أرشيف المقالات

أمة الإسلام خير الأمم

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
2أُمَّة الإسلام خيرُ الأمم
 
شرَّف الله تعالى هذه الأمة ورفع ذكرها، واصطفاها على غيرها، فجعلها خير الأمم وأكرمها عليه؛ قال تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران:110].
 
وأخرج الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُعطيتُ ما لم يُعَط َأحدٌ من الأنبياء، نُصرت بالرعب، وأُعطيت مفاتيحَ الأرض، وسُميت أحمدَ، وجُعِلَ الترابُ لي طهورًا، وجُعلت أمتي خَيْرَ الأُممِ"؛ قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: إسناده حسن، 1 /22.
 
وفي رواية عند البزار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلتُ على الأنبياء بست لم يُعْطهنَّ أحدٌ كان قبلي" وفي الحديث: "وجُعِلتْ أمتي خيرَ الأممِ".
 
وأخرج الإمام أحمد والترمذي عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم تُتمون سبعين أُمَّة، أنتم خيرها وأكرمها على الله"؛ (صحيح الجامع:2301).
 
قال المناوي رحمه الله في" فيض القدير" 2 /533: ويظهر هذا الإكرام في أعمالهم وأخلاقهم وتوحيدهم ومنازلهم في الجنة، ومقامهم في الموقف، ووقوفهم على كل يشرفون عليهم، وغير ذلك، ومما فضلوا به: الذكاء، وقوة الفهم، ودقة النظر، وحسن الاستنباط، فإنهم أوتوا من ذلك مالم ينله أحد ممن قبلهم".
 
فالخير كل الخير في أُمَّة الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم: وقد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ أمتي مثلُ المطر لا يدري أوله خير أم آخره" (صحيح الجامع: 5854).
 
وثبت في "صحيح مسلم" من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أُمَّتِي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صَلِّ لنا، فيقول عيسى عليه السلام: إن بعضكم أُمراءُ بعضٍ تكرمةَ الله لهذه الأُمَّة".
 
وفي رواية: "فيقول أمِيرُهم المهدي: تعال صَلِّ بنا، فيقول عيسى عليه السلام: لا، إن بعضهم أمير بعضٍ، تكرمة الله لهذه الأُمَّة"، وفي رواية عند الإمام أحمد: "ليكرم الله هذه الأمة".
 
والمعنى: من إكرام الله لأُمَّةِ محمد صلى الله عليه وسلم أن يجعل عيسى ابن مريم عليه السلام يُصلِّي خلف واحد منها.
 
والأُمَّـة المحمدية أُمَّـة مَهْـدِيَّـة يهديها الله تعالى للحق، ولما فيه صلاحها وفلاحها، ولذلك اليهود يحسدوننا على هذا الفضل العظيم الذي أعطاه لنا الرب الكريم سبحانه؛ فقد أخرج البخاري في "صحيحه" أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بَيْدَ أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فُرِضَ عليهم فاختلفوا فيه؛ فهدانا الله إليه، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا والنصارى بعد غد".
 
وفي رواية عند الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها، وضلُّوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا اللهُ لها، وضلُّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين".
 
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:1 /294: "اختلفوا في يوم الجمعة، فاتخذ اليهود يوم السبت، والنصارى يوم الأحد، فهدى الله أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة، واختلفوا في القبلة، فاستقبلت النصارى المشرق، واليهود بيت المقدس، فهدى الله أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم لاستقبال البيت الحرام، وهو أول بيت وضعه للناس، قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران:96].
 
وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجدٍ وُضِع في الأرض؟ فقال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون عامًا".
 
واختلفوا في الصلاة، فمنهم مَن يركع ولا يسجد، ومنهم مَن يسجد ولا يركع، ومنهم مَن يُصَلِّي وهو يتكلَّم، فهدى الله أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم للحق في ذلك، واختلفوا في الصيام، فمنهم مَن يصوم بعض النهار، ومنهم مَن يصوم عن بعض الطعام، فهدى الله أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم للحق في ذلك...
 
واختلفوا في عيسى عليه السلام، فكذَّبت به اليهود، وقالوا لأُمِّهِ بُهتانًا عظيمًا، وجعلته النصارى إلهًا وولدًا، وجعله الله رُوحه وكلمته، فهدى الله أُمَّة محمد صلى الله عليه وسلم للحق في ذلك".
 
وصدق الله حيث قال: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة:213].

شارك الخبر

المرئيات-١