أرشيف المقالات

السائل

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
بينما كنت أسير في إحدى الطرق، وقفني سائل مسكين بوجه شاحب، وعينين داميتين، وشفتين متقلصتين، وقدمين مرتجفتين.
فقلت في نفسي: أُوه! ما أتعس هذا الشقي! قدَّم إليَّ يده الحمراء النحيلة القذرة، وطلب مني صدقة بصوت يخنقه بالبكاء. فوضعت يدي دون أن أفكر، وقد أخذتني الشفقة على هذا البائس، وضعتها في جيوبي، ثم جعلت أبحث فيها عن شيء أعطيه إياه، ولكني وا أسفاه لم أجد شيئاً، لا نقوداً ولا ساعة، حتى ولا منديلا! صار موقفي حرجا، وما زال السائل ماداًّ إليَّ يده واثقاً كل الثقة من العطية! لم أعرف ماذا أعمل!.
وفي النهاية أخرجت يدي وأنا حيران خجل، ثم مددتها وصافحت يده الممدودة قائلا: (أنا آسف يا أخي فليس معي شيء). ولم أكد أتم هذه الجملة حتى رأيت عيني السائل وشفتيه تفترَّان عن ابتسامة رقيقة، وإذا به يضغط على يدي شاكراً ممتنا وهو يقول: (حسناً يا أخي! شكراً لك! إن هذه أيضاً صدقة!) م.
يون

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير