أرشيف المقالات

الفاروق عمر بن الخطاب

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
8 بقلم دياب عثمان العرابي المتخرج في دار العلوم كان سروري عظيماً حين ألقي إلي هذا الكتاب، الذي خصصه مؤلفه الأستاذ دياب العرابي لدراسة حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لاتجاه أدبائنا إلى تاريخ عظمائنا يتخذون منه المثل العالي والقدوة الحسنة، والكتاب يقع في نحو مائتين وستين صفحة من القطع المتوسط تكلم المؤلف الفاضل عن حياة عمر في الجاهلية، ذاكراً نسبه ووصفه ومنزلته في قومه، ثم تكلم عن دخوله في الإسلام، وعن حياته في عهد الرسول ومواقفه المشهورة إلى جانبه ﷺ، ثم تكلم عن عمر يوم السقيفة ومبايعته لأبي بكر، إلى أن تم له أمر المسلمين فتكلم عن فتوحه وأعماله وإصلاحاته في الدواوين وموقفه من عماله وموقفه من بيت مال المسلمين، ثم شرح حادث مقتله وبين تحوطه للخلافة ووصايته قبل وفاته وهو بلا شك بحث ممتع ينظم هذا الكتاب في سلك المؤلفات التي تملأ قراءتها القلوب غبطة والنفوس عظة، والتي تؤثر من الوجهة الخلقية تأثيراً قوياً في نفوس القراء صغارهم وكبارهم بيد أني، على الرغم من سروري بتلاوة هذا الكتاب واستمتاعي بما جاء فيه من حوادث ومواقف رائعة، لا أقر الأستاذ المؤلف على بعض نقط فيه، كإسهابه في وصف الفتوح وتعرضه لتفاصيل جعلتني عندها أتسأل: هل يدور الكتاب حول تاريخ الدولة العربية أيام عمر، أم هو يدور حول دراسة عمر نفسه؟ ولو أن الأستاذ وجه اهتمامه الأكبر إلى بسط أخلاق عمر واتخذ من أعماله مع الاكتفاء بالإشارة إليها أمثلة لما يقول لكان كتابه أكثر لذة وأقرب إلى الغرض.
على أنه في وضعه هذا وما احتوى عليه من حوادث ومواقف مشهورة من حياة عمر جدير بأن يحرص على قراءته والاستفادة منه كل أديب.
والحقيقة أن المؤلف قد أتى فيه على طائفة من العبر القوية، والأخلاق العالية، والحوادث الشيقة مما يجعلك تنسى التأليف وطريقته، وتندمج اندماجاً تاماً في تلك الشخصية العظيمة التي يدور حولها الكلام، بحيث تفرغ من قراءتك وأنت تحس إحساساً شديداً بالغبطة والارتياح. الخفيف

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير