم.
ونصر الله - دائمًا - قريب من عباده المؤمنين.   3- ثم تجيب الآية عن سؤال موجه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- هو: ماذا ينفقون؟ وكيف ينفقون؟ فيبين الله - سبحانه وتعالى - أن النفقة تصرف في الوجوه الموضحة في الآية، وتختم ببيان أنه مهما صدر من الناس من فعل معروف فإن الله يعلمه، وسيجزيهم على ذلك أوفر الجزاء.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (211) إلى (215) من سورة «البقرة»: 1- من أجل نعم الله - سبحانه وتعالى - على عباده إرسال الرسل، وإنزال الآيات مبينات واضحات، فعلينا أن نعمل بما جاؤوا به، وألا نبدل آيات الله كفرا. 2- تحمل المؤمنون السابقون كثيرًا من ألوان الأذى والمشقات في سبيل عقيدتهم، فعلى كل من يرغب أن يكون من أهل الجنة أن يتحمل كما تحملوا، وأن يصبر كما صبروا، وليستبشر بنصر الله القريب. 3- أحق الناس بالإنفاق عليهم الوالدان، والأقربون، واليتامى، والمساكين، وابن السبيل، وعلى الإنسان ألا يطلب جزاء الخير الذي يفعله مع هؤلاء من أحد من الخلق، ولكن يطلبه من الله - عز وجل -.     معاني المفردات الآيات من (216) إلى (219) من سورة «البقرة»: ﴿كره لكم﴾: مكروه لكم طبعًا، أو مشقة.
﴿عسى﴾: طمع وترجى، أي يرجى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.  ﴿الشهر الحرام﴾: الشهر الذي يحرم فيه القتال، والمراد به هنا: شهر رجب.
﴿كبير﴾: أي القتال فيه ذنب كبير.
﴿وصد﴾: ومنع.
﴿الفتنة﴾: الكفر والشرك بالله - سبحانه وتعالى - وفتنة المسلمين في دينهم بإلقاء الشبهات في قلوبهم أو بتعذيبهم.
﴿يرتدد﴾: يرجع من الإيمان إلى الكفر.
﴿حبطت﴾: فسدت وبطلت.  ﴿الخمر﴾: اسم لكل مسكر خَامَرَ العقل، أي غطاه.
﴿الميسر﴾: القمار.
﴿العفو﴾: الزائد عن قدر الحاجة وهو أحل المال وأطيبه.   مضمون الآيات الكريمة من (216) إلى (219) من سورة «البقرة»: 1- بينت هذه الآيات فرض الله - سبحانه وتعالى - الجهاد على المسلمين؛ ليكفوا شر الأعداء عن الإسلام وأهله، مع أن الجهاد شاق على النفوس لما فيه من بذل المال، وخطر هلاك النفس، ولكن قد تكره النفوس شيئًا وفيه كل النفع والخير، وقد تحب شيئًا وفيه كل الضرر والخطر.   2- ثم تجيب عن سؤال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له عن القتال في الشهر الحرام بأن القتال في ذاته أمر كبير ولكن صد المشركين عن سبيل الله، وعن المسجد الحرام، وكفرهم بالله، وإخراج المسلمين من البلد الحرام كل ذلك أكبر جرمًا وأفظع ذنبًا عند الله من قتلهم المشركين.   3- ثم أخبر - سبحانه وتعالى - بأن المشركين لا يزالون يبذلون جهدهم في فتنة المؤمنين حتى يردوهم عن دينهم إن قدروا على ذلك، وتحذر المؤمنين من الاستجابة لهم.   4- ثم تبيِّن الآيات فضل المهاجرين وأنهم سينالون الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة.   5- ثم تجيب الآيات عن السؤال عن حكم الخمر وحكم القمار وماذا ينفقون من أموالهم أو يتركون.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (216) إلى (219) من سورة «البقرة»: 1- القتال مكروه للنفوس، ولكنه سبيل لنصرة الحق وإعزاز الدين، وبالتالي فلا يجوز للمسلم أن يتأخر عنه إذا دُعي إليه.   2- الصدُّ عن دين الله، والكفر بآيات الله، وإيذاء المؤمنين، أعظم ذنبًا من القتال في الشهر الحرام.   3- الهدف من قتال المشركين للمسلمين ردهم إلى الكفر بمختلف الطرق والوسائل.   4- الردة عن الإسلام تحبط العمل وتخلد الإسنان في نار جهنم.   5- حرم الله الخمر والقمار بجميع أنواعهما وأصنافهما؛ لما فيهما من الأضرار والمفاسد، سواء في النفس أو البدن أو العقل أو المال.     معاني المفردات الآيات من (220) إلى (224) من سورة «البقرة»: ﴿اليتامى﴾: جمع اليتيم وهو من فقد أباه، وكان دون البلوغ.
﴿لأعنتكم﴾: لكلفكم ما يشق عليكم.
﴿عزيز﴾: غالب لا يمتنع عليه شيء.
﴿حكيم﴾: فيما يشرع لعباده من الأحكام.
﴿ المحيض ﴾: المقصود الحيض وهو (دم الدورة الشهرية).
﴿أذى﴾: قذر، وما يكره من كل شيء، وسمي الحيض أذى؛ لنتن ريحه ونجاسته.
﴿فاعتزلوا النساء﴾: فاجتنبوا مجامعة النساء.
﴿في المحيض﴾: في وقت الحيض، وفي مكانه.
﴿ولا تقربوهن﴾: ولا تجامعوهن، وليس المقصود ترك المجالسة أو الملامسة فإن ذلك جائز.
﴿يطهرن﴾: ينقطع عنهن دم الحيض.
﴿تطهرن﴾: اغتسلن من الحيض.
﴿حرث لكم﴾: مزرع الذرية لكم.
﴿أنى شئتم﴾: كيف شئتم، أي بأي طريقة تحبونها مادام الجماع في القبل (في الفرج موضع الإنجاب لا في غيره).
﴿وقدموا لأنفسكم﴾: قدموا الخير والأعمال الصالحة لتنفعكم في الآخرة.  ﴿عرضة﴾: مانعًا، أي لا تجعلوا الحلف بالله سببًا مانعًا لكم عن الخير؛ لحلفكم به تعالى على تركه.   مضمون الآيات الكريمة من (220) إلى (224) من سورة «البقرة»: 1- تجيب هذه الآيات عن سؤال آخر موجه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن مخاطبة اليتامى في أحوالهم، أيخالطونهم أم يعتزلونهم؟ فتأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يقول لهم: إن مخالطتهم على طريق الإصلاح خير من اعتزالهم.   2- ثم تحذر الآيات من تزوج المشركات حتى يؤمِنَّ بالله واليوم الآخر، كما تحذر من تزويج المشركين بالنساء المؤمنات حتى يؤمنوا بالله ورسوله، مهما كانت المغريات.   3- ثم تذكر حكم الحيض، فتبين أنه قذر وأذى ونجس، فيجب اعتزال المرأة في زمن الحيض، ولا مانع من مخالطتها والتعامل معها في كل شيء ما عدا الجماع.   4- تحذر الآيات من الحلف الذي يمنع صاحبه من فعل الخير وتقوى الله والإصلاح بين الناس.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (220) إلى (224) من سورة «البقرة»: 1- عناية الإسلام بأمر اليتامى، وكفالتهم، وخلط أموالهم بما يحقق لهم المصلحة وعدم الإضرار بهم.   2- المقياس الصادق للاختيار في الزواج هو الإيمان والعمل الصالح.   3- يجب أن يعتزل الرجل زوجته - في حالة المحيض - حتى تطهر من حيضها.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣