الدعاء بعد دفن الميت
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
2الدعاء بعد دفن الميترَوَى أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الحاكم[1] ووافقه الذهبي[2] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَرضي الله عنه[3]، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ»[4].
معاني الكلمات:
فَرَغَ: أي انتهى.
بِالتَّثْبِيتِ: أي ادعوا له أن يثبته الله عند سؤال الملكين.
اسْتَغْفِرُوا: أي ادعوا له بالمغفرة.
يُسْأَل: أي يسأله الملكان ثلاث أسئلة:
• من ربك؟
• ما دينك؟
• مَن النَّبِي الذي بُعِث فيكم؟
المعنى العام:
يرشدنا النَّبِي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى ما يقال بعد دفن الميت:
1- نستغفر له.
2- ندعو له بالتثبيت؛ لأن الملكان الموكلان بالقبر يسألانه بعد دفنه مباشرة.
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- تقرير مبدأ الإيمان باليوم الآخر.
2- استحباب الدُّعَاء للميت بالمغفرة والتثبيت بعد دفنه.
3- الإيمان بسؤال الملكين للعبد في قبره.
4- المسلم أخو المسلم في الحياة وبعد الممات.
5- ينبغي للمسلم أن يخاف عذاب القبر ويعمل جاهدًا في طاعة الله حتى يثبِّتَه الله في قبره.
6- حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على دخول أمته الجنة.
7- الحديث فيه دليل على نبوة النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
8- عظيم أمر سؤال الملكين: المنكَر، والنكير.
[1] الحاكم: هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري، إمام حافظ ناقد، شيخ المحدثين، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة، وتوفي سنة ثلاث وأربعمائة.
[2] الذهبي: هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وتوفي سنة ثمانٍ وأربعين وسبعمائة.
[3] عثمان بن عفان بن أمية القرشي الأموي ثالث الخلفاء الراشدين، أسلم على يد أبي بكر رضي الله عنه، وهاجر الهجرتين، وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه: رقية، وأم كلثوم رضي الله عنهن، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وبايع بيعة الرضوان، وقُتِل شهيدًا سنة خمس وثلاثين.
[4] صحيح: رواه أبو داود (2804)، والحاكم (1/ 370)، والبيهقي (4/ 56)، وعبدالله بن أحمد في «زوائد الزهد»، ص (129)، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وقال النووي (5/ 292): «إسناده جيد»، وصححه الألباني (4760).