أرشيف المقالات

قول: أول ما خلق الله كذا، ربنا وقف معي

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2أقوال تخالف العقيدة
قول: أول ما خلق الله كذا، ربنا وقف معي، الزعرة يحوش عنها ربنا


يقول الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعلى هذا ينبغي على الإنسان أن يتحرز من خطأ وزلل اللسان، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل العقائدية، التي تتعلق بالله تعالى، وبأسمائه وصفاته.
 
وهناك بعض الأخطاء اللفظية الخاصة بالأمور العقائدية يقع فيها البعض، نذكرها هنا للتنبيه عليها، والحذر منها، ومن هذه الأقوال:
• أول ما خلق الله كذا:
جاء في حديث أخرجه الإمام أحمد وأبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((...
إن أول ما خلق الله - تبارك وتعالى - القلم، ثم قال: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة...)
)
؛ الحديث.
 
فلا يفهم من هذا الحديث أن الله عز وجل لم يكن خالقًا قبل ذلك ثم بعد أن خلق القلم صار خالقًا؛ فكلمة: أول ما خلق الله كذا، ليس معناها أن قبل أن يخلق الله هذا الشيء كان معطلًا عن صفة الخلق، ثم اتصف بها بعد ذلك، وهذا غير صحيح، بل صفة الخلق صفة فعلية قديمة وأزلية بقدم الله عز وجل.
 
يقول "صاحب الطحاوية" - رحمه الله تعالى -: "ما زال بصفاته قديمًا قبل خلقه، لم يزدد بكونهم شيئًا لم يكن قبلهم من صفته، وكما كان بصفاته أزليًّا كذلك لا يزال عليها أبديًّا، ليس بعد خَلْق الخلق استفاد اسم الخالق، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري، له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا استحق هذا الاسم قبل إحيائهم، كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم؛ ذلك بأنه على كل شيء قدير.
 
• ربنا وقف معي:
وهي عبارة يقولها الإنسان إذا أراد أن يعترف بفضل الله عليه، وهي عبارة خاطئة؛ لأنه أثبت لله صفةً لم يثبتها الله سبحانه وتعالى لنفسه، ولم يثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، ألا وهي صفة الوقوف، والصحيح أن يقول: كان الله معي، أو أعانني الله، أو وفقني الله"...
وهكذا.
 
• الزعرة يحوش عنها ربنا:
وتروى بلفظ "الزعرة ينش عنها ربنا"، والزعراء: أي التي لا ذنب لها، والمراد بقولهم: "يحوش أو ينش"؛ أي: يطرد ويدفع عنها الذباب، ومقصد هذا القول: "أن الله ولي العاجز يدفع عنه، لكن من الخطأ أن نخبر عن الله تعالى بأنه يحوش أو ينش؛ لأنه وإن كان يجوز الإخبار عن الله تعالى بالألفاظ والمعاني الحسنة، فهذه الألفاظ ليست بحسنة، والمعنى العام، وهو دفع وطرد الذباب عن الزعراء، وإن كان المقصد منه حسنًا - ليس بحسن كذلك؛ فالأولى ترك هذه العبارة.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢