أرشيف المقالات

يأيها الذين آمنوا ( وراءها خير ) نؤمر به أو ( شر ) ننهى عنه - محمد سيد حسين عبد الواحد

مدة قراءة المادة : 14 دقائق .

إيها الإخوة الكرام : إن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل نزل به الروح الأمين بلسان عربي مبين على قلب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم داعيًا وهاديًا وبشيرًا ونذيرًا للخلق أجمعين ..

خاطب الله تعالى في القرآن الأنبياء عليهم السلام فقال لأحدهم : {﴿ يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ﴾}
وخاطب الله في القرآن الرسل عليهم الصلاة والسلام فقال لأحدهم : { ﴿ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّهُۥٓ أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴾ }
وخاطب الله في القرآن الإنس مؤمنهم وكافرهم فقال :   {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ ﴾ }
وخاطب الله في القرآن الجن مؤمنهم وكافرهم فقال :   {﴿ يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا۟ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ فَٱنفُذُوا۟ ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَٰنٍ ﴾}  
وخاطب الله في القرآن الملائكة عليهم السلام فقال : { ﴿ إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّى مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا۟ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ۚ سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُوا۟ فَوْقَ ٱلْأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُوا۟ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾ }
وخاطب الله في القرآن أمة النحل فقال : {﴿ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِى مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴾}  
وخاطب الله في القرآن النار فقال : {﴿ قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ ﴾}
وخاطب الله في القرآن الجبال وخاطب الطير فقال : {﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَٰجِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُۥ وَٱلطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ ﴾}
وخاطب الله في القرآن الأرض وخاطب السماء فقال : {﴿ وَقِيلَ يَٰٓأَرْضُ ٱبْلَعِى مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ ٱلْمَآءُ وَقُضِىَ ٱلْأَمْرُ وَٱسْتَوَتْ عَلَى ٱلْجُودِىِّ ۖ  ﴾ }
 القرآن الكريم هو تشريع الحكيم العليم، هو كلام رب العالمين للخلق أجمعين :
ألا وإن أبرز نداء تعدد وتنوع في القرآن الكريم هو نداء الله تعالى لعباده المؤمنين ،نادى رب العالمين عباده المؤمنين وحدهم في القرآن الكريم لأكثر من مائة مرة  ، قد يكون وراء النداء من رب العالمين إلى عباده المؤمنين ( بشارة ) { ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَتَّقُوا۟ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّـَٔاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ ﴾ }
وقد يكون وراء النداء من رب العالمين إلى عباده المؤمنين ( رحمة ) {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَءَامِنُوا۟ بِرَسُولِهِۦ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِۦ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِۦ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾}
وقد يكون وراء النداء من رب العالمين إلى عباده المؤمنين ( هداية ) يدلهم عليها ، وقد يكون وراء النداء من رب العالمين إلى عباده المؤمنين (خيرًا) أمرهم الله به {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱسْتَعِينُوا۟ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ۚ  ﴾  ، ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُلُوا۟ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٰكُمْ ﴾ ، ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱدْخُلُوا۟ فِى ٱلسِّلْمِ كَآفَّةً﴾ }
وقد يكون وراء نداء الله تعالى لعباده المؤمنين في القرآن (شرا ) ينهانا الله تعالى عنه ..
{ ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تُبْطِلُوا۟ صَدَقَٰتِكُم بِٱلْمَنِّ وَٱلْأَذَىٰ﴾}
  {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَذَرُوا۟ مَا بَقِىَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾}  
{﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تُطِيعُوا۟ فَرِيقًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَٰنِكُمْ كَٰفِرِينَ ﴾}   {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ ﴾}
نادى رب العالمين عباده المؤمنين وحدهم في القرآن الكريم لأكثر من مائة مرة ، ناداهم بألطف عبارة ، وبأطيب إشارة فقال { ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} وهذا نداء فيه (تلطف) من الله سبحانه وتعالى وفيه (تحبب) إلى المؤمنين وفيه (جبر) لخواطرهم ، { ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} هذا النداء لم يقرع آذان أمة من الأمم قبل أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، نوديت الأمم من قبلنا بقول الله تعالى ( يا أبناء المساكين )..
أما هذه الأمة فناداها ربها جل في علاه بقوله { ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} ولم يقرع هذا النداء العذب آذان المسلمين إلا بعد الهجرة ، { ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} هذا نداء مدني في سور مدنية تتكلم عن الحلال لنفعله {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ كُلُوا۟ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٰكُمْ﴾}
{﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} هذا نداء مدني في سور مدنية تتكلم عن الحرام لنتركه {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوا۟ ٱلرِّبَوٰٓا۟ أَضْعَٰفًا مُّضَٰعَفَةً ۖ  ﴾}
{﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} هذا نداء مدني في سور مدنية تتكلم عن الأوامر {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قُوٓا۟ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ }
{﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} هذا نداء مدني في سور مدنية تتكلم عن النواهي   {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُوا۟ خَيْرًا مِّنْهُمْ﴾ }
جاء الحديث في القرآن الكريم في المدينة المنورة وتحديدا بعد الهجرة عن الحلال وعن الحرام وعن الأوامر وعن النواهي وعما على المؤمنين أن يفعلوه ، وعما على المؤمنين أن يتركوه عقب الآية التي يبدؤها الله سبحانه وتعالى بقوله {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} ..
يأتي بعد {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} حياة المؤمنين إن استمعوا للنداء ، وإن استجابوا لدعوة الله عز وجل من هنا جاء قول الله عز وجل {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱسْتَجِيبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾}
سورة المائدة سورة مدنية في صدرها ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾ وخلال آياتها { ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾} هذا نداء ، وهذه دعوة وهذا أمر من الله تعالى فانظروا كيف كان السمع وكيف كانت الطاعة وكيف كان الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى قال الله عز وجل { ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلْأَنصَابُ وَٱلْأَزْلَٰمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَٰنِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾}
قال سعيد بن جبير : كان الناس على أمر جاهليتهم حتى يؤمروا أو ينهوا ؛ فكانوا يشربون (الخمر) أول الإسلام حتى نزلت : 《يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس》فلما نزلت قالوا : نشربها للمنفعة لا للإثم  ..
فقال عمر : اللهم أنزل علينا في الخمر بيانا شافيا فأنزل الله {﴿ وَمِن ثَمَرَٰتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلْأَعْنَٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .
فقال عمر : اللهم أنزل علينا في الخمر بيانا شافيًا ..
قال علي بن أبي طالب : صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر ، قال فأخذت الخمر منا ، وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون  : فأنزل الله تعالى : {《يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون 》} .
فشربها الناس وقالوا : لا بأس نشربها في غير وقت الصلاة ..
فقال عمر : اللهم أنزل علينا في الخمر بيانا شافيا فأنزل الله {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلْأَنصَابُ وَٱلْأَزْلَٰمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَٰنِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾}
فقال عمر : انتهينا ، انتهينا .
ثم طاف منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن الخمر قد حرمت ،  فما راجعها الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل فكسرت الدنان ، وأريقت الخمر حتى جرت في سكك المدينة .
قال أنس والله ما أن سمعنا المنادي ينادي ألا إن الخمر قد حرمت حتى جعلنا الخمر بالطريق وكسرنا القلال ، استجابة من المؤمنين لنداء ودعوة من رب العالمين سبحانه وتعالى ..
قال أنس فمنا من قام فتوضأ ومنا من قام فاغتسل ثم خرجنا إلى المسجد فإذا رسول الله يقرأ {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلْأَنصَابُ وَٱلْأَزْلَٰمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَٰنِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴾}
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحبب إلينا الإيمان وأن يزينه في قلوبنا إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير ..
الخطبة الثانية 
بقى لنا في ختام الحديث أن نقول : إن الله تعالى نادى المؤمنين نداء المدح والتكريم في الدنيا كثيرا ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟﴾ 
لكن يبقى النداء الأغلى والنداء الأجمل والنداء الأكرم والأعظم والأبقى والأعذب والذي تشتاق إليه القلوب المؤمنة هو نداء رب العالمين لعباده المؤمنين في الجنة ( نسأل الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا جميعا من أهل الجنة ) اللهم آمين .
{﴿ يَٰعِبَادِ ﴾}  ..
{﴿ يَٰعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾}
هذا نداء رب العالمين لعباده المؤمنين في الجنة {﴿ يَٰعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُوا۟ مُسْلِمِينَ ﴾ ﴿ ٱدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴾ ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلْأَنفُسُ وَتَلَذُّ ٱلْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ ﴿ وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِىٓ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ﴿ لَكُمْ فِيهَا فَٰكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ }
هذا هو :النداء الأغلى ..
هذا هو النداء الأجمل ..
هذا هو النداء الأكرم والأعظم والأبقى والأعذب ﴿ يَٰعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ نداء رب العالمين لعباده المؤمنين في جنته ومستقر رحمته حيث الحياة التي ليس بعدها موت ، حيث الشباب الذي ليس بعده شيب ، حيث النعيم الذي ليس بعده بؤس ، حيث الصحة التي ليس بعدها مرض ...
{﴿ يَٰعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُوا۟ مُسْلِمِينَ ﴾ ﴿ ٱدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴾ ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلْأَنفُسُ وَتَلَذُّ ٱلْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ ﴿ وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِىٓ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ ﴿ لَكُمْ فِيهَا فَٰكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾}  
في الجنة نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الجنة نرى الكرام من أصحاب رسول الله رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وفي الجنة ندعى للنظر لوجه الله الكريم سبحانه وتعالى وفي الجنة يكلمنا ربنا سبحانه وبحمده ،وفي الجنة يبشرنا ربنا ،ويرضى عنا قال النبي عليه الصلاة والسلام : إنَّ اللَّهَ يقولُ لأَهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ ( هذا نداء ، هذا خطاب ) 
إنَّ اللَّهَ يقولُ لأَهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ فيَقولونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ والْخَيْرُ في يَدَيْكَ فيَقولُ: هلْ رَضِيتُمْ؟ فيَقولونَ: وما لنا لا نَرْضَى يا رَبِّ وقدْ أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِن خَلْقِكَ ؟
 فيَقولُ الله تعالى : ألا أُعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِن ذلكَ؟ فيَقولونَ: يا رَبِّ وأَيُّ شيءٍ أفْضَلُ مِن ذلكَ؟ فيَقولُ: أُحِلُّ علَيْكُم رِضْوانِي، فلا أسْخَطُ علَيْكُم بَعْدَهُ أبَدًا.
نسأل الله العظيم ربالعرش الكريم أن يجعلنا جميعا من أهل الجنة بلا سابقة حساب ولا عذاب ..
اللهم آمين .

شارك الخبر

المرئيات-١