خرج الخزر بسبب ابنة خاقان من باب الأبواب، وقيل: إن سبب خروجهم أن سعيد بن سلم قتل المنجم السلمي فدخل ابنه بلاد الخزر، واستجاشهم على سعيد، فخرجوا ودخلوا أرمينية من الثلمة، فانهزم سعيد، وأقاموا نحو سبعين يوما، وسبوا أكثر من مائة ألف رأس، وأوقعوا بالمسلمين وأهل الذمة أمرا عظيما لم يسمع بمثله في الأرض، فولى الرشيد أرمينية يزيد بن مزيد مضافا إلى أذربيجان، ووجهه إليهم، وأنزل خزيمة بن خازم نصيبين ردءا لأهل أرمينية، فأصلحا ما أفسد سعيد، وأخرجا الخزر وسدا الثلمة.


هو السيد أبو الحسن العلوي موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والد الإمام علي بن موسى الرضا, المدني، ولد سنة ثمان وعشرين ومائة بالمدينة ثم نزل بغداد, لقب بالكاظم لكظمه عمن أساء إليه، كان مجتهدا في العبادة كريما، قيل: إن سبب سخط الرشيد عليه هو أن الرشيد لما زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: السلام عليك يا عماه يفتخر بذلك، فقال موسى: السلام عليك يا أبت.

فقال الرشيد: هذا هو الفخر يا أبا الحسن, ثم لم يزل ذلك في نفسه، فحنق عليه حتى استدعاه في سنة تسع وسبعين وسجنه فأطال سجنه، وقيل: بل لأنه سمع أن الناس يبايعون له فحمله معه إلى البصرة وحبسه عند واليها عيسى بن جعفر، ثم نقله إلى الفضل البرمكي، ثم حوله إلى السندي بن شاهك، إلى أن مات عنده ودفن في بغداد.