أرشيف المقالات

أمة الصف الواحد في الحرب .. والمحراب

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
1 الله سبحانه وتعالى طالب المؤمنين بأن يتراصوا صفوفا في الحرب (الجهاد) {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}، كما يطالب الإمام المأمومين في صلاة الجماعة (المحراب) بالوقوف صفوفا متراصة متساوية.

الإسلام دين عبادات الجماعة على خلاف بقية الأديان التي ترى في التفرد صفاء روحيا وسكينة نفسية فالجماعة في الصلاة خير من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، حتى ولو كان أخشع وحده!!

يقول الإمام أبو حامد الغزالي: وقد تشعر بلذة العبادة وحدك، فلماذا جعلها الله جماعة!، لأنك لو صليت وحدك فقد تعتاد ظروفا بعينها وتختار آيات بعينها وقد يلبس عليك الشيطان فتسهو وقد تقبل منك صلاتك وقد لا تقبل ..
ولو صليتها في جماعة فإن الله كريم فلو قبلها من واحد، قبلت من الجميع.

السر في قوة هذه الأمة هي الإخوة: ولم تنتصر هذه الأمة في تاريخنا انتصارا عظيما إلا حينما تآخى المؤمنون.يقول الله تعالى: {ولَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا} الأصل في الريح القوة والاتجاه الواحد، فلو تنازعنا واختلفنا لتغيرت الوجهة من قوة وتوحد تجاه العدو إلى فرقة وتنازع في صفوفنا، فيعرض هذا بهذا وهذا ينتقص من هذا وهذا لا يتأتى.
لو اختلفت قلوب الصف المؤمن وتنازعوا فيما بينهم ولهذا وجب أن يصبر بعضنا على بعض.
 يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم».
التحريش: وهو أن يوجد أسبابا تدعو للشقاق بين الناس ولو كانت تافهة وهينة وساذجة (أصله بصلي مش عارف إزاي - أصله بيقلي مش عارف ايه - أصل فاكر نفسه ايه).

اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا ولا حقدا ولا حسدا ولا شحناء لأحد من إخواننا، وكما جمعتنا ربنا على طاعتك وحب دينك والدفاع عنه في الدنيا، فاجمعنا في جنتك إخوانا على سرر متقابلين.


شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢