أرشيف المقالات

انظر سفاهة أحلام المنافقين في تعاملهم مع الله تعالى!

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2انظر سفاهة أحلام المنافقين في تعاملهم مع الله تعالى!
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴾ [النساء: 63].
 
تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [النساء: 63]، مع قول المنافقين: ﴿ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴾[النساء: 62]؛ لتعلم ما يتصف به المنافقون من سفاهةِ الأحلامِ، وضعفِ العقولِ، وقلةِ الإِدراكِ، حيث ظَنُّوا أنَّ حالهم يخفى على الله تبارك وتعالى، وأنهم يستطيعوا خداعَ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، المؤيدِ بالوَحِي مِنَ السَّماءِ؛ انظر كيف عاملوا الله تعالى معاملة الصبيان!
 
ثم تأمل رحمةَ اللهِ تعالى بهم وبكل عاصٍ ليترك لهم سبيلًا للتوبة؛ حين قال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [النساء: 63]، ولم يقل: (أولئك الذين يعلم الله نفاقهم)، لِيَتَلَمَّسَ كل واحدٍ منهم آثار الخير في قلبهم، ويقبل مَنْ أراد التوبة منهم على ربه.
 
ثم تأمل الترقي في الكلام في قوله تعالى لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴾ [النساء: 63]، فمنهم من يؤثر فيه إعراضُ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غايةَ الأثرِ، ومنهم من لا يُجْدِي الإعراضُ معه شيئًا حتى تنالَ منه سياط الموعظة، ومنهم من يحتاج إلى من يهزه هزَّا عنيفًا بغليظ القول الذي يبلغ منه مبلغًا لا يدع له عذرًا في التمادي في الباطل.
 
فمن لَجَّ بعد ذلك في باطلِهِ، وتمادي في غَيِّهِ، فلا يلومنَّ إلا نفسه، ولا يهلك على الله إلا هالك.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن