أرشيف المقالات

تفسير سورة الزمر للناشئين (الآيات 1 - 21)

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2تفسير سورة الزمر للناشئين (الآيات 1 - 21)
معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (5) من سورة «الزمر»: ﴿ بالحق ﴾: يتضمن الحق الذي لا شك فيه، ولا باطل، ولا هزل. ﴿ مخلصًا له الدين ﴾: لا تقصد بعملك ونيتك غير ربك. ﴿ ألا لله الدين الخالص ﴾: الله سبحانه وتعالى لا يقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه صافيًا من كل شرك. ﴿ أولياء ﴾: شركاء كالأوثان التي عبدها المشركون. ﴿ زلفى ﴾: تقريبًا من الله. ﴿ كفار ﴾: مبالغ في كفره. ﴿ لاصطفى ﴾: الاصطفاء: الاختيار. ﴿ سبحانه ﴾: تنزَّه وتقدَّس عن أن يكون له ولد. ﴿ القهَّار ﴾: الذي خضعت له الأشياء، وذلَّت لعظمته المخلوقات. ﴿ يكوِّر الليل على النهار ﴾: يلفه على النهار، كما يلف الثوب على لابسه، فيستره فتظهر الظلمة. ﴿ ويكوِّر النهار على الليل ﴾: يغطِّي النهار على الليل فيذهب ظلمته.   مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (5) من سورة «الزمر»: تبدأ هذه الآيات فتقرِّر أن القرآن الكريم منزَّل من عند الله القادر على تنزيله، والذي أنزله بحكمة وتدبير؛ لتأكيد الحق وتوضيحه، وتثبيت عقيدة التوحيد في القلوب، وإفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وإخلاص الدين له. 1- ثم تلفتنا إلى إبداع صنع الله سبحانه وتعالى ووحدانيته في خلق السموات والأرض في نظام موحَّد على أكمل وجه، وترد على هؤلاء المشركين الذين اتخذوا أصنامًا يعبدونها من دون الله، والله منزَّه عن المشابهة لخلقه، وعن الشريك والولد، وأنه الواحد الأحد، والجميع مقهور خاضع لسلطانه عز وجل. 2- ثم تلفتنا إلى ملكوت السموات والأرض، وإلى ظاهرة الليل والنهار، وإلى تسخير الشمس والقمر، وكل ذلك يدل على وحدة الخالق العزيز الحكيم القادر.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (5) من سورة «الزمر»: 1- أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم. 2- الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بإخلاص الدين لله هو أمر لأمته كلها. 3- كل ما أبدعته يد الله يؤكد وحدة الصانع - تبارك وتعالى - حيث يجمعها جميعًا نظام موحَّد بديع متناسق. 4- لا وساطة في الإسلام بين العباد وربهم، فالله سبحانه وتعالى قريب من عباده مطَّلِع عليهم، يعلم سرهم وجهرهم.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (6) إلى (10) من سورة «الزمر»: ﴿ الأنعام ﴾: الإبل والبقر والغنم والمعز. ﴿ ثمانية أزواج ﴾: من كل نوع من الأنواع الأربعة ذكر وأنثى. ﴿ خلقًا من بعد خلق ﴾: أطوارًا متدرجة من النطفة إلى العلقة إلى المضغة إلى الخلق المكتمل ثم ينفخ فيه الروح. ﴿ في ظلمات ثلاث ﴾: ظلمة الكيس الذي يغلف الجبن (المشيمة) وظلمة الرحم الذي يستقر في هذا الكيس، وظلمة البطن الذي يستقر فيه الرحم. ﴿ فأنَّى تصرفون ﴾: فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره. ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾: ولا تحمل نفس مذنبة ذنب نفس أخرى. ﴿ منيبًا إليه ﴾: راجعًا إليه مستغيثًا به. ﴿ خوله نعمة ﴾: أعطاه نعمة. ﴿ نسي ما كان يدعو إليه من قبل ﴾: في حال الرفاهية ينسى ذلك الدعاء والتضرُّع الذي صدر منه عند نزول البلاء. ﴿ أندادًا ﴾: أمثالاً يعبدها من دون الله. ﴿ ليضل عن سبيله ﴾: ليصد عن دين الله وطاعته. ﴿ أمَّن هو قانت ﴾: لا يستوي عند الله تعالى من أشرك به وجعل له أندادًا بمن هو مطيع خاضع عابد لله سبحانه وتعالى فشتَّان بين الفريقين. ﴿ آناء الليل ﴾: في جميع ساعاته.   مضمون الآيات الكريمة من (6) إلى (10) من سورة «الزمر»: تنتقل الآيات إلى أنفس العباد وما فيها من دلالة على وحدة الصانع - تبارك وتعالى - فالبشر جميعًا من نفس واحدة، وقد خلق منها زوجها بخصائص واحدة كما تشير إلى أطوار خلق الإنسان في بطن أمه، وإلى الأماكن المظلمة التي كان بداخلها من كيس يغلفه، ورحم يستقر فيه هذا الكيس، وبطن يستقر فيه الرحم، وقدرة الله - تبارك وتعالى - تخلق هذه الخلية الصغيرة خلقًا من بعد خلق. 1- ثم تقرِّر الآيات أن الله - تبارك وتعالى - مستغنٍ بذاته عن عباده، ولكنه لا يرضى لهم الكفر، ولا يحبه منهم، وإنما يرضى لهم أن يشكروه. 2- ثم توضِّح الآيات موقف الإنسان حين يمسّه الضرّ ويصاب بالأذى، فهو يدرك أنه لا ينجيه إلا الله الواحد، وأن الشركاء والشفعاء الذين اتخذهم من دون الله لن ينفعوه بشيء، ولكنه حينما يذهب الضر عنه وتأتي بعده النعمة والرخاء فإنه ينسى توحيده لربه وتضرعه إليه في حال الشدة، ثم يعود إلى ما كان عليه من عبادة غير الله، فيكون جزاؤه النار، والعياذ بالله. 3- ثم تختم بنداء المؤمنين ليتقوا ربهم، ويحسنوا أعمالهم، ولا يضروا بالإقامة في موطن لا يستطيعون فيه عبادة ربهم.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (6) إلى (10) من سورة «الزمر»: 1- كل إنسان مسؤول عن نفسه مسؤولية مباشرة في اختيار طريق الكفر أو طريق الشكر، ولن تتحمل نفس ذنب نفس أخرى، ثم يأتي الجزاء المناسب يوم القيامة على ما قدمنا في هذه الدنيا. 2- المؤمن يشكر ربه في السرَّاء، ويصبر عند الضرَّاء، أما الكافر فإنه لا يلجأ إلى الله ولا يتضرَّع إليه إلا عندما يقع في ضيق، فإذا أزال الله عنه البلاء، عاد إلى شركه وكفره.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (11) إلى (21) من سورة «الزمر»: ﴿ ظلل من النار ﴾: طبقات بعضها فوق بعض. ﴿ اجتنبوا الطاغوت ﴾: ابتعدوا عن الأوثان. ﴿ وأنابوا إلى الله ﴾: ورجعوا إلى عبادته وحده. ﴿ لهم البشرى ﴾: البشرى السارة من الله سبحانه وتعالى لهم وحدهم، والفوز العظيم بالجنة ونعيمها. ﴿ فيتبعون أحسنه ﴾: فيتبعون أحسن الكلام ويكفون عن القبيح منه فلا يتحدثون به، وأحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ﴿ أولو الألباب ﴾: أصحاب العقول السليمة والطبيعة المستقيمة. ﴿ أفمن حقَّ عليه كلمة العذاب ﴾: هل من وجب وثبت عليه أنه سيعذَّب من الله عز وجل؟ ﴿ فسلكه ينابيع ﴾: فأدخله في العيون والمجاري المائية. ﴿ ثم يهيج ﴾: ثم ييبس ويجف. ﴿ ثم يجعله حطامًا ﴾: ثم يصيره فتاتًا وهشيمًا. ﴿ ذكرى ﴾: عظة وعبرة.   مضمون الآيات الكريمة من (11) إلى (21) من سورة «الزمر»: تتحدث هذه الآيات الكريمة عن الآخرة، والخوف من عذابها، والأمل في ثوابها فتبدأ بتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى إعلان كلمة التوحيد الخالصة وإعلان خوفه من الانحراف عنها مع أنه نبي ورسول، وإعلان تصميمه على المضي في طريقه المستقيم الواضح، وترك أعدائه إلى طرقهم المعوجَّة وإلى كفرهم وضلالهم، ثم تبيِّن نهاية كل طريق منهما يوم يكون الحساب. 1- ثم تستمر في تأكيد وحدانية الله سبحانه وتعالى وقدرته، فتلفتنا إلى حياة النبات في الأرض بعد إنزال المطر من السحاب، ثم نهايته التي يصير إليها بعد أن ييبس ويجف فيكون هشيمًا متكسِّرًا، كذلك الحياة الدنيا مصيرها إلى الزوال.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (11) إلى (21) من سورة «الزمر»: 1- الخاسرون الحقيقيون هم الذين خسروا أنفسهم بتعريضها لدخول جهنم وخسروا أهلهم. 2- الرسول صلى الله عليه وسلم ومن سبقه من الأنبياء والمرسلين قدوة للناس في الإيمان بالله سبحانه وتعالى وإفراده بالعبادة، وفي الخوف من عذاب الآخرة والأمل في رحمة الله عز وجل.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢