أرشيف المقالات

عاقبة الظلم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
2عاقبة الظلم
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد ومن اهتدى بهداه.
 
نظرًا لأنه تصلني رسائل تشكو ظلمًا وقَع عليها، كانت هذه الرسالة:
(يا بني، لعلها دعوة مظلوم سرَت بليل غفلنا عنها، ولم يغفل الله عنها).
 
العبارة السابقة تُنسب إلى يحيى البرمكي حين سأله ولده: يا أبتِ، ما الذي صيَّرنا للحبس بعد العزِّ؟
وهي تفسير صحيح لسبب مهم جدًّا للمصائب المفاجئة؛ من زوال نعمةٍ، أو طلاقٍ، أو زوال منصبٍ، أو خسارة في تجارة.
 
قال سبحانه: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾ [النساء: 79]؛ حيث إن لهذه المصائب أسبابًا أربعة:
أ- مجرد قدر سابق، وهو ابتلاء وامتحان ورفعٌ للدرجات، وتكفير للخطايا؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].
 
ب- أو نتيجة حسد حاسد.
 
ج- أو بسبب ذنوب مَحَقت بركة الرزق؛ مثل: الربا ومنع الزكاة.
 
د- أو بسبب ظلم، ودعوة مظلوم استهنتُم به وغفلتُم عنها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)؛ متفق عليه.
فاحذروا حذرًا شديدًا من الظلم، خاصة أنتم أيها المديرون كبارًا وصغارًا، والآباء، والأزواج
 
والزوجات والضرَّات، وزوجات الأب اللاتي يسمَّين بالخالات، والمعلمون؛ فإن مسؤوليتكم عظيمة وسهام الليل (دعوات المظلومين) لا تُخطئ.
حفِظكم الله وأعاذكم من الظلم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١