أرشيف المقالات

نهاية العالم

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
2نهاية العالم


نهاية العالم يُقصد بها: أشراط وعلامات الساعة - أي: يوم الحساب - وأشراط مفردها: شرط، وكلمة أشراط مأخوذة من قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾ [محمد: 18]، وتُسمَّى أيضًا بعلامات الساعة كما ذُكرت في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾ [الزخرف: 61]؛ حيث نَزَلَت هذه الآية في سيدنا عيسى عليه السلام؛ أي: إنَّ نزول سيدنا عيسى مِن سمات وعلامات الساعة، وسمِّيت بالساعة؛ لأنها في وقت مُحدَّد، حدَّده الله سبحانه وتعالى نهايةً لأحداث الدنيا.
 
ومن أسماء السَّاعة التي ذُكِرت في القرآن: يوم القيامة، يوم التناد، يوم الخلود، يوم الآزفة، يوم الطامَّة الكبرى، يوم الصاخَّة، يوم الوعيد، يوم الحشر، يوم الغاشية، يوم الراجفة، يوم البعث، يوم النشور، يوم النبأ العظيم، يوم الجَمْع، يوم الواقعة، يوم الخروج، يوم الفَصْل، يوم التغابن، يوم القارعة، يوم الحسرة، يوم الحساب، يوم التَّلاق، يوم الحاقَّة، يوم الدِّين.
 
وهذه الأسماء المتعدِّدة كلٌّ منها يختلف بحسب مكانةِ أصحابها ومنزلتهم في الآخرة.
ومعلومٌ لدينا أنَّ مثلَ هذه المواضيع لا تُؤخَذ بالعقل والفلسفة، بل تُؤخذ بالنصوص الشرعيَّة من القرآن والسنة النبوية الصحيحة، ومِن فَهْم أئمَّة العلم؛ من فهمهم الصحيح وتفسيرهم لهذه النصوص.
 
نهاية العالم تنقسم إلى:
1- أشراط الساعة الصغرى: ومنها ما حدث، ومنها ما سوف يقع عندما يأذن الله بحدوثها.
2- أشراط الساعة الكبرى: وهي التي تكون قريبة من أحداث يوم الحساب.
 
أولًا: أشراط الساعة الصغرى التي حدثت:
• بعثة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: حيث قال عليه الصلاة والسلام: ((بُعِثتُ أنا والسَّاعةُ كهاتَيْن))، قال أنس: "وضمَّ السبَّابة والوُسطَى"؛ صحيح مسلم (2951).
 
• انشقاق القمر: كما طلب أهل مكة؛ فعن ابن مسعود قال: انشقَّ القمر على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فِرقتين: فِرقةً فوق الجبل، وفرقةً دونه، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((اشهدوا))؛ صحيح البخاري (4864)، وذكر الله تعالى ذلك في كتابه؛ فقال تعالى: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [القمر: 1، 2].
 
ثانيًا:أشراط الساعة الصغرى التي لم يأذن الله بحدوثها بعدُ:
ذُكِرت في أحاديث كثيرة؛ وسأذكر بعضًا منها:
• قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى تقاتلوا اليهود، حتَّى يقول الحَجَرُ وراءه اليهوديُّ: يا مسلم، هذا يهوديٌّ ورائي فاقتله))؛ صحيح البخاري (2926).
 
• قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى تقتتل فئتان، دعواهما واحدةٌ))؛ صحيح البخاري (6935)؛ والفئتان: كلٌّ منهما يدَّعي أنه صاحب حقٍّ، وأنَّ الفئة الأخرى ضالَّة.
 
• عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى تأخذ أُمَّتي بأخذ القرون قبلها، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع))، فقيل: يا رسول الله، كفارس والرُّوم؟ فقال: ((ومَن النَّاس إلا أولئك))؛ صحيح البخاري (7319).
 
• قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى يحسر الفراتُ عن جبلٍ مِن ذهبٍ، يقتتل النَّاس عليه، فيُقتل من كلِّ مائة تسعةٌ وتسعون، ويقول كلُّ رجلٍ منهم: لعلِّي أكون أنا الذي أنجو))؛ صحيح مسلم (2894).
 
• قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى يخرج رجلٌ من قحطان يسوق النَّاس بعصاه))؛ صحيح مسلم (2910)؛ يسوق النَّاس بعصاه؛ أي: يتسلَّطُ عليهم، ويسخر منهم؛ كأنه يسوقهم كما يسوق الغنم.
 
• قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى يُقبَض العلم، وتكثُر الزَّلازل، ويتقارب الزَّمان، وتظهر الفتن، ويكثُر الهَرْج - وهو القتلُ القتلُ - حتَّى يكثُر فيكم المالُ فيفيض))؛ صحيح البخاري (1036).
 
• قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى تقاتلوا التُّرْك، صغار الأعين، حُمر الوجوه، ذُلف الأُنوف، كأنَّ وجوههم المجانُّ المُطرَقة، ولا تقوم السَّاعة حتَّى تقاتلوا قومًا نِعالهم الشَّعر))؛ صحيح البخاري (2928)؛ "ذلف الأنوف": أي في أنوفهم فطس وقصر، مع استواء الأرنبة وغلظها.
 
• وفي الحديث قال: ((أن تلدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وأنْ ترى الحُفاة العُراة العالة رِعاء الشَّاء يتطاولون في البُنيان))؛ صحيح مسلم (8).
 
ثالثًا: أشراط الساعة الكُبرى:
• ذُكِرت في حديث حُذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطَّلع النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم علينا ونحن نتذاكر، فقال: ((ما تذاكرون؟))، قالوا: نذكر السَّاعة، قال: ((إنَّها لن تقوم حتَّى ترون قبلها عشر آيات - فذكر - الدُّخان، والدَّجَّال، والدَّابَّة، وطلوع الشَّمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلَّى الله عليه وسلَّم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، وآخِر ذلك نارٌ تخرج من اليمن، تطرد النَّاس إلى محشرهم))؛ صحيح مسلم (2901).
 
• الدُّخان: وقد ذكره النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث السابق، وذكره الحقُّ تبارك وتعالى، فقال: ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الدخان: 10، 11].
 
• المسيح الدَّجَّال: عن عبدالله قال: ذُكِر الدَّجَّال عند النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: ((إنَّ الله لا يَخفى عليكم، إنَّ الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإنَّ المسيح الدَّجَّال أعور العين اليمنى، كأنَّ عينه عنبةٌ طافيةٌ))؛ صحيح البخاري (7407).
 
عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: ((لا يدخل المدينةَ رعب المسيح الدَّجَّال، ولها يومئذٍ سبعة أبواب، على كلِّ بابٍ مَلَكان))؛ صحيح البخاري (7125).
 
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ مع الدَّجَّال - إذا خرج - ماءً ونارًا؛ فأمَّا الذي يرى النَّاس أنَّها النَّار، فماءٌ باردٌ، وأمَّا الذي يرى النَّاس أنَّه ماءٌ باردٌ، فنارٌ تحرق، فمَن أدرَكَ منكم فليقع في الذي يرى أنَّها نارٌ؛ فإنَّه عذبٌ باردٌ))؛ صحيح البخاري (3450).
 
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدَّثنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حديثًا طويلًا عن الدَّجَّال، فكان فيما حدَّثنا به أنْ قال: ((يأتي الدَّجَّال، وهو محرَّمٌ عليه أنْ يدخل نقاب المدينة، بعض السِّباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذٍ رجلٌ هو خير النَّاس، أو مِن خير النَّاس، فيقول: أشهد أنَّك الدَّجَّال، الذي حدَّثنا عنك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حديثه، فيقول الدَّجَّال: أرأيتَ إنْ قتلتُ هذا، ثمَّ أحييتُه؛ هل تشكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثمَّ يُحييه، فيقول حين يُحييه: والله ما كنتُ قط أشدَّ بصيرةً منِّي اليوم، فيقول الدَّجَّال: أقتُلُه، فلا أُسَلَّط عليه))؛ صحيح البخاري (1882).
 
• دابَّة الأرض: ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن، فقال: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾ [النمل: 82]؛ ولا يُستغرَب من كلام الدابَّة مع الناس؛ لأن الله قادرٌ على كلِّ شيء، وهو سبحانه الذي أَنْطَقَها، كما أَنْطَقَ الهدهد والنمل مع سليمان عليه السلام.
 
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((تخرج دابَّة الأرض معها عصا موسى، وخاتم سليمان، تخطم أنف الكافر بالعصا، وتجلي وجه المؤمن بالخاتم، حتَّى يجتمع النَّاس على الخوان، يُعرَف المؤمن مِن الكافر))؛ مسند أبي داود الطيالسي (2687).
 
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ثلاثٌ إذا خَرَجْن لا ينفع نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت مِن قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا: طلوع الشَّمس من مغربها، والدَّجَّال، ودابَّة الأرض))؛ صحيح مسلم (158).
 
• طلوع الشمس من مغربها: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ أوَّل الآيات خروجًا طلوع الشَّمس من مغربها، وخروج الدَّابَّة على النَّاس ضحًى، وأيُّهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأُخرى على إثرها قريبًا))؛ صحيح مسلم (2941).
 
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى تطلُع الشَّمس من مغربها، فإذا رآها النَّاس آمن مَن عليها، فذاك حين: ﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الأنعام: 158]))؛ صحيح البخاري (4635).
 
• نزول سيدنا عيسى: قال الحقُّ تبارك وتعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [الزخرف: 59 - 61]، وقال: ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 157 - 159].
 
ووردت أحاديث؛ منها قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى ينزل فيكم ابنُ مريم حَكَمًا مُقسِطًا، فيكسر الصَّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال، حتَّى لا يقبله أحدٌ))؛ صحيح البخاري (2476)، سنن الترمذي (2233).
 
قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((كيف بكم إذا نزل فيكم عيسى ابنُ مريم وإمامكم منكم؟))؛ مسند أحمد (8431)؛ وإمامكم منكم: أي يصلِّي معكم بالجماعة.
 
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الدَّجَّال، فقالت أمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: ((ببيت المقدس، يخرج حتَّى يحاصرهم وإمام النَّاس يومئذٍ رجلٌ صالحٌ، فيقال: صلِّ الصُّبح، فإذا كبَّر ودخل فيها، نزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فإذا رآه ذلك الرجل عَرَفَه، فرجع يمشي القهقرى، فيتقدَّم عيسى فيضع يده بين كتفيه، ثمَّ يقول: صلِّ؛ فإنَّما أقيمت لك الصلاة، فيصلِّي عيسى وراءه، ثمَّ يقول: افتحوا الباب، فيفتحون الباب، ومع الدَّجَّال يومئذٍ سبعون ألفًا يهود، كلُّهم ذو ساجٍ وسيفٍ مُحلًّى، فإذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص، وكما يذوب الملح في الماء، ثمَّ يخرج هاربًا، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربةً لن تفوتني بها، فيُدركه فيقتُله، فلا يبقى شيءٌ ممَّا خلق الله تعالى يتوارى به يهودي إلا أَنْطَقَه الله، لا حجر، ولا شجر، ولا دابَّة، إلا قال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودي فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنها من شجرهم، فلا تنطق، ويكون عيسى في أُمَّتي حَكَمًا عدلًا، وإمامًا مُقسِطًا، يدُقُّ الصَّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصَّدقة، ولا يسعى على شاة، وتُرفع الشَّحناء والتَّباغض، وتُنزع حُمة كلِّ دابَّة....))؛ الفتن لنعيم بن حماد (1589).
 
• يأجوج ومأجوج: ورد ذكرهم في القرآن، فقال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 94 - 97]، وقال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 96، 97].
 
وعن زينبَ بنت جحش رضي الله عنها، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم دخل عليها فَزِعًا، يقول: ((لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتِح اليوم مِن رَدْم يأجوج ومأجوج مثل هذه))، وحلَّق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أنَهلِك وفينا الصَّالحون؟ قال: ((نعم، إذا كَثُر الخَبَث))؛ صحيح البخاري (3346).
 
وأخيرًا أختمُ بحديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حيث قال: ((لا تقوم السَّاعة حتَّى لا يُقال في الأرض: الله، الله))؛ صحيح مسلم (148).
 
وأسأل الله أن يُثبِّت قلوبنا على دينه، وأنْ ينصرنا على أعداء الحقِّ والدِّين، وصلَّى الله وسلَّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطاهرين.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢