أرشيف المقالات

فوائد من قوله تعالى: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2فوائد من قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾
قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].

من فوائد الآيات: 1- كان المجال مفتوحًا أمام هذا الكافر، وهذا العاصي للعمل الصالح، فلِمَ لم يعمَل؟ والله سبحانه يعلَم أنه لو أعاده للدنيا لرجَع إلى كُفْره، وإلى معاصيه، وأعماله المخزية؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الأنعام: 28].   2- الله يردُّ على هذا المتمنِّي الكاذب بكلمة رَدْع وزَجْر: ﴿ كلَّا ﴾.
3- الرجوع للدنيا أمر لا يكون؛ قال تعالى: ﴿ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴾ [الأنبياء: 95].

4- العذاب في البرزخ هو حياة فاصلة بين حياة الدنيا وحياة الآخرة، لا يعلم مُدَّتَها إلا الله سبحانه، ثم بعدها البعث.

5- هذا دعاء الكافر أو المُفرِّط في حقِّ الله حينما تَحضُره ساعةُ الموت[1]، وقيامته الصغرى، ويُعاين ملائكة العذاب؛ لأنَّه حتمًا لا يقول ذلك إلَّا حين يُعاين شيئًا مُخيفًا أرعبَه وأفزعَه؛ فأجبَره هذا على أن يدعوَ ويستغيث بالله، ويتمنَّى، ويرجو، وإلَّا فهو ساهٍ، وغافل عن ربِّه، وعن طاعته.
6- الموت حقٌّ على كل أحدٍ.
7- التمنِّي شيء، وتحقيق ذلك شيءٌ آخر، فالتمنِّي بعد فَوات الأوان، وبعد انقضاء الأمر لا جدوى منه، ولا فائدة فيه سوى التحسُّر والندم.
8- يكفي أن يُقال لهذا الإنسان الكاذب: ﴿ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ﴾؛ لكن جيء بالكلمة الفاصلة والقاصمة والشديدة الوقْع على النفس: ﴿ كَلَّا ﴾، كلمة فيها من القوَّة، والشدَّة، والحزم، والقَطْع.
9- يُبيِّن سبحانه أنَّ هذه الأمنية وهذه الرغبة، كلمةٌ جوفاءُ، وكلمة فارغة لا معنى لها ولا حقيقة، كلمة هو قائلها من هول ما رأى.
10- من ورائهم عذاب القبر، قبل عذاب يوم القيامة.
11- يَحرِص المسلم على العمل الصالح في الدنيا قبل أن يندَم على ما فرَّط من الأوقات في غير طاعة الله.


[1] من 1-5 مستفاد من تفسير القرآن العظيم لابن كثير 5 /593 - 594.



شارك الخبر

المرئيات-١