أرشيف المقالات

البريد الأدبي

مدة قراءة المادة : 13 دقائق .
8 المؤتمر الثقافي العربي الثاني هذا المؤتمر الثاني الذي تدعو إليه الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية، وتشترك فيه وفود الدول الرسمية التي تمثل وزارات المعارف العمومية العربة والجامعات الرسمية والأهلية، كما دعي إلى الاشتراك فيه لفيف من رجال التربية الممتازين، وأتيح الانتساب إليه للأساتذة والمدرسين والمدرسات في مختلف الأقطار العربية. وقد بلغ عدد المشتركين في المؤتمر زهاء أربعمائة عضو من بينهم حوالي مائة مدرسة من مدرسات المدارس الثانوية والعالية في مختلف القطار العربية، وقد لوحظ أن الضغط كان شديداً من المشتركات في سوريا ولبنان، وهذا دليل واضح على تقدم الحركة الفكرية والثقافية بين نساء هذين القطرين مولولا القيود المفروضة على تحديد الأماكن الخاصة بإقامة الأعضاء لكانت الإدارة الثقافية قد سعت لتلبية تلك الطلبات الكثيرة من المشتغلات بالتربية والتعليم في هذين القطرين. وكانت جامعة فاروق الأول بالإسكندرية صاحبة فضل في إعداد مكان انعقاد المؤتمر بمبنى كلية الآداب بالشاطبي وإعداد أماكن السكنى المجانية لمعظم المشتركين والمشتركات من الأقطار العربية. ومدار البحث والمناقشة العامة في هذا المؤتمر موضوعان هامان من الموضوعات الهامة التي تشغل أذهان رجال التربية في مختلف أرجاء العالم وبخاصة في الأقطار العربية في الآونة الحاضرة، وسيشترك في بحث هذين الموضوعين بحثا تفصيلياً كافة أعضاء المؤتمر من رسميين وغير رسميين؛ بيد أن هناك مسألتين سيقتصر بحثهما والاهتمام بهما على الممثلين الحكوميين دون سواهم وهاتان المسألتين هما: 1 - بيان الخطوات التي اتخذتها كل حكومة من الحكومات العربية في سبيل تنفيذ قرارات المؤتمر الثقافي العربي الأول. 2 - دراسة التقارير التي وضعتها وزارات المعارف العربية عن الأحوال والاتجاهات الثقافية والتربوية السائدة في كل قطر من الأقطار العربية. وللمؤتمر جانبه الثقافي العام فضلاً عن جانبه الفني الذي أشرنا إليه آنفاً؛ فهنالك محاضرات عامة في شئون التعليم والتربية كلف بإلقائها أيام انعقاد المؤتمر لفيف من رجال التربية الممتازين.
وقد حددت للمحاضرات العامة مواعيد تقع بعد الفراغ من أعمال اللجان التي سوف تستمر صباحا وبعد الظهر بغية الانتهاء إلى القرارات والتوصيات اللازمة. وللمؤتمر كذلك جانبه الاجتماعي الذي من شأنه التخفيف من ضغط الجو العملي المتصل الحلقات فقد أعد برنامج للرحلات والمشاهدات والحفلات الشيقة. ولاشك أن أهم ما نستخرجه من هذا المؤتمر هو أنه يتيح لعدد كبير من أبناء الأقطار العربية فرصة زيارة مصر والتعرف إلى معاهدها ومعالمها، كما يتح لها الاجتماع بإخوانهم المصريين في صعيد واحد، وفي ذلك خير فرصة لتبادل الآراء وتلاقي الأفكار وتمازج وجهات النظر، وهذا هو الكسب المحقق الذي يعود بالخير على الثقافة والتعليم في البلاد العربية. الإدارة الثقافة رشوة الشعوب! تقول الأنباء الأخيرة أن جانباً كبيراً من الاعتمادات التي كانت مخصصة لمشروع ماريشال قد حول للأغراض العسكرية والحربية!.
ولا يخرج مشروع ماريشال هذا، الذي تغنوا به زمناً طويلاً عن كونه مشروع رشوة، يرمي إلى اجتذاب الشعوب، واكتساب عطفها، نظير تقديم مساعدات مالية، أو إمدادات من الغذاء والكساء.

ومثلنا العامي يقول: (أطعم الفم تستح العين)! ولقد جاء هذا النبأ الأخير، بتحويل اعتمادات المشروع للأغراض الحربية والعسكرية دليلا صادقا على صدق هذه النظرية إذ تحول مشروع ماريشال، بين عشية وضحاها، من مشروع قيل عنه أنه يهدف إلى مساعدة الدول المحتاجة، وإمدادها بما يعوزها مال، وغذاء، وكساء، إلى مشروع حربي وعسكري.

تخصص اعتماداته للفتك.
.
والنسف.
.
والتدمير!.
. وأن تعجب فعجب قولهم إنهم إنما يعملون على توطيد دعائم السلم، وتجنب الشعوب ويلات الحرب وشرورها!.
إننا نبغض (الرشوة) في المعاملات بين الأفراد.

فكيف يقر الساسة رشوة الشعوب التي لم تعد تهضم ما تحفل به موائدهم من ألوان.

وأصناف!. عيسى متولي تعقيبات - 1 - حول بيت: تعرض الأستاذ محمد سيد كيلاني في مقاله - حول البردة - بالعدد 892 من (الرسالة) الغراء لبيت البوصيري أورده على سبيل الاستدلال على أنه - رحمه الله - لم يصب بفالج كما زعمت بعض الروايات، وإنما أصيب بكسر في ساقه، والبيت هو: ما حال من نع الركوب وطرفه ...
يشكو إليه رباطه محبوساً وأبان أن في (كلمة (الطرف) تورية، فالطرف بمعنى مؤخر العين، والطرف بمعنى الساق وهو من أطراف الإنسان). ولاشك أن التورية - على المعنى الذي قصد إليه الأستاذ لا تستقيم إلا إذا كان البوصيري قد مرض بمؤخر إحدى عينيه.
كما مرض بإحدى ساقيه.

إذ هناك فقط يمكن أن نصرف كلمة (الطرف) من معنييها المختلقين صرفا تاما مع ضمان استقامة التورية، وما دام لم يثبت شيء من ذلك، فالأوفق أن يؤخذ البيت على وجهه الوارد به، وأن تصرف الكلمة إلى المعنى الذي يهم الكاتب وهو (الساق). ون الممكن أن يفسر البيت تفسيراً آخر مناسباً لو كانت كلمة (طرفه) قد رويت بكسر الطاء وسكون الفاء فإن معناها حينئذ يكون - الكريم من الخيل، كما جاء في معلقة امرئ القيس - على رواية الأصمعي - (ورحنا وراح الطرف ينفض رأسه)؛ ويكون المعنى أن البوصيري كان عاجزاً عن ركوب جواده - لعلته التي أم تمكنه من ذلك والتي يدل عليها قوله (منع الركوب) - بينما جواده الكريم يشكو إليه طول بقائه مقيداً حبيساً، لا يركب ولا يمتطي، ولكن البيت - بهذا المعنى - يفقد قوته الاستدلالية. 2 - خبر الرؤيا وذكر الأستاذ أيضاً قصة الرؤيا التي قيل أن البوصيري قد رآها وجاء منها (أنه لما وصل إلى قوله (فمبلغ العلم فيه أنه بشر) توقف فقال له النبي: قل يا إمام (!) فقال البوصيري إني لم أوفق إلى المصراع الثاني (فقال النبي: قل يا إمام (!) وأنه خير خلق الله كلهم) فأدمج البوصيري هذا المصراع في قصيدته)، ولقد قال الكاتب رأيه متضمناً تكذيب الخبر، وإني أتفق معه فيما ذهب إليه، وأضيف أن هناك أخبار رؤى كثيرة من هذا الطراز منبثة في بطون كتب الأدب القديمة - وكلها لا تعتمد على حجة ولا تستند إلى برهان - وقد اختلقها الشعراء أحياناً ليسجلوا لأنفسهم فضلا على غيرهم عن طريقها، أو اختلقها الرواة ليمجدوا بها شاعرا بعينه، يزجون في أشنائها المديح - إن صراحة وإن ضمنا - على لسان الرسول الكريم، وإلى القارئ العزيز خبراً منها: قال السيد الحميري: رأيت النبي (ص) في النوم وكأنه في حديقة سبخة فيها نخل طوال، وإلى جانبها أرض كأنها الكافور ليس فيها شيء.
فقال: أتدري لمن هذا النخل؟ قلت لا يا رسول الله، قال: لامرئ القيس ابن حجر، فاقلعها واغرسها في هذه الأرض ففعلت، وأتيت ابن سيرين فقصصت رؤياي عليه، فقال أتقول الشعر؟ قلت: لا.
قال: أما إنك ستقول شعراً مثل امرئ القيس؛ إلا أنك ستقوله في قوم بررة أطهار.
قال: فما انصرفت إلا وأنا أقول الشعر (!). ففي هذا الخبر نرى أن الحميري عرف كيف يميز نفسه على سائر الشعراء بشيئين: أولهما: تنبؤ الرسول له بأنه سيقول شعراً. ثانيهما: تفضيل شعره على شعر امرئ القيس لأنه سيقال في قوم بررة أطهار.! ولا يخفي أيضاً ما كان يرمي إليه من الإيحاء إلى ممدوحيه بفضل أخلاقهم؛ وروعة سجاياهم، لا لأنه قرر ذلك في مديحه لهم فحسب.

فهو شاعر قد يمجد الظالم؛ ويحسن القبيح ويبجل المستبد لقاء عطاء أو رجاء صلة.

بل لأن الرسول قرر هذا ضمناً في الرؤيا. ونخلص من هذا إلى مطالبة الكتاب بتوجيه عنايتهم إلى تلك الكتب القديمة والعمل على تحقيق ما فيها من نصوص ونفي ما لا يتفق والمنطق السديد، والعقل الراجح، وملابساته التي قيل فيها، فإن هذا أجدى على الأدب والمتأدبين من المقالات الجوفاء التي لا تحمل في طياتها دسما يشبع نهم قارئ عادي فضلا عن قارئ ممتاز. أحمد قاسم أحمد بيت للمتنبي جاء في مقال الأستاذ الفاضل (محمد محمود زيتون) بعنوان (التربية الأدبية) في مجلة الرسالة الغراء العدد 892 بيت المتنبي الآتي: لو تعقل الشجر التي قابلتها ...
مدت - محيية - إليك الأغصنا وقد ذكر الأستاذ أن المتنبي قاله في مدح سيف الدولة.
والمعروف أن هذا البيت لم يقله المتنبي في مدح سيف الدولة، لكنه قاله يمدح به (بدر بن عمار) في قصيدته التي منها: أرج الطريق فما مررت بموضع ...
إلا أقام به الشذ مستوطنا ولن تنقص هذه الملاحظة قيمة المقال الأدبي الممتع خصوصا إذا جعلنا في تقديرنا مبلغ الصلة التي كانت بين المتنبي وبين أمير (بني حمدان) والتي أنطقت لسان الذاعر بكثير من القصائد في مدح سيف الدولة الحمداني، فكثرة هذا المديح قد توحي بأن أكثر شعر المتنبي في المديح قد قاله في سيف الدولة، وجل من لا يسهو وتحية إعجاب منى للأخ (محمد محمود زيتون) عبد الجواد سليمان المدرس بمعلمات سوهاج وفاة البارودي جاء في العدد 893 في الصفحة 908 أن وفاة البارودي كانت في يوم الاثنين 12 ديسمبر سنة 1904م.
وقد جاء في ظهر الورقة (و) من مقدمة الجزء الأول من ديوانه المطبوع على ذمة ورثته أن وفاته كانت ليلة الثلاثاء سادس شوال سنة 1322 أعني ليلة 13 ديسمبر سنة 1904.
وأهل الرجل أدرى بضبط وفاته لذا أرجو التكرم بنشر هذه خدمة للعلم مع خالص الشكر. عبد السلام النجار كتاب الإسلام والنصرانية للأستاذ الإمام محمد عبده والرد على هانوتو ذكر الأستاذ محمود الشرقاوي في كلمته التي نشرها عن الأستاذ الإمام محمد عبده بجزء الرسالة الغراء رقم 891 وهو يبين مؤلفات هذا الإمام الكبير أن كتاب (الإسلام والنصرانية) هو (مجموعة مقالاته في الرد على هانوتو جمعت في كتاب) ولكن الحقيقة أن مقالات هذا الكتاب لم تكن رداً على هانوتو وإنما كانت رداً على الأستاذ فرح أنطون صاحب مجلة الجامعة رحمه الله إذ كان هذا الكاتب قد قال - وهو يترجم ابن رشد ويبين فلسفته في مجلته (إن المسيحية أكثر تسامحاً مع العلم من الإسلام، وإن الإسلام أكثر اضطهاداً للعلم والفلسفة من النصرانية) فانبرى له الأستاذ الإمام وفند هذا الرأي في مقالات متعددة نشرت بمجلة المنار التي كان يصدرها العلامة السيد محمد رشيد رضا رحمه الله ثم جمعت بعد ذلك في كتاب طبع مراراً. أما الرد على هانوتو فقد نشره الأستاذ الإمام في ست مقالات بجريدة المؤيد وكانت قد نشرت في عددين من أعدادها ترجمة مقالة هانوتو التي كان قد نشرها بجريدة الجورنال الباريسية - في الإسلام والمسألة الإسلامية - وقد أعيد نشر هذا الرد في الجزء الثاني من تاريخ الإسلام للإمام محمد عبده رحمه الله هذه هي الحقيقة في أمر كتاب الإسلام والنصرانية - والرد على هانوتو نبينها للناس مع شكرنا للأستاذ محمود الشرقاوي على ما نشره عن أستاذنا الإمام محمد عبده في ذكراه الخامسة والأربعين. (المنصورة) محمود أبو رية خطأ يقع فيه المترجمون ترد كلمة سويا في الروايات المترجمة، أو القصص المترجم بكثرة.
ويقصد بها المترجم عادة كلمة معاً كأن يقول المترجم: (وكان العشيقان قد آبا منذ حين إلى الفندق.
ولا جرم أنهما تناولا سويا طعام العشاء يب هذه المؤانسة الخطرة المسكرة) وكلمة سويا بمعنى معالم ترد في كتب اللغة؛ إنما الوارد هو كلمة سويا بمعنى تام الخلقة، ويشهد لذلك قوله تعالى في سورة مريم: (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا) أي أرسلنا إليها الوحي فرأته في صورة بشر تام الخلقة. وكتب اللغة بعد هذا المعنى: (رجل سوي الخلق: أي مستو.
ولا تزيد وتقول في التساوي.
أو التسوية: قسمت الشيء بين الشريكين بالسوية. وحينئذ فالذي تراه اللغة في مثل هذا أن تكون كلمة معا هي التي يليق بها أن تحل محل (سويا) لا العكس في الترجمة لكلمة فهي التي تؤدي المعنى المراد: اللهم إلا إذا كان ثم في كتب اللغة ما لم نطلع عليه، وفوق كل ذي علم عليم. محمد غنيم

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير