أرشيف المقالات

تصفية القلوب قبل رمضان - سالم الشيخي

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
انطلاقًا من قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، فإنّني أحب أن أتقدم بنصيحة لكل الأحبة ممن يشرفني مرورهم على صفحتي قبل دخول شهر رمضان فأقول وبالله التوفيق:
نعمة عظيمة أجدها في حياتي وأحب أن أنصح بها كل إخواني وأخواتي وهي أمر أكاد أجزم أنه جبلة ورحمة من الله لأنّي لا أجد فيها تكلفًا ولا صعوبة، وإنّما هي محض فضل ومنّة من الله وحده.
إنّها نعمة عدم الانشغال القلبي بالخصوم ومن يسيء إليّ فلا أعرف منذ أن عرفت ربي في شبابي أنني نمت وفي قلبي انشغال سلبي بأحد من الخلق حتى في لحظات المحن والبلايا لا أعرف ذلك ولا أتكلفه، ثم عندما جاءت محنة السجن في عام 1986م وجدت دواء آخر أدفع به أي وسوسة الشيطان في هذا الباب وهو الدعاء لكل من أسآء إليَّ بالهداية والصلاح والتوفيق، ويشهد الله أنني كلما تعرضت للظلم والافتراء من قريب أو بعيد من صديق أو عدو أجتهد له في الدعاء بالهداية والصلاح حتى يدفع الله عن قلبي أي وسواس محتمل تجاه هذا الإنسان، ثم تأكد هذا الأمر عندي عندما جمعني الله بشيخي فضيلة الشيخ محمد عوض رحمه الله حيث كان يعلمني هذا الدعاء: "اللهم اشغلني بك عن الخلق وأشغل الخلق بك عني يا رب العالمين"، فعليكم به فإنّه دعاء، ودواء للقلوب، وراحة للصدور، وسكينة للنفوس لايعلمها إلاّ الله.
أيها الأحبة: نحن في شهر شعبان وهو شهر للألفة والمحبة، والائتلاف والاتفاق، شهر ينبغي أن نعمل فيه على نزع الكراهية والحقد من قلوبنا، وأن ننبذ التشاحن والتباغض، فيا من تدنس قلبه بأدناس الغل والبغض والكراهية، فهذا شعبان مغتسل بارد وشراب.
شعبان أقبل بالمحبة والصفا *** ليذيب أحزان التشاحن والجفا
وتقبل الله منّا ومنكم.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢