أرشيف المقالات

البرادعي تهرب من الدفاع عن نفسه وأرسل لنا ردا باسم حملته - عامر عبد المنعم

مدة قراءة المادة : 24 دقائق .



البرادعي يدافع عن مجموعة الأزمات اليهودية الأمريكية التي تعمل على تقسيم الدول العربية.
يدافع عن جورج سورس الذي يريد تشكيل حكومة مصرية موالية لأمريكا.
البرادعي أصدر تقريرا ضد مصر بعد عودته من إسرائيل.
ركز في تقاريره عن مصرعلى شيطنة مفاعل أنشاص البحثي.
استجوب العلماء المصريين في مصر وفيينا وحولهم إلى متهمين.
------------------------------------------------------

عندما فتحنا ملف الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية كنا نتوقع أن يكون كلامنا صادما لكثير من مؤيديه الذين اعتقدوا أنه الشخص المناسب الذي يتولى حكم مصر بعد الثورة؛ أثبتنا بالوثائق أن الرجل كان موظفا أمريكيا مطيعا، وخدم الولايات بتقديم الغطاء الدولي من خلال تقاريره التي لم تكن لصالح الدول العربية والإسلامية.

كان الهدف من النشر هو لفت الانتباه إلى ما نراه خطرا، وأننا أمام مخطط دولي يستغل حالة التغيير التي تشهدها مصر لتعويض خسارة الغرب للموظف حسني مبارك بتصعيد الموظف الأمريكي محمد البرادعي.
قدمنا في العددين السابقين الوثائق الدامغة التي تكشف حقيقة ممارسات البرادعي ضد أمته وكيف قدم التقارير التي استخدمتها الإدارة الأمريكية كغطاء ومبرر لحصار العراق ثم غزوه واحتلاله وقتل وتشريد ملايين العراقيين.
أكدنا بالوثائق دور البرادعي في التحريض ضد مصر التي يتوهم أن يكون رئيسا لها، وأشرنا أيضا إلى تقاريره ضد الدول العربية.

وفور صدور العدد قبل الماضي اتصل بي متحدث باسم حملة البرادعي، وطلب أن يرسلوا ردا على ما نشرناه، وأخبرني أنهم راجعوا الرد مع الدكتور البرادعي وأخذوا موافقته، فرحبت على الفور مع تسجيل ملاحظتي وهي أنني لم أتعرض لحملة البرادعي، وأن الذي من حقه الرد هو البرادعي شخصيا، ولكن لأنني أعلم أنه لا يستطيع الرد على الحقائق الدامغة، ويعجز عن تفنيد ما ذكرناه، لم نرد أن نحرم القاريء من الاطلاع على الرأي الآخر، خاصة أن مجمل ما جاء في الرد تكرار لتصريحات الدكتور البرادعي المعلنة في أكثر من مناسبة.

ورغم أن الرد تضمن بعض التطاول والسباب لنا ولآخرين نكن لهم كل احترام، فإننا ننشره كاملا (راجع الرد على هذه الصفحة وبقيته في صفحة 19) ونعلق على أهم القضايا التي وردت به؛ لكشف ما قد يلتبس على البعض الذي ما زال مترددا في إدراك الدور الحقيقي "لعودة البرادعي" إلى مصر في هذا التوقيت.

1- يحاول الرد أن يُقوِّلنا ما لم نقل:
يزعم الرد أننا اتهمنا مساندي البرادعي ومؤيديه على الترشح للرئاسة في وطنيتهم وانتمائهم، وهذا لم يحدث، بل على العكس، نحن نرى أنهم جزءا من الشعب المصري، نستهدفهم بما نطرحه لنقنعهم بصحة موقفنا، وسنظل نسعى لإقناعهم من أجل مصر وبناء نظام سياسي غير تابع لأمريكا.
كما أننا لم نقل إن البرادعي "عميل وجاسوس" كما ورد في الرد فنحن لا نصدر أحكاما بالعمالة والجاسوسية فهذه ليست مهمتنا، إنما دورنا هو رصد التصرفات والسلوكيات، وما إذا كانت لصالح بلادنا أم لصالح أعدائنا.
يزعم كاتبو الرد أننا تحدثنا عما أطلق عليه "سياسة التخوين للقلة التي كانت في ميدان التحرير"، وهذا كلام غير صحيح فنحن لا ننظر إلى من كانوا في ميدان التحريرعلى أنهم قلة أو أننا ضد من كانوا في ميدان التحرير، نحن تكلمنا عن القلة التي طالبت بتنصيب البرادعي رئيسا لما سمى "حكومة الإنقاذ الوطني"، هكذا بالتعيين وفرض الأمر على المجلس العسكري وعلى الشعب المصري بعيدا عن الصندوق الانتخابي.

هؤلاء الذين أيدوا البرادعي نرى أنهم قلة بالفعل، ولا يمثلون كل ميدان التحرير كما يدعون، فالحقيقة أن من كانوا في ميدان التحرير لم يكونوا فقط أعضاء حملة البرادعي، وإنما مئات الآلاف من الشباب المصري الذي ينتمي لكل التيارات، والإسلاميون بكل فصائلهم وأحزابهم: سلفيين وجماعة إسلامية ومستقلين شاركوا منذ اليوم الأول، بل إن الإخوان الذين أعلنوا المقاطعة هذه المرة، شارك أنصارهم في الاعتصام وتواجدوا في الميدان، وليس صحيحا ما ذكره الرد أن التيارات السياسية "خانت وتركت المعتصمين وحدهم بالميدان"، ووصم التيارات السياسية بالخيانة يتعارض وما يطالب به كاتبو الرد بعدم استخدام لغة التخوين.
ومن المزاعم التي وردت في الرد أننا اتهمنا "فصيلا كاملا من الشعب في انتمائهم لوطنهم وبالتالي في اتباعهم لدينهم" وهذا لم يحدث بالطبع.

2- تسفيه الخصوم واللعب على أن الشعب المصري لا يقرأ:
حاول الرد أن يسفه ما نشرناه من تقارير ووثائق، تكشف مواقف البرادعي والادعاء بأن بعض الاتهامات قالها الدكتور يسري أبو شادي خصم البرادعي، وأن الاتهامات الأخرى المصدر الأساسي لها نظام مبارك وملفات أمن الدولة.

هذه الادعاءات مجرد محاولة خائبة للتضليل ولتصفية حسابات مع العالم المصري الدكتور يسري أبو شادي الذي تطاولوا عليه وسبوه بما لا يليق، فأولا معلوماتنا في العددين السابقين والحالي هي من تقارير البرادعي نفسه والمنشورة على موقع الوكالة، وتعمدنا نشر روابط هذه الوثائق لمن يريد أن يتحقق بنفسه، وثانيا: فإن الدكتور يسري أبو شادي قامة كبيرة وعالم مصري عالمي يستحق التقدير، وليس من حق أحد أن يتهمه بأساليب غير متحضرة لمجرد حسه الوطني وغيرته على بلده وإعلان خلافه مع البرادعي.

أما الادعاء بأن من يخالف البرادعي يردد اتهامات النظام السابق وأمن الدولة فهذه لا تستحق الرد؛ فاتهاماتنا للبرادعي لم تصدر في تقارير مصرية وإنما في تقاريره هو التي خطها بيده وترتب عليها كوارث ومات بسببها مليونان في العراق، مليون بسبب الحصار ومليون بسبب الغزو الأمريكي المجرم.

3- أكذوبة التوافق على البرادعي:
حاول الرد التأكيد على أن إعلان حكومة الإنقاذ الوطني تم بالتوافق عليها، واختيار 3 شخصيات: عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي بالإضافة إلى البرادعي، وزعم الرد أنه "لم يقترح أحد بعد أيهما يتولى رئاسة الحكومة وأيهم ينوبه"، وهذا ادعاء يجافي ما حدث، فما أعلن هو اختيار البرادعي رئيسا لهذه الحكومة المزعومة، والذين وضعوا أبو الفتوح حذفوا اسمه في اليوم التالي، ووضعوا أبو العلا ماضي بدلا منه، والبرادعي نفسه أعلن قبوله لرئاسة الحكومة، ويوم الجمعة التي قالوا أنها "الفرصة الأخيرة" وأعلن فيها تنصيب البرادعي خرج علينا الرئيس الأمريكي أوباما، وأصدر بيانا يطالب فيه المجلس العسكري في مصر بـ "تسليم السلطة في أسرع وقت ممكن"، وذهب البرادعي والتقى المشير حسين طنطاوي بناء على طلبه، وعرض تولي الوزارة والتنازل عن الترشيح للرئاسة، ولكن المجلس العسكري رفض طلبه وأخبره أنه شخصية لا تحظى بالتوافق.

كان من الواضح أن هناك من يريد الدفع بالبرادعي لقمة السلطة بأية طريقة، مستغلا حالة الغضب الشعبي المشروع من فض الاعتصام بالقوة، وسقوط شهداء ومصابين، وهذا ما اعترضنا عليه وقلنا إن الصندوق الانتخابي هو الحكم وليس أية طريقة أخرى.

4- البرادعي والسفير محمد شاكر:
استنكر رد حملة البرادعي وصفنا له بأنه كان مرشح أمريكا ضد المرشح المصري السفير محمد شاكر، وصف الرد هذا الاتهام بأنه "الخدعة المضحكة" ونشروا جزءًا من تصريحات منشورة بإحدى الصحف اليومية بتاريخ 6 ديسمبر 2011 مضمونها أن السفير محمد شاكر برّأ البرادعي وأنه معجب به ونفى أن يكون بينهما أي عداء.
ونحن فعلا لا نعرف من الذي يخدع من؟ ومن الذي يراهن على أننا لا نقرأ ولا نتذكر؟

بالتأكيد يحاول السفير محمد شاكر أن يغلق الملف لكونه رجلا دبلوماسيا خبيرا، فهو لا يريد أن يفتح النار على أمريكا ويدخل في خصومة معها، كما أنه لا يريد أن يظل العداء بينه وبين البرادعي مستمرا، مع احتمال أن يقفز على السلطة ويصبح رئيسا.

لكن الضربة الموجعة لمن ما زالوا يجادلون في خدعة البرادعي ودور أمريكا في تنصيبه رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد مرشح مصر، هي ما كتبه السفير محمد شاكر بنفسه العام الماضي عن تفاصيل هذه اللعبة الأمريكية لاستبعاد مرشح مصر وفرض البرادعي، وهذا المقال الذي كتبه السفير شاكر في جريدة الشروق بعنوان "قصتي مع البرادعي" يوم السبت 2 يناير 2010 (منشور بجوار مقالي هذا) لمن يريد أن يعرف كيف أن البرادعي كان مخادعا وأنه كان يستقوي بأمريكا على بلده مصر، لدرجة أنه قدم نفسه في 1997على أنه مرشحا يمثل مصر على عكس الحقيقة، وبعد أن انكشف زيف ادعائه وأن مصر لم ترشحه ورشحت السفير محمد شاكر لجأت أمريكا إلى حيلة أخرى وهي أن ترشحه للمجموعة الأفريقية، وهذا ما تم، وضغطت أمريكا على دول العالم لاختيار البرادعي وفرضته على الجميع.

المقال منشور على الرابط التالي:
http://www.shorouknews.com/columns/view.as...cd-00cbe1f1c8ee

قال السفير محمد شاكر في مقاله إنه حاول أن يلتزم الصمت ولكن إساءات البرادعي له ومحاولة التطاول عليه هي التي دفعته ليفضح مافعله، ضد مصر، وضده هو شخصيا، وأشار إلى أن البرادعي لم يحفظ للدكتور شاكر الجميل الذي أسداه له عندما رشحه بنفسه لمدير الوكالة ليحل محله - أي الدكتور شاكر - في منصب ممثل مدير الوكالة لدى الأمم المتحدة، وقدمه لمدير الوكالة أثناء حضوره إلى نيويورك.

الغريب أن البرادعي لم يحترم الرجل الذي قدمه وتآمر عليه، وأدعو الباحثين عن الحقيقة قراءة مقال السفير محمد شاكر، ليكتشفوا من هو الكذاب؟!


5- الحرب على العراق:
كرر الرد معلومات غير صحيحة مفادها أن البرادعي قال إن "العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل وأن فريقه لم يجد أي دليل على قيام العراق بتصنيع أسلحة نووية أو أية محاولة للسعي لامتلاكها أو حتى محاولة لتخصيب اليورانيوم"، وأنه قال ذلك أمام الأمم المتحدة في خطاب مسجل على الإنترنت.

هذه الأكذوبة الكبرى كشفناها في المقال الماضي الذي كتبناه بعنوان "إدانة البرادعي بالوثائق" والمقال الذي سبقه بعنوان "نهاية البرادعي"، ولكي ننهي الموضوع بما لا يترك مجالا للشك نشرنا النص الكامل للتقرير الذي كتبه البرادعي في 7 مارس 2003 أي أثناء الإعداد لغزو العراق، وهو التقرير الذي تلاه البرادعي في مجلس الأمن، والذي قال فيه إن "العراق ليس لديه أسلحة نووية لحد الآن، ولكن العراق ما زال لا يتعاون، وإن الوكالة ستستمر في التفتيش وستواصل التحقيق مع العلماء العراقيين داخل العراق وخارجه"، وفي هذا التقرير طالب ما يسمى المجتمع الدولي بالضغط على العراق، بل تمادى في غيه وطالب الحكومات بالتبليغ عن أسماء العلماء العراقيين المتواجدين بها للتحقيق معهم.

خدعة البرادعي في كل تقاريره عن العراق أنه كان يقول: "لم نجد حتى الآن"، كل تقاريره منذ توليه وحتى الغزو يستخدم كلمة "حتى الآن"، على مدار 13 عامًا والعراق تحت الحصار والتقارير تصدر بهذه الصيغة، وتترك الباب مفتوحا لاستمرار التفتيش.

نشرنا نص تقرير البرادعي الأخير عن العراق حتى يطلع الناس، ليكتشفوا بأنفسهم حقيقة الخدعة التي روجها الإعلام، وقلب فيها الحقائق، وحول البرادعي الذي تآمر مع بوش إلى بطل بما يخالف الحقيقة المؤكدة، وحول المؤامرة إلى كذبة كبيرة ثم راح البرادعي يحدثنا عن المثالية في "زمن الخداع".

من يُردْ أن يتحقق بنفسه ويحكم بعقله، فليطلع على نص التقرير الذي نشرناه الأسبوع الماضي بعنوان "النص الكامل لتقرير البرادعي لمجلس الأمن قبل غزو العراق بأيام"، والذي جاء فيه:
- فتشنا كل شيء في العراق ولكن التفتيش لن يتوقف.
- استجوبنا العلماء والموظفين ونأمل من دول العالم أن تمكنا من إجراء مقابلات مع العلماء العراقيين المقيمين بها.
- ننوي المضي في إجراءات التفتيش مستفيدين من كل الحقوق الإضافية التي خولنا إياها القرار 1441.
- سنستمر في تلقي المعلومات من الولايات المتحدة الأمريكية.
- سنبذل قصارى جهدنا في ضوء الشكوك الموروثة من تاريخ العراق الماضي.
- قمنا بالتفتيش الاقتحامي وستقوم الوكالة باستخدام آلات التصوير على مدار الساعة في المواقع.
- نطالب المخابرات الأمريكية لإمدادنا بالتقارير والمعلومات.
- نريد تزويد المجتمع الدولي بتطمينات حقيقية ومستمرة.

6- الملف السوري:
زعم الرد أن البرادعي رفض الضغوط الأمريكية للسرعة في إصدار تقرير يتعلق بالملف النووي السوري عام 2008 وهذا الادعاء غير صحيح، لقد أشرت في العدد الماضي إلى التقرير الذي أصدره البرادعي في 2008 الذي حشر فيه سوريا ، وأشار فيه إلى أن المبنى الذي دمرته إسرائيل في دير الزور كان مشروعا نوويا، بل إن البرادعي في أكثر من تقرير كان يضع سوريا ضمن ما يسمى محور الشر، وهناك ملف متخم بالتقارير والبيانات المتعلقة بدور البرادعي في تحريض العالم على سوريا وحشرها حشرا في التقارير.

7- الموقف من إسرائيل:
حاول الرد عبثا أن يظهر البرادعي مساندا للدول العربية ضد إسرائيل، وهذا غير صحيح.
يزعم البرادعي في الرد أنه نصح الدول العربية بعدم التوقيع على وثيقة حظر انتشار الأسلحة النووية أصلا قبل أن توقع إسرائيل، وهذا غير منطقي، فالدول العربية وقعت وكان البرادعي دبلوماسيا صغيرا، ليس له ذكر وليس له صلة بالملف النووي، وذكر الرد بعض التصريحات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، لا تختلف كثيرًا عن تصريحات الرئيس المخلوع حسني مبارك، لكن الأعجب أن الرد أشار إلى "زيارته لإسرائيل وتصريحاته عن الترسانة النووية الإسرائيلية، وحربه مع اللوبي الصهيوني" والعجيب أن البرادعي عقب هذه الزيارة أصدر تقريرا ضد مصر.

8- التحريض ضد مصر:
لم يفعل البرادعي شيئا لإسرائيل وكلامه عنها مجرد تصريحات جوفاء، فلم يتحدث مثلا عن الرؤوس النووية التي تمتلكها إسرائيل، ولم يفضح البرنامج النووي الإسرائيلي، وزيارته لإسرائيل والجلوس مع شارون وقادة الكيان الصهيوني، مجرد زيارة دعائية له وأفادت إسرائيل ولم تضرها.

عاد البرادعي من إسرائيل وفتح النار على مصر وأصدر تقريرًا كان مفاجئًا لمصر، صوَّر فيه مصر وكأنها دولة نووية تقوم ببرنامج سري.
التقرير موجود على موقع الوكالة الدولية على الرابط التالي:
http://www.iaea.org/OurWork/SV/Safeguards/es/es2004.html

وبعد هذا التقرير انهالت فرق التفتيش على مصر وعقدت مقابلات مع العلماء المصريين في مصر وفي فيينا، وأصدر
بعد ذلك العديد من التقارير التي تثير الشكوك حول برنامج مصري سري.

كنت في المقال السابق قد نشرت ما فعله البرادعي في تقرير عام 2008 وكيف أنه كرر حشر اسم مصر ضمن محور الشر وزعمه العثور على آثار لليورانيوم المخصب في إنشاص، ونشرت رابط التقرير لمن يريد أن يتأكد وهو على الرابط التالي:
http://www.iaea.org/OurWork/SV/Safeguards/es/es2008.html
لكن اللافت للانتباه أن البرادعي كان يستهدف المفاعل التجريبي البحثي في أنشاص، والانطلاق منه كسبب للتحقيق مع كل العلماء المصريين لتجميع أية معلومات تفيد في الضغط على مصر وابتزازها، وبسبب تقاريره طورد العلماء المصريين وتحولوا إلى مشتبه بهم.

9- موقفه من الإسلام:
حاول الرد أن يخفف من وقع تصريحات البرادعي في حواره مع نيويورك تايمز، التي تكشف عن شخص لا ينتمي لأمته وكاره لهويته، واستطرد في تبرير هذه التصريحات الصادمة، وحاول أن يدلل بالقرآن وقول للشيخ الغزالي على أشياء بعيدة عن الموضوع.

فهل الإصرار على أن يجادل أمه يوميًّا لتخلع الحجاب ، وقوله إن حجاب أمه أصبح موضوع نزاع يومي بينها وبينه من الإسلام؟

وبعيدًا عن اللف والدوران، هو قال إن الدين ليس مهما في حياته، فهل هذا القول يليق بمن يريد أن يتولى على شعب مصر؟

وهل التردد على البار الأيرلندي هو من باب التعايش مع الآخرين كما يبرر الرد؟

وهل عندما يقول إن أول صديقة شخصية له (girlfriend) كانت يهودية دليلا على أنه يحب التعايش؟ وهل على المسلمين أن يأخذوا بتعاليم البرادعي ويصاحبوا اليهوديات ليؤكدوا أنهم يحبون التسامح ويحبون التعايش؟!
لا أعتقد أن هذا الكلام يقف على ساقين، ومن يريد أن يحكم بنفسه عليه أن يرجع إلى نص الحوار الذي نشرناه العدد قبل الماضي بعنوان "نص حوار البرادعي مع نيويورك تايمز الذي يكشف عن هويته"، فهو لا يحتاج إلى شرح أو تفسير.

10- موقف البرادعي من العقيدة القتالية للشعب المصري:
أغرب ما قرأته في الرد هو التأكيد على ما قلناه حول سعي البرادعي لتغيير العقيدة القتالية للجيش المصري، وعدم نفي تصريحاته التي أدلي بها للإهرام، والتي حصر مهام الجيش في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب والحرب الأهلية، واستبعاد اسرائيل كعدو.

كرر الرد موقف البرادعي وادعى أن كل جيوش العالم تحتوى على وحدة لمكافحة الارهاب، وادعى أن "عندنا أعظم فرقة لمكافحة الارهاب في العالم" وعن فكرة الحروب الأهلية ضرب مثلا بمعركة الجمل، ولم يشر الرد بأي لفظ إلى دور الجيش الأصلي في مواجهة الخطر الخارجي، وخاصة إسرائيل، يعني إصرار على استبعاد إسرائيل وشطبها من خانة الأعداء.

لماذا يريد البرادعي أن يستبعد إسرائيل من كونها هي العدو؟ ما زال السؤال مطروحًا.
وهذا يجعلني أسأل أي مواطن ينتمي لمصر: هل ترى أن يقتصر دور الجيش على مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب والحرب الأهلية؟

11- علاقته بمجموعة الأزمات الدولية اليهودية الأمريكية:
ما ورد في ردِّ البرادعي يؤكد ما نقوله، لم يتنصل من المجموعة وإنما التأكيد على أن هذه المجموعة اليهودية الأمريكية مجموعة عظيمة وبها أكبر مفكري العالم، وكال لها المديح، وكرر ذات الكلام الذي يقوله الإعلام اليهودي عن هذه المجموعة، وراح يستطرد في أسماء بعض المشاركين فيها، وتاريخها، والمزاعم عن دورها العظيم وغير ذلك من الدعاية التي يخجل اليهود أنفسهم عن قولها.

فهذه المنظمة أسسها يهود أمريكيون وأوربيون للتخديم على السياسة الأمريكية اليهودية في العالم، ودورها ليس لحل النزاعات وإنما لافتعال النزاعات وتضخيمها، وتاريخ هذه المنظمة أسود، فهي التي بدأت الحملة لفصل جنوب السودان، وهي التي شنت الحملة لفصل دارفور، وتسعى حاليا لتفكيك شمال السودان، وهي التي تلعب دورًا شريرًا في أكثر من بلد عربي، ونشرنا جانبًا من أنشطتها في المقال الأول.

من المعلوم أن قادة المنظمة يهود وبها ممثلون إسرائيليون منهم: الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز"، و"ستانلي فيشر" محافظ بنك إسرائيل و"شلومو بن عامي" وزير الخارجية الإسرائيلي السابق و"ناحوم برناع" المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وينفق عليها اليهود بشكل أساسي ومن أبرزهم جورج سوروس.

12- الدفاع عن جورج سوروس:
أخطر ما ورد في الرد هو إفساح مساحة كبيرة للدفاع عن الملياردير اليهودي جورج سوروس، لص البورصات العالمية وواجهة المخابرات المركزية الأمريكية، المتهم بمحاولة سرقة الثورات لتشكيل حكومات عميلة لأمريكا بدون حرب، فعل ذلك في أوكرانيا وينفق من الأموال التي استولى عليها على منظمات مشبوهة في العديد من الدول، لتشكيل مجموعات شبابية تستخدم كطوابير مساندة لتنفيذ مخطط أمركة العالم.
جورج سوروس هو الذي تسبب في انهيار البورصات الآسيوية في التسعينات وحاول إسقاط حكومة مهاتير محمد، وتاريخه كله مؤامرات، وما يخططه لمصر ليس سرا من الأسرار فهو معلن ومعروف.
إن تورط البرادعي في الدفاع جورج سورس يؤكد الاتهامات المنشورة في وسائل إعلام أجنبية عن تورط البرادعي في مخطط جورج سورس للسطو على الثورة المصرية، مستعينا بالإعلام الممول من الخارج الذي سنكتشف مع الأيام أن هذه الملايين التي يتم ضخها في الإعلام ليست بعيدة عن جورج سوروس ومنظمات "المجتمع المفتوح" التي ينفق عليها لتشكيل حكومات بـ "الطريق اللاعنفي".
من النقاط التي لم أفهمها في رد البرادعي ما جاء في نهاية الرد: "لقد أخطأتم مراراً وتكراراً، كان آخرها الشائعات المضللة التي أطل بها علينا الشيخ حازم شومان واعتذر بعدما تبين له خطؤه، فهل ستسيرون على هذا النهج تخطئون ثم تعتذرون؟ إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".
أنا فعلا لا أعرف ما هي الأخطاء الكثيرة، ومن هم الذين أخطأوا، كما لا أعرف ما هي علاقة الشيخ حازم شومان بالموضوع؟ ولا أعرف ما هو هذا الخطأ؟ ولا أعرف أنه اعتذر.

ما أريد أن أختم به هذا المقال أن هذا الرد أزعجني، ليس لأن به معلومات وآراء مفيدة، لكن لمحاولته بكل جرأة تحدي ثوابتنا الوطنية والإسلامية، والسعي لتمرير المخطط المفضوح المعادي للأمة وكأن شيئا لم يكن.
هناك من يشاركون في المخطط إما عن قصد وسوء نية، وهناك أيضًا من يشاركون وينخرطون بدافع الحماس، ولكن تنقصهم الدراية وربما يستخفون بالمخاطر، لكن ما أراه بيقين إن هذا السعي لن يكتب له النجاح لأن التربة المصرية عصية على الاختراق، ولم يعد يصلح معها هذا النبت القادم من الغرب، ومحاولات الإعلام المتأمرك لتسويق المكر المعادي ستفشل لا محالة، فشباب مصر الذي أبهرنا في ثورة يناير وأخرج أروع ما في مصر من قيم وحمية ونخوة لا يمكن خداعه.
لن يفلح مخطط جورج سورس في السيطرة على مصر، وكما أسقطنا نظام مبارك أكبر نظام عميل لأمريكا في العالم العربي سنسقط أي محاولة لإعادة تشكيل نظام جديد تابع للبيت الأبيض، ومن يظن أنه أذكى من الشعب المصري فهو واهم.
إن الشعب المصري أوعى مما يتخيلون، وأقوى مما يظنون.
الشعب الذي قدم الشهداء لتحرير مصر من التبعية لأمريكا لن يقبل أن يختطفها جورج سوروس والمخابرات المركزية الأمريكية.

شارك الخبر

المرئيات-١