أرشيف المقالات

زيارات السيسي - عبد المنعم منيب

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
زار المشير السيسي  اليونان وقبرص وعقد اجتماعات مع قادة البلدين ورجال الأعمال فيهما وعقد عدد من الاتفاقات، وأيا كانت الشعارات المعلنة بشأن أهداف وفوائد هذه الزيارة وتلك الاتفاقات فقد قفزت في عقلي خواطر مهمة بشأن هذا النشاط للسيسي بهاتين الدولتين لا سيما وأن عقلي أصر ربطها برسالة التأييد التي أرسلها منذ أيام للعبادي رئيس وزراء العراق الشيعي وقبلها زيارة وزير من نظام الأسد لمصر (ربما زيارة سرية ).
 أول خاطرة هي أنها لما السيسي يطمح ويسعى لأن يضغط عل تركيا ويحاصرها بيفكرني بالإسلاميين من غير جماعة الإخوان حيث ان مواردهم هزيلة وفي نفس الوقت يعلنون شعارات أكبر من قدراتهم ويظلون يلهثون خلفها بلا أي تأهل وتطوير حقيقي لمواردهم كي تتناسب مع هذه الشعارات الرنانة ويشغلون أنفسهم بهذا النشاط الذي لا جدوى منه بلا موارد حقيقية مناسبة..
بينما الأولى بهم أن يخطو الخطوة الأولى وهي تحصيل وبناء الموارد الحقيقية الكافية لتحويل الشعارات والنداءات إلى استراتيجيات حقيقية لها تكتيكات أو أساليب مناسبة.
لاحظوا ناتج مصر السنوي للعام المالي 2014-2015(٢٨٦ مليار دولار) لا يعدو خمس ناتج تركيا (١٢٥٠مليار دولار)..
وذلك إحصائيات البنك الدولي.
و ثاني خاطرة هي أنه لما  السيسي يتحالف مع دولة مفلسة ومديونة هي اليونان ودويلة لا ذكر لها وتركيا محتلة نصفها وهي قبرص ويتعاطف مع دولة منهارة اقتصاديا ومتورطة في صراعات تستنزفها في خمس دول اخرى هي إيران ويتضامن مع دولة رابعة ممزقة لثلاثة دول ومحتلة وهي العراق وكل هذا  من أجل التصدي للمحور التركي القطري السعودي فهذا يذكرني بتحالفات الكيانات الاسلامية الصغيرة منذ فترة عندما كانوا يقولون تحالف ١٥ حركة وائتلاف وحزب إسلامي سيعمل كذا وكذا ثم تبحث فتجد كيانات يعد أعضاء كل منها بالمئات أو حتى بالعشرات ويريدون أن يناطحوا الإخوان الذين يملكون سلسلة منظمات وجمعيات ومؤسسات يقدر مجموعها مجتمعة بملايين الأعضاء وثرواتها بمليارات الدولارات..
كلا الحالتان تعبران عن فقر في الفكر واستعجال في النفس كفيلان بالفشل والهزيمة.
لكن طبعا قياس الإخوان مع المحور التركي/السعودي/القطري هو قياس مع الفارق لأن الإخوان ككيان هو كيان جيد لكن الرأس غير جيدة بالمرة بينما المحور التركي ككيان وكرأس شغال صح لحد ما.
 

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢