أرشيف المقالات

وعيد لمن استهزأ بالله أو بشرعه أو برسله

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2وعيد لمن استهزأ بالله
أو بشرعه أو برسله

لقد توعَّد ربُّ العالمين في كتابه الكريم كلَّ مَن تجرَّأ على الاستهزاء بشرعه أو بأنبيائه عليهم الصلاة والسلام، توعَّدهم بالعذاب الأليم في نار الجحيم.
 
قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴾ [الكهف: 103 - 106].
 
وقال تعالى: ﴿ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ * ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ [الجاثية: 33 - 35].
 
وقال تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الجاثية: 7 - 10].
 
• وجاء في "فتاوى العقيدة" للشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ص194 - 195) أنه قال:
"وهذا العمل - وهو الاستهزاء بالله أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو كتابِه أو دينه - ولو كان على سبيلِ المزح، ولو كان على سبيل إضحاك القوم، نقول: إن هذا كفرٌ ونفاق، وهو نفس الذي وقع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين قالوا: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء؛ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القُرَّاء، فنزلَت فيهم: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ [التوبة: 65]؛ لأنهم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: "إنما كنا نتحدَّث حديثَ الرَّكب؛ نقطَع به عناءَ الطريق"، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهم ما أمره الله به: ﴿ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66]، فجانبُ الربوبيَّة والرسالة والوحي والدِّين جانبٌ محترم، لا يجوز لأحد أن يعبَث فيه لا باستهزاء ولا بإضحاك ولا بسخرية؛ فإن فَعَل فإنه كافر؛ لأنه يدلُّ على استهانته بالله عزَّ وجل ورسله وكتبه وشرعه، وعلى مَن فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع؛ لأن هذا من النِّفاق، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفره ويُصلح عمله، ويجعل في قلبه خشيةَ الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته، والله ولي التوفيق".

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن