أرشيف المقالات

وهل آفة الأخبار إلا رواتها؟

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2بوح القلم
(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)
وهل آفة الأخبار إلا رواتها؟
 

• يتلقَّى الفردُ الكثير من المعلومات، والعديد من الأخبار من قنوات التواصل، فيتلقَّفها بالرضا والقَبول، والتصديق والتسليم، دون فحص لحقيقتها، ولا تأكُّدٍ من مصداقيتها، ولا معرفةٍ لمصدرها.

• بعد البحث والتقصِّي في الأحاديث المشتَهِرة، أو الأذكار المتداولة المذيَّلة بالدعوة لنشرها، تبيَّن أن أكثرها وأغلبها ضعيفةٌ أو موضوعة، لا يجوز العمل بها، فضلًا عن نقلها وتداولها.

• مِن بلايا مواقع التواصل الإشاعاتُ الكاذبة، والأخبار الباطلة، المُفرِحة أو المُحزِنة، عن الأعيان أو المؤسسات - كوفاة، أو أعطيات، أو إجازة، أو مرض، وغيرها - التي تجعل الناس يعيشون نوعًا من القلق والاضطراب، أو الترقب والانتظار.

• ومِن فتن الشبكات الجرأةُ بإبداء الآراء الخاطئة، والأقوال الشاذة في الأحكام الشرعية أو المسائل الدينية، دون بحث ونظر، أو دراسة ودراية بأقوال العلماء والمختصين.

• ومِن رزايا المواقع استقبالُ وَصفاتٍ طبية، أو تحليلات سياسية، أو استشارات اجتماعية من مُعرِّفات مجهولة، أو أسماء مزوَّرة، أو شخصيات مأجورة، دون تحرٍّ وتثبُّت من صحتها وسلامتها.

• ومِن آفات التقنيةِ نشرُ الصور الفاضحة، والمقاطع المَشِينة، الكاشفة للعَوْرات، والمُظهرة للسوءات، الداعية لهتك الأستار وإشاعة الفاحشة بين الناس، وبعضُها إما ملفَّقة أو مدبلجة.

• يأسف المتابع، ويتألَّم المطالعُ لأحوال الناس على اختلاف أجناسهم وأعمارهم، ومستوياتهم وثقافاتهم، بوقوعهم تحت حالة مِن الاستسلام التامِّ والاستلاب الكامل للمواقع الاجتماعية، والمنتديات التواصلية، واعتبارها مصدرَ المعلومة، ومرجع المعرِفة، التي لا تقبل نقدًا واعتراضًا، ولا شكًّا وارتيابًا.

• ومضة:
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83].

شارك الخبر

المرئيات-١